أخبار عربية وإقليمية

أوكرانيا تطالب بمحاسبة موسكو والغرب يكثف جهوده لعزل روسيا

<p class="rteright">نفى الجيش الروسي الاتهامات التي وجهتها له السلطات الأوكرانية والدول الغربية بقتل مدنيين في بوتشا (رويترز)</p>

في تكثيف للجهود الدولية لعزل روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا والأدلة التي بدأت تظهر على ارتكاب “أعمال وحشية” بحق المدنيين، ستعلن الولايات المتحدة وحلفاؤها مجموعة جديدة من العقوبات الواسعة على روسيا، اليوم الأربعاء، تتضمن حظر جميع الاستثمارات الجديدة في روسيا، بينما ذكرت المخابرات العسكرية البريطانية أن القتال الضاري والضربات الجوية الروسية مستمران في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، الأربعاء، إن “الوضع الإنساني في المدينة يزداد سوءاً”. وأضافت “معظم السكان المتبقين البالغ عددهم 160 ألفاً ليس لديهم كهرباء أو اتصالات أو دواء أو تدفئة أو ماء. القوات الروسية منعت وصول المساعدات الإنسانية، ومن المرجح أن تضغط على المدافعين (عن المدينة) للاستسلام”.

زيلينسكي يطالب بالمحاسبة

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن “المحاسبة يجب أن تكون حتمية” لروسيا، متهماً القوات الروسية بارتكاب “أفظع جرائم الحرب” منذ الحرب العالمية الثانية.

واقترحت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، توسيع العقوبات لتشمل حظر واردات الفحم من روسيا ضمن إجراءات الغرب رداً على اكتشاف جثث مدنيين تعرضوا لإطلاق نار من مسافة قريبة في بلدة بوتشا الشمالية التي استعادت أوكرانيا السيطرة عليها بعد رحيل القوات الروسية.

وقالت مسؤولة حقوق الإنسان الأوكرانية لودميلا دينيسوفا إن ما بين 150 و300 جثة ربما تكون في مقبرة جماعية بالقرب من كنيسة في بوتشا.

وقال زيلينسكي في خطاب عبر بث مباشر بالفيديو من العاصمة الأوكرانية كييف، “نتعامل مع دولة تحول حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى الحق في (التسبب) في الموت”، داعياً إلى اتخاذ إجراءات لإصلاح المنظمة الدولية. وأضاف، “روسيا تريد تحويل أوكرانيا إلى عبيد صامتين”.

ورداً على زيلينسكي، أبلغ فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة المجلس بأن القوات الروسية لا تستهدف المدنيين، رافضاً الاتهامات بارتكاب الانتهاكات، ووصفها بأنها أكاذيب.

حزمة جديدة من العقوبات

وأفادت مصادر متطابقة، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستمنع اعتباراً من الأربعاء وبالتنسيق مع مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي “كل الاستثمارات الجديدة” في روسيا، وذلك ضمن حزمة جديدة من العقوبات.

وستشمل هذه الإجراءات العقابية المنسقة التي اتخذت رداً على الهجوم الروسي وعلى خلفية اتهامات لموسكو بارتكاب فظائع “حظراً لكل الاستثمارات الجديدة في روسيا، وعقوبات معززة ضد المؤسسات المالية والشركات العامة في روسيا وعقوبات ضد مسؤولين في الحكومة الروسية وأقاربهم”، كما أوضح أحد هذه المصادر لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأشار مصدر ثان طلب بدوره عدم كشف هوياته إلى أن الدافع للعقوبات الأخيرة التي فرضت على الاقتصاد الروسي هو المعلومات عن أدلة تفيد بتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القانون وغيرها من الفظائع ضد مدنيين في أنحاء من مدينة بوتشا التي خرجت منها، أخيراً، القوات الروسية.

وقال مصدر ثالث، “كنا قد خلصنا إلى أن روسيا ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا، والمعلومات الواردة من بوتشا يبدو أنها تبين مزيداً من الأدلة على وقوع جرائم حرب”. وأضاف، أن العقوبات الجديدة “ستكلف روسيا أثماناً باهظة وستزيد من عزلتها اقتصادياً ومالياً وتكنولوجياً”.

وأشار إلى أن هذه التدابير ستقوض أدوات أساسية لسلطة الدولة الروسية وستلحق ضرراً كبيراً باقتصاد روسيا وستحاسب المسؤولين الروس الضالعين في تمويل الحرب وتأييدها.

وتوقع المصدر انكماش الاقتصاد الروسي بنسبة 15 في المئة هذا العام. وقال، “هذا الانهيار الاقتصادي لإجمالي الناتج المحلي الروسي سيمسح المكاسب الاقتصادية التي تحققت في الأعوام الـ15 الأخيرة في روسيا”.

فصل أوروبا عن روسيا

قال البيت الأبيض، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستواصل استكشاف سبل للمساعدة في إنهاء اعتماد أوروبا على إمدادات الطاقة الروسية، بما يشمل الطلب من دول آسيوية توريد المزيد من الغاز الطبيعي إلى أوروبا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، “إحدى الخطوات التي اتخذناها بنجاح، والتي سنواصل البناء عليها، هي أن نطلب من دول في آسيا لديها غاز طبيعي مسال أو فائض في طاقة إنتاج الغاز المسال لتقديم ذلك لأوروبا”.

معدات للوقاية من الأسلحة الكيماوية

قال مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بمعدات للحماية يمكن استخدامها إذا استخدمت روسيا أسلحة كيماوية وبيولوجية.

وأضاف المسؤول، أن المعدات والإمدادات، التي طلبتها كييف، يتم تسليمها بشكل تدريجي، وإن بعضها تم تسليمه بالفعل.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة ستقدم لأوكرانيا مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 100 مليون دولار لمساعدتها على التصدي للهجوم الروسي.

وقال بلينكن في بيان، “لقد سمحتُ، بناء على تفويض من الرئيس حصلت عليه في وقت سابق اليوم، بالإفراج فوراً عن مساعدة أمنية تصل قيمتها إلى 100 مليون دولار لتلبية حاجة أوكرانيا الملحة لمزيد من الأنظمة المضادة للدروع”.

12 قتيلاً في كييف

وأعلن حاكم لفيف في غرب أوكرانيا عدم ورود أي تقارير عن إصابات من جراء انفجارات دوت في منطقته، مساء الثلاثاء، في حين أسفر قصف مدفعي روسي على قريتين قرب العاصمة كييف عن سقوط 12 قتيلاً.

وتحدث الحاكم مكسيم كوسيتسكي عبر تطبيق “تليغرام” عن سماع “دوي انفجارات قرب راديخيف”، البلدة الواقعة على بُعد نحو 70 كيلومتراً شمال شرقي لفيف، ودعا “الجميع إلى البقاء في الملاجئ”.

وفي منشور لاحق أورد الحاكم أنه “حتى الساعة لا معلومات عن سقوط ضحايا”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي منطقة كييف قالت النيابة العامة الأوكرانية في منشور على تطبيق “تليغرام”، إن 12 شخصاً قتلوا في قصف مدفعي روسي استهدف قريتي فيليكا دميركا وبوغدانيفكا القريبتين من العاصمة.

ومساء الثلاثاء، قال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئاسة الأوكرانية، في مقطع فيديو بث على موقع “يوتيوب”، إن “بوتشا ليست الأسوأ. كل من يزُر بوروديانكا يقُل إن الوضع هناك أسوأ”.

وتقع بوروديانكا على بُعد حوالى 50كلم من كييف وقد انسحبت منها القوات الروسية، أخيراً، في إطار عملية إعادة تموضع تنفذها على ما يبدو لتركيز جهدها العسكري على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.

3 مستشفيات في ميكولايف قُصفت خلال يومين

أعلنت “أطباء بلاد حدود”، الثلاثاء، أن ثلاثة مستشفيات في مدينة ميكولايف في جنوب أوكرانيا “أُصيبت بعمليات قصف” يومي الأحد والإثنين، أثناء وجود أفراد من المنظمة غير الحكومية فيها، مشيرة إلى عدم إصابة أي منهم بجروح. 

وقالت المنظمة الإنسانية في بيان، إن فريقاً تابعاً لها مكوناً من أربعة أشخاص كان داخل مستشفى الأورام في ميكولايف، عصر الإثنين، حين “وقعت انفجارات عدة بالقرب من طاقمنا على مدار عشر دقائق تقريباً”.

ونقل البيان عن ميشال-أوليفييه لاشاريتيه، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في أوكرانيا، قوله إنه “عند مغادرته المنطقة، شاهد فريق أطباء بلا حدود جرحى وجثة واحدة على الأقل”، موضحاً أن أياً من أفراد طاقم المنظمة “لم يُصَب بجروح”. وأصيب في القصف أيضاً مستشفى الأطفال الإقليمي، الواقع على بُعد حوالى 300 متر من مستشفى الأورام، بحسب طاقم المنظمة.

ولفتت “أطباء بلا حدود” في بيانها إلى أن طاقمها “لاحظ بعد الانفجارات وجود كثير من الثقوب الصغيرة في الأرض، منتشرة على مساحة كبيرة، ولم تكن هناك أي حفرة كبيرة مرئية في هذه المنطقة. وقد تشير هذه العناصر إلى استخدام قنابل عنقودية”. وبحسب لاشاريتيه فإن “المستشفى رقم 5 الواقع في جنوب المدينة أصيب أيضاً” بقصف الأحد.

وخلص البيان إلى أن “منظمة أطباء بلا حدود تعيد حالياً تقييم انتشار أنشطتها في ميكولايف”. وكان أولكسندر سينكيفيتش، رئيس بلدية ميكولايف، أعلن الإثنين، مقتل عشرة مدنيين، وإصابة ما لا يقل عن 46 آخرين في قصف روسي استهدف المدينة خلال النهار.

والأحد، قُتل ثمانية أشخاص، وأصيب 34 آخرون بجروح في ضربات شنتها القوات الروسية على مدينتي ميكولايف وأوتشاكيف الواقعة على بعد 60 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي منها، وفقاً للنيابة العامة الأوكرانية.

وميكولايف الواقعة على الطريق المؤدية إلى أوديسا، أكبر ميناء في أوكرانيا، كان عدد سكانها قبل بدء الحرب 475 ألف نسمة. وتعرضت البلدة للقصف على مدى أيام عديدة عندما كان الجيش الروسي يحاول عبثاً الاستيلاء عليها.

جونسون يخاطب الشعب الروسي

وجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الثلاثاء، رسالة مصورة إلى الشعب الروسي لإطلاعه على “حقيقة” الفظائع التي ارتُكبت في أوكرانيا منذ بدأت القوات الروسية هجومها في هذا البلد في 24 فبراير (شباط).

واستهل الزعيم المحافظ مقطع الفيديو بعبارة بالروسية قال فيها، إن “الشعب الروسي يستحق الحقيقة، أنتم تستحقون الاطلاع على الوقائع”، قبل أن يكمل بقية رسالته المصورة باللغة الإنجليزية.

وأضاف جونسون في الرسالة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أن التقارير الواردة من أوكرانيا عن فظائع اتهم بارتكابها الجيش الروسي “في بوتشا وإيربين وأماكن أخرى في أوكرانيا” قد “أرعبت العالم”.

وشدد رئيس الوزراء البريطاني على أن هذه التقارير “صادمة ومثيرة للاشمئزاز، لدرجة لم يعد مستغرباً معها أن تحاول حكومتكم إخفاءها عنكم”. وفي إشارة إلى فلاديمير بوتين قال جونسون، إن “رئيسكم يعلم أنه إذا أمكنكم رؤية ما يحدث، فلن تدعموا هذه الحرب”.

ومنذ بدأ الهجوم الروسي قبل شهر ونصف، حجبت السلطات في روسيا مواقع العديد من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، في محاولة من الكرملين لكم الأصوات المعارضة لهذا الهجوم.

واختتم بوريس جونسون رسالته مرة أخرى باللغة الروسية قائلاً للروس، إن “رئيسكم متهم بارتكاب جرائم حرب، لكني لا أصدق أنه يتصرف نيابة عنكم”.

ونفى الجيش الروسي الاتهامات التي وجهتها له السلطات الأوكرانية والدول الغربية بقتل مدنيين في بوتشا، البلدة القريبة من كييف، مؤكداً أن الأمر برمته مجرد “فبركات” من جانب كييف.

subtitle: 
جونسون يخاطب الشعب الروسي لإطلاعه على "حقيقة الفظائع" وواشنطن ستقدم لكييف مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 100 مليون دولار
publication date: 
الأربعاء, أبريل 6, 2022 – 03:15

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى