janoub 24

استقرت الأسهم الأوروبية إلى حد كبير في مستهل تعاملات أسبوع حافل بالأحداث الاقتصادية في ظل ترقب المستثمرين صدور بيانات التضخم الأميركية وقرارات البنوك المركزية العالمية الكبرى في شأن أسعار الفائدة، بينما أدى انخفاض أسعار المعادن إلى هبوط أسهم شركات التعدين.
إلى ذلك استقر مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي اليوم الإثنين بعد صعوده الجمعة الماضي إلى أعلى مستوياته منذ فبراير (شباط) 2022.
ومع أن الرهانات على خفض أسعار الفائدة تحظى بالاهتمام الأكبر فإن التقارير الرئيسة في شأن التضخم في الولايات المتحدة هذا الأسبوع تحظى بمتابعة وثيقة من أجل استقاء أفق السياسة النقدية، إذ يستعد المستثمرون لقرارات مجلس الاحتياط الاتحادي (المركزي الأميركي) في شأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء المقبل وبنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي يوم الخميس المقبل.
ومن بين الأسهم الفردية انخفض سهم “إنكافيس” 4.4 في المئة ليتذيل “ستوكس 600” بعد خفض بنك “مورغان ستانلي” تصنيف الشركة الألمانية المنتجة للطاقة المتجددة.
وقفز سهم “شيبسيتيد” 8.1 في المئة، بعدما قالت المجموعة الإعلامية النرويجية إنها أبرمت اتفاقاً غير ملزم لبيع عملياتها الإعلامية الإخبارية لمؤسسة “تينيوس تراست”.

“نيكاي” الياباني يتعافى

في شرق آسيا تعافى مؤشر “نيكاي” الياباني من أدنى مستوياته في شهر الذي سجله الأسبوع الماضي، بدعم من تراجع الين عن ذروة أربعة أشهر وارتفاع “وول ستريت” بفعل رهانات متزايدة على بلوغ الاقتصاد الأميركي بر الأمان.
وأنهى المؤشر الياباني تداول اليوم مرتفعاً 1.5 في المئة عند 32791.80 نقطة بعد موجة صعود شهدت ارتفاع 196 سهماً من إجمالي 225 سهماً على المؤشر في مقابل تراجع 25 سهماً واستقرار أربعة أسهم.
كما زاد مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 1.47 في المئة، وجاءت مكاسب “نيكاي” اليوم بعد أسوأ أداء أسبوعي منذ منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، وشمل هبوطاً 3.4 في المئة يومي الخميس والجمعة وسط ارتفاع الين.

وعن ذلك قال المتخصص الاستراتيجي لدى “نومورا” للأوراق المالية ماكي ساوادا إن “الارتفاع واسع للغاية”، مستدركاً “لكن يمكننا أن نرى بوضوح أن جزءاً كبيراً منه هو تعاف طبيعي بعد الانخفاضات الحادة التي شهدها الأسبوع الماضي”، قائلاً “ربما يكون هذا هو العامل الأكبر”.
وارتفعت الأسهم الأميركية، خصوصاً أسهم شركات التقنيات المتقدمة، الجمعة الماضي بعد صدور بيانات وظائف شهرية قوية عززت التكهنات بأن الاقتصاد سينجو من الركود.
وكان سهم “طوكيو إلكترون” لمعدات تصنيع الرقائق الداعم الأكبر للمؤشر الياباني بعدما صعد 76 نقطة بواقع 3.44 في المئة، وتراجع الين إلى 145.615 ين للدولار اليوم الإثنين في مقابل 141.60 في أواخر الأسبوع الماضي.

الذهب يهبط مع صعود الدولار

في أسواق المعادن النفيسة تراجعت أسعار الذهب في ظل ارتفاع الدولار، فيما يترقب المستثمرون عدداً من الاجتماعات المهمة للبنوك المركزية وصدور بيانات التضخم الأميركية هذا الأسبوع لاستجلاء مزيد من الدلائل حول مسار أسعار الفائدة.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المئة ليصل إلى 1997.16 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي 0.1 في المئة إلى 2013.20 دولار.

وتعليقاً على ذلك قال كبير محللي السوق في شركة “كيه سي إم تريد” تيم ووترر، إن “أرقام الوظائف القوية يوم الجمعة الماضي تسببت في إعادة تشكيل التوقعات بالنسبة إلى المركزي الأميركي في العام المقبل مما يوفر متنفساً للدولار وعوائد السندات ويفرض بعض الضغط النزولي على الذهب”.
وارتفع الدولار 0.1 في المئة مقابل عملات منافسة، مما يزيد كلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى.

كانت بيانات أميركية أظهرت أن الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة زادت 199 ألفاً الشهر الماضي، وهي أعلى من توقعات الاقتصاديين البالغة 180 ألف وظيفة، مما دفع المتداولين إلى تقليص التوقعات بأن المركزي الأميركي قد يخفض أسعار الفائدة في مارس (آذار) المقبل.

إلى ذلك سيتابع المتداولون تقرير أسعار المستهلكين الأميركيين لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من كثب بحثاً عن مزيد من الأدلة حول أسعار الفائدة قبل بيان “الفيدرالي” وتعليقات رئيسه جيروم باول الأربعاء.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يترك المركزي الأميركي أسعار الفائدة من دون تغيير عند نطاق 5.25 في المئة إلى 5.50 في المئة هذا الأسبوع.

من جهته توقع “غولدمان ساكس” أن يخفض المركزي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الأولى في الربع الثالث من العام المقبل في وقت أبكر من توقعاته السابقة للربع الأخير، مستشهداً بتحسن بيانات التضخم، ومن شأن أسعار الفائدة المنخفضة دعم الذهب الذي لا يدر عائداً.
وفي ما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 22.94 دولار للأوقية، بينما استقر البلاتين عند 914.27 دولار وتراجع البلاديوم 0.9 في المئة إلى 938.68 دولار للأوقية.