janoub 24

نظمت كلية الفنون والعمارة – الفرع الثالث معرضا للمنتدى البصري الثاني للفنون والعمارة للفنان مصطفى عبيد يتناول فيه قطاع غزة، بمناسبة الذكرى 45 لانطلاق الكلية، في “مجمع الرئيس ميشال سليمان الجامعي” في راسمسقا – الكورة، برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران ممثلا بعميد كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية هشام زين الدين، في حضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام، رئيس أساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، نقيب المهندسين في طرابلس والشمال الدكتور شوقي فتفت، مدير الكلية الدكتور عصام عبيد، رئيس مركز الترميم الدكتورة صونيا القرعان، مديرة كلية الفنون الجميلة والعمارة الفرع الأول الدكتورة نوال بوداني، مدير كلية الهندسة الدكتور ماهر الرافعي، مستشار رئيس الجامعة الدكتور بلال بركة، امينة السر في كلية الفون الجميلة مرسال فغالي وحشد من الاساتذة والهيئتين الادارية والتعليمية ومهتمين.

عبيد

بعد النشيد الوطني وقص الشريط التقليدي، ألقى الدكتور عبيد كلمة، شكر فيها البروفسور بدران والعميد زين الدين على “دعمهما الدائم في سبيل تطوير الكلية”، كما شكر مجلس الفرع وسائر الأقسام الأكاديمية والإدارية والطلاب، منوها بـ”الجهود الاستثنائية التي يقومون بها”، وقال: “يمتزج هذا الصباح بأشكال مبتكرة جميلة تتلاقى مع الألوان لتبصر مشهدية في لوحة فنان ،صباح مدينة نطمح ان تضم كتلا معمارية تتناغم مع بعضها، وتحاكي هويتها لنقلها إلى الأمام أضاف:” صباح يلامس كل تفاصيل حياتنا في فضائنا الداخلي بشكل مثالي ينظم حياتنا ويخلق لنا عالمنا الخاص: صباح تتطاير فيه الحروف والكلمات والاشكال والرموز لتتسلل الى عقولنا ومنه الى عقولنا اعلانا مبدعا يرافقنا ويشدنا اليه دون استغلال وتنمر وانحطاط”.

اضاف: “صباحكم هذا، في كلية الفنون الجميلة والعمارة اهلا وسهلا بكم، يتزامن إقامة المنتدى البصري الثاني للفنون والعمارة مع الذكرى ال ٤٥ لتأسيس الفرع الثالث لكلية الفنون الجميلة والعمارة. مند ٤٥ سنة أنطلق فرعنا بعزيمة وايمان، وبخطى ثابتة بفضل أساتذة عملوا وضحوا على مدى سنوات وقد تعاقب على أدارة الفرع الدكتور فضل زيادة، الدكتورة راوية مجذوب، الاستاذ رياض عويضة، المهندس الراحل بشارة بركات، الدكتور علي العلي، الدكتور ناصر حسين والاستاذ حسان الصمد. وقد تخرج من الفرع مبدعين في مجال اختصاصاتهم كانوا من الرواد في المجتمع بمجال الفنون التشكيلية والهندسة الداخلية والهندسة المعمارية والفنون الاعلانية. واليوم حفل الافتتاح يتضمن مجموعة من المعارض برعاية كريمة من البروفسور بدران”.

وتطرق الى المعرض الذي “يتضمن أعمال طلابنا في الأقسام الأربعة ومشاركة من قسم الترميم والمعرض الدائم لأساتذة الفرع من الفنانين التشكلية، معرض الفنان مصطفى عبيد عن غزة، حيث يعبر عن صرخته باسلوبه الخاص حزنا على شعب مقهور وعلى أطفال غزة وشبابيها وشبيبها. أطفال غزة يستصرخون الضمير الإنساني، العالم يصم اذانه عن انين المقطعة اطرافهم وهم يفترشون الأرض لا غطاء لهم سوى السماء. فقد دأب الفنان عبيد كل صبيحة يوم من العدوان على غزة ان يرسل صرخة عبارة عن لوحة فنية يرسمها عن معاناه غزة وشعبها ويرسلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واهدى الفنان عبيد فرعنا جدارية قياسها 19-1.22 تحاكي الحرب الأهلية اللبنانية بعنوان ومأساة شعب”.

ولفت الى ان “فرعنا كباقي فروع كلية الفنون الجميلة والعمارة، مصمم على سير قدما نحو أفضل مستويات تعليم الفنون والعمارة وأرقاها والمحافظة المستمرة على جودة ورصانة التعليم، فنحن دائما مستمرون في تجدد وتطور”.

وشكر عبيد “الزملاء ورؤساء الأقسام والأساتذة وخصوصا من الذين ساهموا في إنجاح هذا المعرض، والشكر لشركة التشغيل والصيانة وشباب النظافة وامينة السر السيدة فغالي ومدير المجمع الحاج عزام نعيم”.

وختم، معلنا انه “بمبادرة من ورثة المرحومين أنور عدرة ورياض دبليز تم تقديم مطبعة للكلية عمرها اكثر من ستة وسبعين عاما، وإن شاء الله قبل رأس السنة سيتم ترميمها لتصبح منارة وتحفة اثرية من تراث مدينة طرابلس”.

زين الدين

بدوره، نقل العميد زين الدين تحيات البروفيسور بدران “لعدم تمكنه من الحضور والمشاركة في هذا الحفل لظروف العمل والتحضير لاحتفال bio beirut الذي سيقام بعد غد برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في الجامعة اللبنانية، والذي عودنا دائما على اهتمامه ومحبته لكلية الفنون الجميلة والعمارة ولفرعها الثالث، الذي زاره أكثر من مرة في السنوات الماضية”.

وقال: “أما نحن في كلية الفنون والعمارة عمادة وإدارات وأقسام وأساتذة وموظفين وطلاب، هذه العائلة الكبيرة المتماسكة والمترامية الأطراف من العاصمة الى الشمال إلى الجبل، قرارنا واحد، وهدفنا واحد، وهو أن نجعل بلدنا لبنان جميلا ومتميزا ومتقدما ومنفتحا على التطور والحضارة”.

اضاف: “اليوم ونحن نعيش أجواء الانتخابات البلدية، وعلى الرغم من كل ما يشوبها من اصطفافات وتحديات ونجاحات وخسارات تفرضها اللعبة الديموقراطية التي نؤمن بها، نعلن وبصوت عال، أننا في كلية الفنون دائما نرشح المواهب المتميزة، ونصوت للابداع، وننتخب الفكر والجمال زعيما على مملكتنا الزاهية بكل ألوان الطيف. نحن في طرابلس والحدث وفرن الشباك ودير القمر خلايا نحل تعمل بجد واجتهاد لكي يبقى لبنان كما كان دائما قبلة الفن والابداع، ومقصدا لكل متذوقي الفن بتنوعاته وأشكاله وأنواعه، لبنان الذي يفتخر دوما بمبدعيه وجلهم ممن مروا على قاعات كلية الفنون الجميلة والعمارة ، طلابا أم أساتذة ولا يزالون”.

وتابع:” في هذه المناسبة اليوم لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الكبير إلى عائلة الفرع الثالث في الكلية، التي تحمل راية الفن في الشمال بمسؤولية ثقافية وحضارية، جعلت من هذا الفرع منارة إبداعية تشع وتنشر أنوارها على مساحة الشمال اللبناني ومنه إلى كل لبنان وحتى إلى خارجه، شكرا للمدير النشيط الدكتور عصام عبيد ولممثل الأساتذة الفنان حسان الصمد، ولرؤساء الأقسام الأكاديمية، والأساتذة والموظفين، أنتم مصدر النور في هذه المنارة، تستمر في حمل فنونه وتتابع مسيرة من سبقكم من المؤسسين الأوائل وتلاهم من الأساتذة المبدعين الذين نالوا إنجازاتهم وبما قدموه للكلية وللجامعة وللوطن”.

وختم قائلا: “نعدكم ونتعهد بأن تكون كلية الفنون الجميلة والعمارة، شعلة مضاءة، ورشة عمل، إحتفال دائم بالفرح والحياة والتميز والإبداع. عشتم، عاشت كلية الفنون مزهوة بجمالها، عاشت الجامعة اللبنانية جامعة لكل اللبنانين، عاش لبنان آمنا مستقرا حاضنا لكل أبنائه الذين يستحقون الحياة الكريمة”.

المفتي امام

وأبدى المفتي إمام اعجابه الكبير بما شاهده من إبداع طلابي وأكاديمي راق، وأكد أن هذا المعرض “ليس مجرد عرض لوحات وجداريات، بل هو مساحة تعبر عن روح الشباب اللبناني وإصراره على الحياة والعطاء رغم الأزمات”، منوها بـ”الدور التربوي والثقافي الذي تؤديه الجامعة الرسمية في تعزيز القيم الجمالية والفكرية لدى الجيل الجديد”، ولفت إلى أن “الفنون بما تحمله من معان إنسانية ووجدانية، تساهم في بناء مجتمع متوازن ومتماسك”، مشيدا بـ”المستوى المتميز للأعمال المعروضة، سواء من الطلاب أو الأساتذة”، معتبرا أن “هذا التفاعل بين الجيلين دليل على حيوية المؤسسة التعليمية”.

وختم داعيا إلى “المزيد من الدعم والرعاية لمثل هذه المبادرات التي تعكس الوجه الحضاري لطرابلس والشمال ولكل لبنان”.

المطران سويف

بدوره، أعرب المطران سويف عن فرحته واعتزازه بما شاهده في المعرض، من “إبداعات فنية وأكاديمية”، معتبرا ان “ما يقدمه طلاب الجامعة اللبنانية في طرابلس والشمال دليل حي على أن لبنان ما زال ينبض بالحياة، ووجود فرع للهندسة المعمارية والفنون الجميلة بهذا المستوى من التميز، يعكس حضورا مشرقا ومتفائلا في المشهد الوطني رغم كل الظروف المحبطة”.

وقال: “أجواء مفعمة بالإبداع والأمل، وافتتاح هذا المعرض الفني المميز في كلية الفنون الجميلة – الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية بطرابلس، بحضور عدد من الشخصيات الأكاديمية والثقافية والدينية. هذا الحدث الثقافي شكل مساحة لعرض أعمال طلابية مبهرة تعكس طاقات الشباب اللبناني وإصراره على الإبداع رغم كل التحديات التي تحيط به، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي، وقد تميز المعرض بتنوع الأعمال الفنية المعروضة التي جسدت أفكارا معاصرة وهموما إنسانية، كما أبرزت مهارات عالية في مجالات الرسم، النحت، التصميم، والفنون الرقمية”.

وشدد المطران سويف على أن “الفكر اللبناني لا يزال قادرا على الإنتاج والإبداع لا يموت، لكنه بحاجة فقط إلى بيئة مستقرة وداعمة. فحين يتمتع الإنسان اللبناني بالأمان الاجتماعي والاقتصادي، يعود ليحلق من جديد ويعيد بناء هذا الوطن على أسس متينة”.

وختم محييا “كل من ساهم في هذا الحدث، من أساتذة وطلاب وإداريين. فإن ما يحدث في هذه الكلية بارقة أمل في ظل العتمة ورسالة بأن الثقافة والفن هما ركيزتان أساسيتان في مشروع النهوض الوطني”