أسواق عيد الميلاد في لبنان مصدر فرح وسط الأزمات

<p>&nbsp;أنشطة للأطفال في سوق الميلاد في جبيل (رويترز)</p>

مع اقتراب عيد الميلاد، يحاول اللبنانيون استعادة بعض الروح الاحتفالية ونشر الأجواء الإيجابية في ظل الأزمات المتعددة التي تعانيها البلاد.

وقالت ندا فرح، وهي من المنظمين لسوق عيد الميلاد في مدينة جبيل شمال بيروت، “في الشارع الروماني الأثري، أردت أن أنظم السوق لأعطي حياة للبنان وأظهر أن عيد الميلاد هو عيد فرح لكل اللبنانيين، ونرى اللبنانيين من كل أنحاء البلد يتوافدون إلى سوق عيد الميلاد”.

 

أزمة حادة

وكان لبنان في السابق بلداً متوسط الدخل، لكنه يعاني الآن أزمة صنفها البنك الدولي واحدة من أسوأ الأزمات منذ عام 1850، نتيجة عقود من الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية بلغت ذروتها مع الانهيار المالي في عام 2019.

وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 95 في المئة من قيمتها. وانهارت الخدمات الأساسية ورفع الدعم عن جميع السلع تقريباً وغادر عشرات الآلاف من اللبنانيين البلاد بحثاً عن وظائف في الخارج، في أكبر موجة هجرة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المواطن ريان غزال، الذي جاء إلى سوق عيد الميلاد في جبيل مع أسرته، إنه يحاول منح أطفاله طاقة إيجابية حتى يكبروا بشعور من السعادة بدلاً من الإحساس فقط بالقلق.

وقال، “كل الناس مثلنا، يذهبون إلى المكان الذي فيه فرح وأشياء جميلة. ربما الشعب هكذا في لبنان، أعتقد أين ما يوجد شيء جميل سيذهب خلفه، وأيضاً لنهرب من الوضع الذي نعيش فيه”.

الهرب

لكن آخرين، مثل فؤاد اللبابيدي يعتقدون أن شعور الناس بالإحباط والتعب هو الدافع وراء تلك الاحتفالات. وأردف “الأعياد جميلة طبعاً والمناسبة جميلة جداً والناس تحاول أن تنسى ما حصل لكنها تشعر أن هناك شيئاً ناقص”.

إلا أن هذا لم يمنع المواطنين من الاستمتاع بالأجواء الاحتفالية مثل رولا زرقا التي قالت، “الناس سعيدون وفرحون، أنا مثلهم سعيدة، الناس تريد أن تعيش، في أي ظروف تريد أن تعيش. من يستطيع أن يخرج (للتنزه) يخرج، ومن لا يستطيع يبقى في منزله”.

من ناحيتها، قالت مصمممة الديكور ماري – ميشيل حايك، “”لبنان بنفسه كنز، بفضل تراثه وفرحة الحياة لدى اللبنانيين. لديهم فرحة معدية في الحياة، على رغم الأزمة وكل شيء، نحن شعب سعيد وسنكون سعداء أكثر وأكثر، خصوصاً خلال موسم الأعياد هذا إذ يشارك الجميع كل شيء، سواء كانت الابتسامة أو الخبز أو المساعدة. نساعد بعضنا بعضاً، نحب بعضنا بعضاً. اللبنانيون ذوو طبيعة طيبة وأكثر من أي وقت مضى روح موسم الأعياد في قلب كل لبناني وسنحاول مساعدة بعضنا بعضاً”.

subtitle:
يعتقد بعضهم أن شعور الناس بالإحباط والتعب هو الدافع وراء تلك الاحتفالات
publication date:
الخميس, ديسمبر 15, 2022 – 18:30

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

AymanSerhan

Recent Posts

ثورة قانونية رقمية من لبنان إلى العالم العربي: إطلاق أول منصة ذكاء اصطناعي قانونية من دار الكتاب الإلكتروني اللبناني

أعلن دار الكتاب الإلكتروني اللبناني المعروفة بمنصتها الرائدة "المستشار في القانون اللبناني"، إصدار أول منصة…

12 ساعة ago

فؤَاد سليمان في معرض الكتاب العربي

في سياق الأَنشطة الثقافية التي تواكب "معرض الكتاب العربي"، دعت "دار سائر المشرق" إِلى ندوة…

13 ساعة ago

تصعيد جديد فجراً: استهداف غرف جاهزة في الجنوب

مرجعيون - استهدفت مسيّرة معادية فجرا، عددا من الغرف الجاهزة في محيبيب.

15 ساعة ago

من مسقط إلى روما: إيران تفتح باب التفاوض مجددًا مع واشنطن

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية موافقة طهران على مقترح مسقط عقد جولة مفاوضات خامسة مع واشنطن…

15 ساعة ago

القوات” مرجعيون – حاصبيا : نلتزم الحياد تجاه اللائحتين في راشيا الفخارونترك القرار للناخبين

صدر عن منطقة مرجعيون - حاصبيا في "القوّات اللبنانيّة"، بيان، لفت الى انه "أمام الاستحقاق…

يوم واحد ago

تجمع “أصحاب الحملات للحج والعمرة الفلسطينية” في لبنان ناشدوا بخاري العمل لقبول العدد المتبقي من الحجاج الفلسطينيين للموسم

عقد "تجمع أصحاب الحملات للحج والعمرة الفلسطينية في لبنان" مؤتمرا صحافيا، ظهر اليوم في دار…

يوم واحد ago