إصابة سلمان رشدي برقبته بعد تعرضه لهجوم في نيويورك


<p>نقل سلمان رشدي إلى طائرة الهليكوبتر في طريقه إلى المستشفى (أ.ف.ب)</p>
تعرض الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، الذي أدت كتاباته إلى تهديدات بالقتل من إيران في ثمانينيات القرن الماضي، للهجوم اليوم الجمعة عندما كان على وشك إلقاء محاضرة في غرب نيويورك.
وشهد مراسل أسوشيتد برس رجلاً يقتحم المسرح في مؤسسة تشوتوكوا ويبدأ في لكم أو طعن رشدي أثناء تقديمه.
وتمكنت عناصر الأمن الموجودة من إلقاء القبض على المهاجم، وتقييده.
وقالت شرطة نيويورك إن رشدي أصيب بطعنة في رقبته، اعتقاله. وأضافت في بيان “صعد أحد المشتبه بهم إلى المنصة وهاجم رشدي ومحاوره. وأصيب رشدي بطعنة على ما يبدو في الرقبة وتم نقله بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى بالمنطقة. ولم تعرف حالته بعد.”
محاضرة عن أميركا
وكان رشدي (75 عاما) يحضر مناقشة حول الولايات المتحدة باعتبارها ملاذًا للكتاب والفنانين الآخرين في المنفى وباعتبارها موطنًا لحرية التعبير الإبداعي.
وبدا أن الدماء تناثرت على الحائط خلف المكان الذي تعرض فيه رشدي للهجوم.
وأظهرت تسجيلات فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا يسرعون لنجدته بعد تعرّضه للاعتداء.
وسقط رشدي على الأرض عندما هاجمه الرجل ثم أحاطت به مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين رفعوا ساقيه لإرسال مزيد من الدم على ما يبدو إلى الجزء العلوي من جسمه في الوقت الذي تم فيه ضبط المهاجم وذلك حسبما قال شاهد طلب عدم ذكر اسمه.
وقال أحد الشهود على مواقع التواصل “حدث رهيب وقع للتو في مؤسسة تشوتوكوا، تعرّض سلمان رشدي لاعتداء على المنصة (…) تم إخلاء المسرح”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فتوى إيرانية
يذكر أنه تم حظر كتاب رشدي “آيات شيطانية” في إيران منذ عام 1988. وبعد ذلك بعام، أصدر الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني فتوى دعا فيها إلى قتل رشدي.
كما عرضت إيران أكثر من 3 ملايين دولار مكافأة لمن يقتل رشدي.
ومنذ فترة طويلة نأت الحكومة الإيرانية بنفسها عن فتوى الخميني، لكن المشاعر المعادية لرشدي ما زالت قائمة. في عام 2012، رفعت مؤسسة دينية إيرانية شبه رسمية مكافأة رشدي من 2.8 مليون دولار إلى 3.3 مليون دولار.
نفى رشدي هذا التهديد في ذلك الوقت، قائلاً إنه “لا يوجد دليل” على اهتمام الناس بالمكافأة.
حياة في الخفاء
واضطر رشدي إلى التواري بعدما رصدت جائزة مالية لمن يقتله، ولا تزال سارية.
ووضعت الحكومة البريطانية رشدي تحت حماية الشرطة في المملكة المتحدة وتعرّض مترجموه وناشروه للقتل أو لمحاولات قتل.
وبقي رشدي متواريا نحو عقد وقد غيّر مقر إقامته مرارا وتعذّر عليه إبلاغ أولاده بمكان إقامته.
ولم يستأنف رشدي ظهوره العلني إلا في أواخر تسعينيات القرن الماضي بعدما أعلنت إيران أنها لا تؤيد اغتياله.
ورشدي مقيم حاليا في نيويورك وهو ناشط في الدفاع عن حرية التعبير وقد دافع بشدة عن صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة بعدما استهدفها متطرفون بهجوم أوقع قتلى في صفوف العاملين فيها في العام 2015.
وبقي إطلاق التهديد والمقاطعة يلاحقان المناسبات الأدبية التي يشارك فيها رشدي، كما أثار منحه لقب فارس في بريطانيا في العام 2007 احتجاجات في إيران وباكستان حيث قال أحد الوزراء إن التكريم يبرر التفجيرات الانتحارية.
لكن فتوى هدر دمه لم تثن رشدي عن الكتابة وعن إعداد مذكراته في رواية بعنوان “جوزيف أنطون” وهو الاسم المستعار الذي اعتمده إبان تواريه، وقد كتبها بصيغة الغائب.
وروايته “أطفال منتصف الليل” الواقعة في أكثر من 600 صفحة تم تكييفها للمسرح والشاشة الفضية، وقد ترجمت كتبه إلى أكثر من 40 لغة.
صعد رشدي إلى الصدارة مع روايته الحائزة على جائزة بوكر عام 1981 بعنوان “أطفال منتصف الليل”، ولكن أصبح اسمه معروفًا في جميع أنحاء العالم بعد “آيات شيطانية”.
تشتهر مؤسسة Chautauqua، التي تقع على بعد حوالي 55 ميلاً جنوب غرب بوفالو في زاوية ريفية في نيويورك، بسلسلة محاضراتها الصيفية.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com