أميركا وبريطانيا تشنان غارات جوية على مواقع حوثية في اليمن


<p class="rteright">أعلنت بريطانيا إن سلاح الجو الملكي نفذ ضربات استهدفت منشآت عسكرية يستخدمها الحوثيون في اليمن (رويترز)</p>
أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن القوات الأميركية والبريطانية قامت بشن هجمات على أهداف للحوثيين، مؤكدة أن الضربات ضد الحوثيين تهدف إلى تقويض قدراتهم على تنفيذ هجمات، وقالت، في بيان، على منصة “إكس”: “نحمل الحوثيين المدعومين إيرانيا مسؤولية الهجمات على الشحن الدولي”. وأضافت القيادة الوسطى الأميركية “تم استهداف مواقع تحوي أسلحة وذخائر ومواقع إطلاق صواريخ”، مؤكدة أن “هذه الضربات لا علاقة لها بتحالف حارس الازدهار” الذي يضم أكثر من 20 دولة تعمل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.
أضافت القيادة الوسطى الأميركية “نحمل إيران مسؤولية دعم هذه الميليشيات التي تهدد أمن الملاحة البحرية”.
On Jan. 11 at 2:30 a.m. (Sanaa time), U.S. Central Command forces, in coordination with the United Kingdom, and support from Australia, Canada, the Netherlands, and Bahrain conducted joint strikes on Houthi targets to degrade their capability to continue their illegal and… pic.twitter.com/bR8biMolSx
— U.S. Central Command (@CENTCOM) January 12, 2024
ضربات وتحذيرات
وشنّت الولايات المتحدة وبريطانيا فجر اليوم الجمعة ضربات على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، بعد استهدافهم على مدار أسابيع سفناً تجارية في البحر الأحمر.
وقالت وسائل إعلام أميركية عدة إن الضربات التي جاءت في أعقاب تحذيرات من الحلفاء الغربيين، شاركت فيها طائرات مقاتلة واستعملت فيها صواريخ “توماهوك”.
وأظهرت مقاطع مصوّرة تمّ تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انفجارات تضيء السماء وأصوات دويّ قوي وهدير طائرات.
وأشارت مصادر لـ “اندبندنت عربية” أن الضربات الجوية استهدفت صنعاء ومحافظتي الحديدة وحجة المحاذيتين للبحر الأحمر.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن القوات الأميركية والبريطانية “نفذت بنجاح ضربات ضد عدد من الأهداف في اليمن يستخدمها الحوثيون لتعريض حرية الملاحة للخطر” في البحر الأحمر.
وقال بايدن إن الضربات على الجماعة المدعومة من إيران نُفذت “بدعم” من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، مضيفاً في بيان “لن نتردد” في “إصدار أمر باتخاذ مزيد من الإجراءات” إذا لزم الأمر.
وأكد مسؤول أميركي أن “الضربات على اليمن كانت موجهة بدقة ضد القدرات العسكرية للحوثيين وسعينا لتجنب الأضرار الجانبية”.
استهداف رادارات وبنى تحيتة للمسيرات والصواريخ
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الضربات استهدفت أجهزة رادار وبنى تحتية لمسيرات وصواريخ، في مسعى لإضعاف قدرتهم على مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر.
وقال أوستن في بيان إن “ضربات اليوم استهدفت مواقع مرتبطة بالطائرات بلا طيار التابعة للحوثيين والصواريخ البالستية وصواريخ كروز وقدرات الرادار الساحلي والمراقبة الجوية”.
وأضاف “هذه العملية تستهدف تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيين على تعريض البحارة للخطر وتهديد التجارة الدولية في أحد أهم الممرات البحرية في العالم”.
وشدد وزير الدفاع الأميركي على أن “إجراءات التحالف اليوم تبعث رسالة واضحة إلى الحوثيين مفادها أنهم سيتحملون مزيداً من الأثمان إذا لم يُنهوا هجماتهم غير الشرعية”.
وأعلن مسؤولون أميركيون للصحافيين إن الضربات على اليمن استهدفت القدرات العسكرية للحوثيين وسعت إلى تجنب الأضرار الجانبية، وأكدوا على أن أعمال الحوثيين تمثل تهديداً للولايات المتحدة وللعالم.
وقال أحد المسؤولين للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف “بينما نتوقع تماماً أن يؤدي هذا الإجراء إلى تقليص قدرة الحوثيين وإضعافها، وبالتأكيد مع مرور الوقت تقليل قدرتهم ورغبتهم في شن هذه الهجمات، فإننا لن نتفاجأ برؤية نوع من الرد”.
“ضرورية ومتناسبة”
بدورها أعلنت بريطانيا إن سلاح الجو الملكي نفذ ضربات استهدفت منشآت عسكرية يستخدمها الحوثيون في اليمن. وأكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن المملكة المتحدة ستدافع دوماً عن حرية الملاحة وتدفق التجارة. وأضاف أن “البحرية الملكية ستواصل دورياتها في البحر الأحمر ضمن العملية متعددة الجنسيات (حارس الازدهار) لردع المزيد من العدوان الحوثي”.
وأشار إلى أن الضربات كانت “محدودة وضرورية ومتناسبة”. وقال سوناك في بيان “رغم التحذيرات المتكررة للمجتمع الدولي، واصل الحوثيون تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، مرة أخرى هذا الأسبوع ضد سفن حربية بريطانية وأميركية”، مضيفاً “هذا لا يمكن أن يستمر (…) لذا اتخذنا إجراءات محدودة وضرورية ومتناسبة دفاعاً عن النفس”.
تعليق الحوثي
وقال قيادي في جماعة الحوثي إن غارات استهدفت عدة مدن يمنية في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة. وكتب عبد القادر المرتضى على منصة “إكس” إن الغارات طالت العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة وصعدة وذمار.
وأفادت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين أن الضربات استهدفت العاصمة صنعاء ومدينتَي الحديدة وصعدة. وأشارت إلى أن الضربات طالت “قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة، محيط مطار الحديدة، مناطق في مديرية زبيد، معسكر كهلان شرقي مدينة صعدة، مطار تعز، معسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، والمطار في مديرية عبس”.
وإثر الضربات، توعد نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين حسين العزي بالرد، قائلاً “تعرضت بلادنا لهجوم واسع من سفن وغواصات وطائرات حربية أميركية وبريطانية (…) يتعين على أميركا وبريطانيا الاستعداد لدفع الثمن باهظاً”.
وقبل ساعات على هذه الضربات، أكد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أن الرد على أي هجوم أميركي “لن يكون فقط بمستوى العملية التي نفذت أخيراً”.
السعودية تدعو لتجنب التصعيد
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، العميد الركن تركي المالكي، إن ما يتم تداوله عن وصول قوات أجنبية إلى قاعدة الملك فهد الجوية في محافظة الطائف لا أساس له من الصحة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية أن المملكة تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في اليمن.
وأكدت السعودية على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة فيها مطالباً دولياً، ودعت إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بيان مشترك
وأعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها أنهم يريدون “استعادة الاستقرار في البحر الأحمر”.
وفي بيان مشترك، قالت الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، إن “هدفنا يبقى متمثلا في تهدئة التوتر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر”.
أستراليا قدمت دعماً
وقال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس اليوم الجمعة إن أستراليا قدمت دعماً للأفراد العسكريين من الولايات المتحدة وبريطانيا خلال الضربات التي شنها البلدان ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن.
وأعلن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني للصحافيين يوشيماسا هاياشي إن اليابان تدعم تحركات الولايات المتحدة وبريطانيا لتأمين العبور الآمن للسفن بالقرب من شبه الجزيرة العربية.
وتابع للصحافيين أن اليابان تندد بتصرفات القوات الحوثية التي تنتهك حرية عبور السفن في المنطقة.
ضربات “محدودة”
وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام أميركية وبريطانية إن الولايات المتحدة وبريطانيا تستعدان لشن ضربات ضد أهداف عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، وذلك رداً على استمرار هجمات الجماعة في البحر الأحمر.
وأفادت صحيفة “التايمز” البريطانية أمس الخميس بأنه من المتوقع أن تنضم بريطانيا للولايات المتحدة في توجيه ضربات جوية لمواقع عسكرية لجماعة الحوثي “في غضون ساعات”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر بريطاني قوله إن الضربات المرتقبة ضد الحوثي ستكون “محدودة”. وأفادت وسائل إعلام بريطانية أيضاً بأن الحكومة أطلعت شخصيات سياسية منهم كير ستارمر زعيم حزب العمال المعارض بالإضافة إلى رئيس مجلس العموم على الأمر.
من جانبها، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية مساء الخميس إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يستعد لشن ضربات على مواقع تابعة لجماعة الحوثي المدعومة من إيران.
أهداف محتملة
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين القول إن من المرجح أن تشمل الأهداف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار والرادارات ومستودعات الأسلحة حول مدينتي الحديدة وحجة اليمنيتين فضلاً عن أن البنية التحتية في العاصمة صنعاء مدرجة أيضاً في قائمة الأهداف المحتملة.
وقال مسؤول دفاعي أميركي ومصدر مقرب من الحوثيين إن الجماعة قامت بنقل بعض الأسلحة والمعدات وحصنت البعض الآخر تحسباً لضربة من الولايات المتحدة وحلفائها.
وأضاف المصدر المقرب من الجماعة أنها قامت بتخزين صواريخها في مخابئ بناها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في صنعاء، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية.
وقال ثلاثة من سكان مدينة الحديدة اليمنية لـ “رويترز”: “المدينة تعيش حالة استنفار من مساء الخميس مع الانتشار الكثيف لقوات الحوثيين في المدينة وحركة الشاحنات العسكرية”. وأضافوا أن عملاً يجري لإخلاء المعسكرات.
ويكثف الحوثيون هجماتهم على سفن تجارية في البحر الأحمر احتجاجاً على حرب إسرائيل على غزة. وعلّقت بعض خطوط الشحن العمليات بدلاً من تحويل مسار سفنها للإبحار حول أفريقيا.
وقال الجيش الأميركي إن الحوثيين شنوا في وقت سابق الخميس هجومهم السابع والعشرين على حركة الشحن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، إذ أطلقوا صواريخ باليستية مضادة للسفن على ممرات الشحن الدولية في خليج عدن.
وطالب مجلس الأمن الدولي الأربعاء بوقف “فوري” لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
“لعبة سياسية”
في المقابل، قال محمد علي الحوثي القيادي بحركة الحوثي في اليمن الخميس إن قرار الأمم المتحدة بشأن أمن الملاحة في البحر الأحمر “لعبة سياسية”.
وكتب على منصة إكس إن “الولايات المتحدة هي من تخرق القانون الدولي”.
وكانت طهران أعلنت الخميس أن قواتها البحرية احتجزت ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في بحر عمان، رداً على قيام الولايات المتحدة بتوقيف الناقلة ذاتها ومصادرة شحنتها من النفط الإيراني العام الماضي.
وطالبت الولايات المتحدة إيران بالإفراج “فوراً” عن ناقلة النفط.
وأسقطت قوات بحرية أميركية وبريطانية في وقت سابق هذا الأسبوع طائرات مسيرة وصواريخ كان الحوثيون قد أطلقوها على جنوب البحر الأحمر.
وتعهد الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق كبيرة من اليمن بمهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتوجهة إلى موانئها، لكن كثيراً من السفن المستهدفة لم تكن على صلة بإسرائيل.
أسعار النفط ترتفع
وارتفعت أسعار النفط بأكثر من اثنين في المئة، اليوم الجمعة، وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.81 دولار أو 2.3 بالمئة إلى 79.22 دولار للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.80 دولار أو 2.5 بالمئة إلى 73.82 دولار.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com