تكنولوجيا وعلوم

تعريف البطالة التقنية | تكنولوجيا وسيارات



عمون – البطالة التقنية هي شكل من أشكال البطالة الحديثة، وهي ناتجة عن التطور التكنولوجي، يُمكن تعريف البطالة التقنية على أنها البطالة الناتجة عن التطورات في التكنولوجيا وتغير ممارسات العمل، مما يؤدي إلى فقدان بعض العمال وظائفهم، وهي تُعتبر جزءاً من مفهوم أوسع يُعرف بالبطالة الهيكلية.

ومن الأمثلة على البطالة التقنية، هي إدخال الآلات المؤتمتة في العملية الإنتاجية، وعن طريق قيام الآلات بالعديد من الأعمال التي يقوم بها الإنسان، يُمكن للشركة أو المصنع التخلص من العمال وإنتاج نفس الكمية من السلع باستخدام الآلات.

التطور التقني والبطالة التقنية
عندما تكون أسواق العمل مرنة، لن تتسبب التغيرات التقنية في زيادة معدلات البطالة التقنية، لكن في المقابل، عندما تكون الأسواق غير مرنة، يُمكن لهذه التغيرات التسبب في زيادة البطالة لفترات زمنية طويلة.

فمثلا قد يفقد عمال المناجم وظائفهم بسبب التطور التقني، وذلك بسبب وجود العديد من الآلات التي يُمكنها القيام بوظائفهم، وبسبب الجمود المهني والجغرافي في المناطق التي تتواجد فيها المناجم، قد لا يتمكن العمال الذين خسروا وظائفهم من العثور على وظائف جديدة.

فقد لا يمتلك عامل المنجم مهارات عمل مطلوبة مثل العمل على أجهزة الحاسوب، كما قد يكون من الصعب عليه الانتقال من مكان سكنه إلى المدن الحيوية التي تكثر فيها الوظائف، لذا تزداد احتمالية أن يبقى هذا العامل دون عمل تحت مظلة البطالة التقنية.

في مثل هذه الحالة، يُمكن أن يتسبب التطور والتغيير التقني في زيادة مؤقتة في نِسب البطالة التي ستستمر في الزيادة، حتى يطور العمال الذين خسروا وظائفهم مهارات أكبر وخبرات في مجالات أخرى تُمكنهم من الالتحاق بسوق العمل مرة أخرى.

الأتمتة والبطالة التقنية
كانت عمليات الأتمتة باستخدام البرامج الحاسوبية والروبوتات التي تقوم بجزء من الأعمال البشرية تحدث منذ عقود من الزمن، حيث أنه يوجد العديد من المصانع والشركات التي تحتوي على آلات مؤتمتة منذ سنين عديدة، وتقوم هذه الآلات بتجميع القطع في المصانع بشكل آلي.

أما بالنسبة للبرامج الحاسوبية، كانت العديد من الشركات قديماً تستخدم البرامج الحاسوبية الذكية التي تقوم بإجراء المعاملات المالية وإدارة قواعد البيانات وإنتاج التقارير بشكل آلي.

ومع كل ذلك، كانت هذه الآلات والبرامج الحاسوبية تحتاج إلى التدخل البشري للتأكد من عملها بشكل صحيح ومتابعة إنتاجيتها ودقتها، عدا عن أن هذه الآلات لم تكن متطورة بطريقة تسمح لها بالقيام بعملها بشكل كامل.

لكن مع التطور الهائل الذي يحدث في مجال الأتمتة، أصبحت الآلات تقوم بعملها بدقة شديدة وسرعة أكبر من ذي قبل، أدى هذا التطور التقني إلى تخلي الشركات عن الموظفين الذين يراقبون هذه الآلات ويتحكمون بها ويكملون مهامها التي لم تكن تستطيع الآلات القيام بها.

أضرار البطالة التقنية
يوجد العديد من الأضرار والتأثيرات السلبية للبطالة التقنية على الأفراد والمجتمعات والاقتصاد، ومن أهمها ما يأتي:

انخفاض الدخل لدى الأفراد
يعاني الأشخاص العاطلون عن العمل من انخفاض الدخل كنتيجة لفقدان وظائفهم، وغالباً ما يعتمد الأشخاص الذين يخسرون وظائفهم على مدخراتهم أو الاقتراض من الآخرين لتمويل متطلبات حياتهم الأساسية.

المشاكل الصحية
يمكن أن يكون للبطالة التقنية تأثير كبير على صحة العامل الذي خسر وظيفته، فكون الشخص عاطلاً عن العمل هو وضع مرهق بشكل كبير، لذا قد يتسبب هذا الأمر في العديد من المشاكل النفسية والصحية مثل الشعور بالتوتر والصداع والأرق وارتفاع ضغط الدم.

التأثير على العائلة
يتعرض أفراد أسرة الشخص الذي خسر عمله للعديد من التأثيرات السلبية، فالأشخاص الذين خسروا عملهم لديهم رضى أُسري أقل وتحديات عائلية متزايدة مقارنة مع العاطلين عن العمل، كما أن خسارة الوظيفة تقلل من رفاهية عيش العائلة ومتطلباتها الأساسية.

التأثير على الاقتصاد
تؤثر البطالة التقنية على الاقتصاد ككل، فعندما يكون هناك عدد كبير من الأشخاص العاطلين عن العمل, فهم ينفقون أموالاً أقل، بالتالي ستقل مساهمتهم في الحركة الشرائية في الأسواق وتقل مساهمتهم في الاقتصاد العام فيما يتعلق بالخدمات أو السلع.


الكاتب :
الموقع :www.ammonnews.net
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-01-04 08:06:36

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى