أطباء بلا حدود: التركيز على إيجاد حلول للاجئين في داداب الكينية

بعد عام من إعلان كينيا عن عزمها إغلاق مخيم اللاجئين بحلول نهاية شهر يونيو/حزيران من العام الحالي، بات اللاجئون في داداب يرتقبون كارثة ممنهجة.
ويقول منسق مشروع أطباء بلا حدود في داداب جيروين ماتيس، “ما من حلول مستدامة مرتقبة حتى الساعة لأكثر من 200,000 لاجئ يعيشون في داداب، علمًا أن المساعدات الإنسانية الحالية لا ترقى إلى مستوى الاحتياجات إطلاقًا. علاوة على ذلك، خلفت جائحة كوفيد-19 تداعيات اقتصادية هائلة وارتفعت الأسعار بشكل حاد، ما أثّر بشكل حاد على قدرة الناس على التأقلم”.
ويتزامن هذا كله مع اضطرار اللاجئين في داداب إلى مشاركة المواد الشحيحة أساسًا مع الوافدين الجدد الّذين يأخذ عددهم في الارتفاع. وكان هؤلاء قد اضطروا إلى مواصلة التنقل بحثًا عن الطعام والماء في ظل الجفاف الحاد الذي اجتاح منطقة شرق إفريقيا، علمًا أن الخدمات المقدمة في المخيمات لا تغطي احتياجات الوافدين الجدد حيث توقفت كينيا عن تسجيل طالبي اللجوء عام 2016.
وهذا العام، أبلغت فرق أطباء بلا حدود التي تعمل في المجتمعات المحلية عن وصول 105 أشخاص إضافيين يأتي معظمهم من الصومال إلى مخيم داغاهالي، وهو أحد المخيمات الثلاثة في داداب، مع العلم أن هذا العدد لا يمثّل على الأرجح إلا نسبة ضئيلة من الأرقام الفعلية.
ويضيف ماتيس، “إن الغموض الّذي يحوم حول مستقبل المخيمات يقوض قدرة المنظمات الإنسانية على زيادة مساعداتها للاجئين والمجتمعات المضيفة، لا سيما مع تعذر تأمين التمويل وصعوبة التخطيط لأي نشاط مستقبلي. ويُقابَل أي تقدم محرز في دمج اللاجئين بارتفاع في حجم الاحتياجات الإنسانية على الأرض بسرعة أكبر، لا سيما مع استنفاذ اللاجئين لما قدمته الخيارات القليلة التي حاولت تكملة المساعدات الآخذة بالتناقص”.
علاوة على ذلك، خسر الكثير من عائلات اللاجئين مواشيهم نتيجة الجفاف أو اضطروا إلى بيعها، ما أدى إلى شح في الحليب المتوفر. هذا وبقيت الحصص الغذائية غير كافية، لا سيما مع نقص التمويل المستمر وضآلة فرص العمل غير الرسمية في المخيم بسبب ما ألم بالحركة الاقتصادية من ضعف وبالأنشطة الإنسانية من شلل. وفي ظل هذا كله، ارتفعت معدلات انعدام الأمن الغذائي وعدد الأشخاص المصابين بسوء التغذية الّذين نستقبلهم في مركز أطباء بلا حدود الصحي في داغاهالي. ففي فبراير/شباط من العام الحالي، بلغت أعداد اللاجئين ضُعْفَ ما سُجل خلال الفترة نفسها من العام الماضي. والجدير ذكره أن معظم هؤلاء المصابين هم من الأطفال والنساء الحوامل.
هذا وازدادت المخاوف المرتبطة بالصحة النفسية داخل المخيم بصورة شديدة، لا سيما في صفوف اللاجئين الشباب الّذين خسروا فرص التعلم بسبب الإغلاق الناجم عن الجائحة. فاضطر البعض إلى التخلي عن منحٍ حصلوا عليها، وترك جزء آخر منهم الدراسة نهائيًا. وأدى الإعلان عن إغلاق المخيم إلى حالة أكبر من عدم اليقين، ما زاد على المخاوف المرتبطة بالصحة النفسية. ونتيجة لذلك، زادت نسبة تعاطي الشباب للمخدرات في المخيم وتسمع فرقنا بصورة مستمرة قصصًا عن لاجئين حاولوا الانتحار.
وبعدما كان إغلاق المخيم هو محور الاهتمام، جاء قانون اللاجئين الجديد الّذي أصدرته كينيا هذا العام ليحوّل التركيز إلى تيسير إدماج اللاجئين في المجتمع. وكان من شأن هذا القانون إنعاش الجهود المتعثرة التي تهدف إلى توفير فرص عمل للاجئين وتساعدهم على الحصول على الخدمات العامة.
وتقول مديرة عمليات أطباء بلا حدود في البلد دانا كراوسيه، “نحتاج بشكل عاجل إلى تجلي إرادة سياسية عازمة وزيادة الجهات المانحة لتمويل عملية إدماج اللاجئين لكي يُحرز تقدم أكبر”.
وتضيف، “يجب على كينيا أن تعلن بصورة فورية أن المخيمات ستبقى مفتوحة وأن تصدر خارطة الطريق التي تُوجّه عملية إدماج اللاجئين، فمن شأن ذلك إنهاء حالة عدم اليقين التي يعاني منها اللاجئون. كما لا بد من أن تكثف الجهات المانحة دعمها للمنظمات الإنسانية بشكل سريع لكي تدعم هذه الأخيرة اللاجئين وتحميهم بصورة أكبر، بما فيهم الوافدين الجدد، وذلك قبل أن يتدهور الوضع الإنساني بصورة أكبر”.
وتختم دانا كراوسيه، “بعد ثلاث سنوات من مقاساة اللاجئين في داداب للمحن، لا يجوز أن نتركهم بلا مساندة الآن. ويقع على عاتقنا كمجتمع دولي الإصرار على تحقيق الإدماج حتى تتمكن مجتمعات اللاجئين من التحرر من الاعتماد الدائم على الخدمات والمساعدات المقدمة. ويجب على كينيا والجهات المانحة أن تضاعف جهودها لتوفير حلول مستدامة للاجئين. فلا بد من ضمان أن المساعدة الإنسانية متاحة ضمن الحدود المتوَقعة وتوفيرها في الوقت الملائم لتلبية الاحتياجات الملحة ودعم اللاجئين لكي يعيشوا حياة كريمة”.
The post أطباء بلا حدود: التركيز على إيجاد حلول للاجئين في داداب الكينية appeared first on LebanonFiles.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.lebanonfiles.com