<p>تصاعد وتيرة التنديد الدولي بمقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق في إيران (أ ف ب)</p>
ندد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأربعاء 28 سبتمبر (أيلول) الحالي، بـ”الفوضى” التي أثارتها موجة من التظاهرات احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني خلال وجودها قيد الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق.
وقال رئيسي في مقابلة تلفزيونية “هؤلاء الذين شاركوا في أعمال الشغب يجب التعامل معهم بشكل حاسم، هذا مطلب الشعب”، وأضاف “سلامة الناس خط أحمر للجمهورية الإسلامية في إيران ولا أحد مخول مخالفة القانون وإحداث فوضى”.
ولفت الرئيس المحافظ الى أن “العدو يستهدف التكاتف الوطني عبر إثارة الخلافات في صفوف الشعب”، متهماً الولايات المتحدة العدو اللدود لإيران بإذكاء التظاهرات.
وكانت عائلة مهسا أميني التي تسببت وفاتها أثناء توقيفها لدى شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس المشددة بتظاهرات عارمة، تقدمت بشكوى ضد عناصر الشرطة الذين أوقفوها كما أعلن الأربعاء محامي العائلة.
وفي الوقت نفسه حذرت الشرطة من أن وحداتها ستواجه “بكل قوتها” المتظاهرين الذين يحتجون منذ 12 يوماً على وفاة الشابة، فيما تسببت حملة القمع بسقوط عشرات القتلى حتى الآن ما استدعى إدانات واسعة في الخارج ودعوات إلى ضبط النفس.
عائلة الضحية
وجرت تظاهرات جديدة مساء الثلاثاء احتجاجاً على وفاة أميني في 16 سبتمبر (أيلول) في المستشفى بعد ثلاثة أيام من توقيفها لدى شرطة الأخلاق في طهران بسبب عدم التزامها بقواعد اللباس المشددة المفروضة على النساء في الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وتنفي السلطات أي مسؤولية لها عن وفاة الشابة البالغة 22 عاما والمتحدرة من محافظة كردستان الإيرانية، لكن عائلتها تقول العكس وقدمت شكوى ضد عناصر الشرطة الذين أوقفوا ابنتها، وفق ما نقلت وكالة “إسنا” للأنباء عن محامي العائلة صالح نيكباخت.
وقال المحامي “تقدمت عائلة مهسا أميني بشكوى ضد المسؤولين عن توقيف ابنتها و(عناصر الشرطة) الذين تكلموا معها منذ وصولها إلى مركز شرطة الأخلاق”.
وأضاف “طلبنا من المدعي العام وقاضي التحقيق إجراء تحقيق مفصل عن كيفية حصول الاعتقال حتى نقل مهسا إلى المستشفى”، مطالباً السلطات بتأمين “كل مقاطع الفيديو والصور” المتوافرة طوال فترة اعتقال مهسا أميني لدى شرطة الأخلاق.
ويقول ابن عمة مهسا، عرفان صالح مرتضائي الذي يقطن منذ عام في كردستان العراق حيث انضم إلى تنظيم “كومله” الكردي المسلح المعارض للنظام في إيران، إن أميني تعرضت لـ”ضربة شديدة على رأسها” على يد “شرطة الأخلاق” يوم توقيفها في 13 سبتمبر.
ويروي مرتضائي نقلا عن والدة أميني أن الشرطة تعرضت للشابة بـ”الضرب” قبل أن تنقلها إلى حافلة حيث تلقت “مزيداً من الضربات”. بعد ذلك تم نقلها إلى المستشفى حيث توفيت إثر غيبوبة استمرت ثلاثة أيام.
موجة تظاهرات
وتسببت وفاة مهسا أميني بموجة تظاهرات. وبحسب آخر حصيلة أوردتها وكالة أنباء فارس “قتل نحو 60 شخصا” منذ 16 سبتمبر. وأعلنت الشرطة مقتل عشرة من عناصرها لكن لم يتضح إن كان هؤلاء العشرة من ضمن الحصيلة التي أوردتها وكالة “فارس”.
والإثنين أفادت منظمة “حقوق الإنسان في إيران” غير الحكومية ومقرها أوسلو بمقتل “76 شخصاً على الأقل”.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والأربعاء جاء في بيان لقيادة الشرطة أوردته وكالة أنباء “فارس” الإيرانية أن “عناصر الشرطة سيواجهون بكل قوتهم مؤامرات مناهضي الثورة والعناصر المعادين، وسيتصرفون بحزم ضد من يخلون بالنظام العام وبالأمن في كل أنحاء البلاد”.
ويقول نشطاء حقوقيون إن الشرطة أطلقت على المحتجين الخرطوش والرصاص الحي.
وتندد السلطات بوقوف “مجموعات انفصالية” وراء التظاهرات التي ترى فيها “مؤامرات خارجية”، موجهة الاتهام إلى الولايات المتحدة، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية.
استهداف أكراد العراق
والأربعاء، شنت إيران ضربات في إقليم كردستان العراق المجاور، حيث تتمركز تنظيمات معارضة كردية إيرانية تندد باستمرار بقمع التظاهرات في طهران.
وأدى القصف إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة 28 آخرين وفق السلطات الكردية العراقية. واستدعت بغداد سفير إيران لديها لإبلاغه احتجاجها على القصف الإيراني.
كما دانت الولايات المتحدة “بشدة” الأربعاء الضربات الإيرانية في كردستان العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس في بيان “نقف إلى جانب الشعب والحكومة العراقيَين في وجه هذه الهجمات الوقحة على سيادتهما”.
وقالت وسائل إعلام معارضة مقارها في الخارج إن احتجاجات واسعة النطاق استمرت في مدن مختلفة، لكن نشطاء قالوا إن القيود المفروضة على الإنترنت تجعل من الصعب على نحو متزايد إرسال لقطات فيديو.
والأربعاء أعلن وزير الاتصالات عيسى زارع بور “فرض قيود على بعض المنصات خصوصا الأميركية” التي “أدت دورا تنظيميا لأعمال الشغب”، مشيرا إلى أن “رفع القيود المفروضة على الإنترنت يتوقف على قرار السلطات”.
هتافات مناهضة
وخلال الاحتجاجات تطلق هتافات مناهضة للسلطات كما تمزق صور للمرشد الأعلى علي خامنئي ولمؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخميني، كما يتم رشق قوات الأمن بالحجارة وإحراق سيارات الشرطة ومبان حكومية، وفق مقاطع فيديو.
وأعلنت السلطات توقيف أكثر من 1200 متظاهر منذ 16 سبتمبر. وبحسب منظمات غير حكومية تم توقيف نشطاء ومحامين وصحافيين.
وتقود النساء التحركات الاحتجاجية التي تشهدها إيران، علما بأن تظاهرات تضامنية عدة تنظم خارج إيران.
ونشر المدافع الدولي الايراني مجيد حسيني الأربعاء على حسابه على انستغرام رسالة تندد بالقمع فيما عبر عدة لاعبين بارزين في كرة القدم الايرانية بينهم المهاجم الدولي السابق علي كريمي، علنا عن تأييدهم حركة الاحتجاج.
انتشار الشرطة
وانتشرت شرطة مكافحة الشغب الإيرانية في الساحات الرئيسية بطهران اليوم الأربعاء لمواجهة محتجين يهتفون “الموت للديكتاتور”، فيما تزايد الضغط على السلطات بفعل احتجاجات في أنحاء البلاد أثارتها وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني أثناء احتجاز الشرطة لها.
وفي وقت مبكر الأربعاء، أظهر تسجيل مصور متظاهرين في طهران يهتفون “اذهبوا إلى الجحيم يا ملالي!” و”الموت للديكتاتور!” و”الموت للزعيم بسبب كل هذه السنوات من الجريمة!”.
وحذرت قيادة الشرطة الإيرانية، الأربعاء، من أن وحداتها ستواجه “بكل قوتها” المتظاهرين الذين يحتجون منذ 12 يوماً”.
اتساع رقعة التنديد الدولي
على غرار دول أوروبية أخرى، استدعت إسبانيا الأربعاء سفير إيران لديها لإبلاغه احتجاج المملكة على قمع التظاهرات.
وأكد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان في الآونة الأخيرة لدبلوماسيين غربيين أن التظاهرات “ليست مشكلة كبرى” لاستقرار الجمهورية الاسلامية. وأضاف للإذاعة الوطنية العامة في نيويورك “لن يحصل تغيير للنظام في إيران”.
وهذه الاحتجاجات هي الأوسع نطاقا منذ تظاهرات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 التي نجمت عن ارتفاع أسعار البنزين في خضم الأزمة الاقتصادية، وشملت حينها حوالى 100 مدينة إيرانية وتعرضت لقمع شديد (230 قتيلاً بحسب الحصيلة الرسمية، وأكثر من 300 حسب منظمة العفو الدولية).
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com
صدر عن "رابطة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي"، البيان الآتي: "أيامًا تفصلنا عن نهاية العام…
صور - القت مسيرات إسرائيلية 3 قنـابل صوتية في بلدتي البستان و يارين.
استقبل وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى في مكتبه في اليرزة اليوم، سفير المملكة العربية…
صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: "ضمن إطار ملاحقة مطلقي النار خلال…
أعلنت اللجنة الانتخابية لبلدة المروانية، اليوم، لائحة "التنمية والوفاء" المدعومة من حركة "امل" و"حزب الله"، بحضور…
رأى الأمين العام ل"التيار الاسعدي" المحامي معن الاسعد في تصريح، "ان المرحلة الثالثة من الانتخابات…