أخبار عربية وإقليمية

هذا ما حقَّقهُ ردُ الفجر

عماد مرمل الأفضل نيوز | الأحد 25 آب 2024

أنجز حزب الله ردّه الأولي على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية عبر عملية مركّبة استهدفت عمق الكيان الإسرائيلي واستُخدم فيها عدد كبير من الصواريخ والمسيّرات التي تنوعت أدوارها ووظائفها.

وقد أتى “رد الفجر” كي يضع حدًا لموجة الاستنتاجات والاجتهادات التي سادت المرحلة الماضية، سواء في ما يتعلق بمبدأ حصول الضربة من عدمه، أو بتوقيتها ومكانها وطييعتها.

وتعكس هذه الضربة المؤشرات الآتية:_ التكتيك الناجح للهجوم الذي مزج بين التضليل والإلهاء لتعطيل القبة الحديدية وبين فتح المسارات الضرورية لضرب هدف حيوي واستراتيجي يشكل فحوى الرسالة “التأديبية” التي أرادت المقاومة إيصالها الى نتنياهو وجيشه.

_ قدرة المقاومة على تنفيذ الردّ النوعي وفق ما خططت له، وذلك على الرغم من الاستنفار الإسرائيلي الكبير المعلن منذ أسابيع بمؤازرة أميركية، وبالتالي فإن ادعاء الاحتلال بأنه تمكن من توجيه ضربة استباقية أدت الى تعطيل الرد، كذّبته الأرض والحقائق الميدانية الآخذة في التكشف تباعا.

_ إعادة ترميم معادلة الردع وتثبيتها بعدما حاول العدو نسفها في الغارة على الضاحية الجنوبية واستهداف القائد شكر. وبهذا المعنى نجح الرد في إعادة الاعتبار الى قواعد توازن الرعب التي كادت تتهاوى تحت وطأة التجاوز الفاقع من قبل نتنياهو للخط الأحمر.

_ الحرص على إبقاء الرد ضمن إطار “بنك الأهداف” العسكري، بغية احتواء خطر التدحرج الى حرب شاملة وتفادي إعطاء العدو أي ذريعة لشن عدوان واسع على لبنان، إنما من دون أن ينفي ذلك أن المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزبة لمواجهة كل الاحتمالات.

_ تحلي المقاومة بالمسؤولية والإقدام في آن واحد، فهي من جهة تصرفت بحكمة عبر طبيعة الضربة المدروسة التي وجهتها الى هدف نوعي ومحدد بعناية في عمق الكيان، وأظهرت من جهة أخرى تحليها بالشجاعة اللازمة التي قادتها الى تنفيذ الرد على الرغم من كل الضغوط والتهديدات التي تعرّضت لها خلال الآونة الأخيرة لمحاولة ثنيها عنه، وهذه “الخلطة” أفضت الى توجيه ضربة نوعية للاحتلال من دون الانزلاق الى حرب شاملة._ إثبات صدقية المقاومة مجددًا من خلال ترجمة قرارها السياسي بالرد على اغتيال شكر الى فعل ميداني، بمعزل عن مسار المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة ومجريات جبهة الإسناد الجنوبية.

_ خيار محور المقاومة باعتماد ردود منفصلة، لا متصلة، على الكيان الإسرائيلي الأمر الذي يعني أن عقوبة الانتظار الثقيل لم تُرفع بعد عن هذا الكيان الذي لا يزال يتوجب عليه أن يترقب رد إيران وأنصار الله في اليمن.

Zeino Mroue

Recent Posts

ترامب محذرًا إيران: الهجمات المخطط لها “أكثر عدوانية”.. والسلاح الأمريكي في طريقه لإسرائيل

علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العدوان الإسرائيلي على إيران، وقال إنه حان الوقت لإنهاء…

يوم واحد ago

إسرائيل “على أهبة الاستعداد” لضرب إيران.. وترامب: “سترون”

تلقى مسؤولون أميركيون معلومات تفيد أن إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لشن عملية عسكرية ضد إيران،…

3 أيام ago

إيران تعلن توجيه “أكبر ضربة استخبارية في التاريخ” ضد إسرائيل

أعلن إعلام إيراني رسمي، اليوم السبت، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن جهاز الاستخبارات الإيرانية، شن…

أسبوع واحد ago

الزرارية تحتضن المعرض الجامعي الأكاديمي الأول في مؤسسة سعيد وسعدى فخري الإنمائية

نظمت "مؤسسة سعيد وسعدى فخري" الانمائية في بلدة الزرارية " المعرض الجامعي الاكاديمي الاول "…

أسبوعين ago

جردة حساب: هؤلاء الرابحون والخاسرون

كتب عماد مرمل في للجمهورية أما وأنّ الانتخابات البلدية والاختيارية انتهت، فإنّ القوى السياسية التي…

3 أسابيع ago

خلافات بين أمل وحزب الله

شهدت الانتخابات البلدية الأخيرة في عدد من البلدات الجنوبية خلافات بين حركة "أمل" و"حزب الله"…

3 أسابيع ago