<p class="rteright">يبدو أن بوتين يراهن مثل أسلافه على الحليف الدائم لروسيا في الحروب "الجنرال ثلج" (أ ب)</p>
حرب أوكرانيا أكبر من القتال الدائر فوق الجغرافيا الأوكرانية، وحسابات الرئيس فلاديمير بوتين الذي بدأها مركبة مثل حسابات الرئيس جو بايدن وقادة الغرب الذين ردوا عليها جماعياً بشكل غير مباشر، وهي حروب عدة في وقت واحد، حرب الإمبرياليات القديمة والمتجددة، وحرب الحلم الأوراسي في مواجهة الحلم الأوروبي، وحرب التعددية القطبية في مواجهة الأحادية القطبية التي لم تعد أحادية أميركية بل صارت ثنائية صينية – أميركية، وحرب الغاز والنفط، وحرب العقوبات وحرب تسجيل الأهداف الاستراتيجية والجيوسياسية والجيواقتصادية من فوق رؤوس الشعوب وعلى حسابها، ولا أحد يعرف إن كان حلف الـ “ناتو” سيضطر إلى دخول الحرب مباشرة أو يستمر في الاكتفاء بتسليح أوكرانيا، ولا إن كان بوتين الذي يتعرض جيشه لنكسات سيضطر إلى أن يلعب بكل أوراقه كما يفعل المقامر المحشور على أمل الربح الكبير خوفاً من الخسارة المؤذية.
لكن الظاهر أن بوتين يراهن مثل أسلافه على الحليف الدائم لروسيا في الحروب “الجنرال ثلج”، فهكذا فعل القيصر خلال الغزو الفرنسي لروسيا بحيث ساعد “الجنرال ثلج” الجيش القيصري في هزيمة الإمبراطور نابليون بونابرت، وهكذا فعل ستالين خلال المواجهة مع الغازي الألماني، إذ كان لـ “الجنرال ثلج” إلى جانب تضحيات الجيش الأحمر دور في هزيمة هتلر، غير أن الغازي هذه المرة هو الروسي والحرب على أرض أوكرانيا حيث الجيش الروسي يواجه مصاعب لوجيستية كبيرة، و”الجنرال ثلج” ليس حليف الروس بل عدوهم في أوكرانيا، أما الرهان فإنه على قسوة شتاء أوروبي بنقص في الغاز على شعوب تعاني حالياً ارتفاع الأسعار والتضخم وتصاعد فواتير الطاقة، وشعوب اعتادت منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية على دولة الرفاه والتقدم الاقتصادي والحياة الحلوة، وما يتصوره بوتين هو أن قسوة الشتاء ستدفع الشعوب الأوروبية إلى الإحتجاج على حكوماتها المحكومة باستمرار الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا، وهناك بوادر حتى الآن إلى جانب الموقف الرسمي المعارض في هنغاريا للعقوبات على روسيا.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والسؤال هو من يتعب أولاً من كلف الحرب؟ روسيا الخاضعة لعقوبات واسعة أم أوروبا المقبلة على شتاء قاس؟
ربما لا أحد بسبب الأولوية المعطاة للحسابات الاستراتيجية على الحسابات الاقتصادية، فاحتياطات الغاز في أوروبا وصلت حتى الآن إلى 82 في المئة، وأميركا تعمل كل ما يمكن لضمان موارد غاز لأوروبا كبديل من الغاز الروسي، والمفاجأة كانت، وسط الجدل الأوروبي حول نسبة الخفض المتدرج في الاعتماد على الغاز الروسي، هي قرار موسكو وقف ضخ الغاز إلى “البلدان غير الصديقة”.
غير أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي قام بزيارة مفاجئة إلى كييف يؤكد أن أوروبا ستتجاوز الشتاء بلا أضرار، ويكرر النظرية القائلة إن كلفة اللامواجهة مع الغزو الروسي أكبر من كلفة المواجهة.
ويقول وزير الدفاع الأميركي سابقاً روبرت ماكنمارا في كتاب “استعادة التراجيديا ودروس فيتنام” إن القوى العظمى “تفشل في رؤية حدود قوتها المعقدة والمتطورة أمام حروب شعبية”، وإن أميركا “قللت من أهمية الوطنية كحافز للقتال”، وهذا ما اصطدم به بوتين في أوكرانيا، لكنه مصرّ على المنطق الذي قاده إلى ضم القرم وحرب أوكرانيا، وهو حماية السكان من أصل روسي، وهذا ما تجلى أخيراً في العقيدة الجديدة لروسيا تحت عنوان “مفهوم السياسة الخارجية الإنسانية لروسيا الاتحادية”، إذ على روسيا “حماية تقاليد العالم الروسي وضمان سلامتها والنهوض بها”، ومهمتها “تقديم الدعم إلى مواطنيها الذين يعيشون في الخارج لنيل حقوقهم وضمان مصالحهم والحفاظ على هويتهم الثقافية الروسية”، وهذا كان منطق هتلر في بداية الحرب العالمية الثانية لجهة ضم النمسا التي تتكلم الألمانية وغزو تشيكوسلوفاكيا بحجة حماية الألمان في “السوديت”.
وإذا كان من الصعب التحكم بالحرب في أوكرانيا فإن الأصعب هو التحكم بالحروب المرتبطة بها والأكبر منها.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com
اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام"، بيانا لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، قال فيه : يطل علينا عيد…
افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في جبيل ان نور حسان الهاشم، جورج ديغول الهاشم، و…
ارتفع اليوم، سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 9 آلاف ليرة و98 أوكتان 10 آلاف ليرة،…
نظم قسم النقابات والعمال في منطقة جبل عامل الأولى في "حزب الله" "اللقاء الاقتصادي الأول…
تنظم دورة تدريبيّة، "لمباريات وظائف الفئة الثالثة في السلك الخارجي"، في مركز التعليم المستمر وكليّة…
أفادت احصاءات غرفة التحكم للحوادث بسقوط قتيل و6 جرحى في 7 حوادث سير، تم التحقيق…