تمسك الرئيس سعد الحريري بسلاح تكليفه رئاسة الحكومة قبل ان يختار الاعتذار وعدم مواصلته هذه المهمة التي لن تنحصر ارتداداتها بالمسرح السنّي فحسب، ولا سيما بعد تلاقي الحريري والرئيس نبيه بري في هذه المعركة المفتوحة في وجه الفريق العوني الى حين انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون. مع الاعتذار تُطرح مجموعة من الاسماء البديلة والمرشحة لتسلّم راية التأليف، ولن يكون سهلاً على أيّ منها ان يظهر في موقع المتراجع امام العونيين، وتحديداً امام النائب جبران باسيل الذي يستثمر في مواجهته نادي رؤساء الحكومات السابقين ليرفع رصيد حضوره عند المسيحيين وليخرج ويقول انه هو اول من يحمي موقع رئيس الجمهورية والحريص على ممارسة صلاحياته الدستورية في تأليف الحكومة وغيره.
في غضون ذلك، بات من المؤكد ان اي اسم سيحل بدل الحريري “لن يمر” بسهولة من دون التوقف عند رأي زعيم “تيار المستقبل” ورؤساء الحكومات السابقين الذين يتماهون في الوقت نفسه مع دار الفتوى. وينحصر المرشحون #البدلاء مبدئياً بالرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام والنائبين فيصل كرامي وفؤاد مخزومي والسفير نواف سلام، ما لم يتم انزال بديل غير متوقع بالباراشوت، او تفعيل الحكومة المستقيلة الى موعد الانتخابات المقبلة في ايار 2022. ولكل من الاسماء المطروحة نقاط قوة تمكّنه من التربع على كرسي السرايا. لكن ثمة جملة من العوامل تمنع كل واحد منهم ولو بدرجات من الوصول الى الرئاسة الثالثة و”تذوّق” افيون هذا المنصب الذي يتحكم بمفاتيح السلطة التنفيذية بعد اتفاق الطائف.
1- الرئيس نجيب ميقاتي: لا يستعجل زعيم “تيار العزم” العودة الى السرايا، ولا سيما انه حاصل على لقب “دولة الرئيس”. وسيحسب جيداً وبعناية عالية خطوة قبوله برئاسة الحكومة. وهو يستند الى رصيد كبير في الشمال يمكّنه من ان يكون اللاعب السياسي الاول في طرابلس، والقادر على الحفاظ على كتلته النيابية ورفع عددها في الانتخابات النيابية المقبلة. كما انه يدخل الاستحقاق النيابي بسهولة اكثر من سواه من السياسيين السنّة. ولا يخفي انتقاداته لأداء العونيين وفي امكانه ان يواجههم بعد تجربة طويلة له معهم. وتربطه علاقة جيدة مع دار الفتوى وسلكها القضائي، الى عدد لا بأس به من المفتين وائمة المساجد. وبنى جسور علاقات مع اكثر من دولة عربية وغربية انطلاقا من موقعه السياسي. هو لا يريد بديلاً من الحريري، ولكن اذا رست الرئاسة الثالثة على اسمه وكان الوقت مناسباً يقدِم عليها من دون الاصطدام مع الحريري، الى تأكده من إقدام الدول بدءاً من الفرنسيين الى الخليجيين على مد لبنان بـ”المصل المالي”. ولا يقبل العودة الى السرايا من دون حصوله على جملة من الضمانات. يبقى انه ولو اقنعه العالم بالعودة الى الحكومة، فلن يحسم جوابه النهائي قبل حصوله على موافقة شقيقه طه.
2- الرئيس تمام سلام: لا يخرج ابن المصيطبة من عباءة الحريري. ويملك رصيداً بيروتياً وإنْ لم يستطع الوصول الى المجلس إلا لوحده. ويمتاز بخطابه المعتدل وعلاقته الطيبة مع مختلف الاطراف. ويحظى بتقدير من الرئيس بري ورئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط وصولا الى “حزب الله” من دون ان يوافق بالطبع على كل سياسات الاخير. ويبقى الودّ مفقوداً بينه وبين الرئيس عون. واذا وافق بـ”صعوبة” على حمل كأس رئاسة الحكومة فستكون له شروطه. وهو غير متحمس للتأليف في الاصل نتيجة معاناته الطويلة مع العونيين، وسيكون هذا الامر بطلب من الحريري قد يصل الى حدود الضغط. ولن يوافق من دون حصوله على ضمانات محلية من “الحزب”، فضلاً عن تأكده من حصول الحكومة على دعم مالي عاجل. والى كل ذلك يستحسن حصوله على تأشيرة من السعودية التي تربطه بها علاقة جيدة تختلف عن حال الجفاء بين الحريري والرياض.
3 – النائب فيصل كرامي: يحلو لوزير سابق ان يصف “الأفندي” بأن قيمته هي في ان جده عبد الحميد وعمه رشيد ووالده عمر. ويطلق هذا الكلام من دون ان يقلل من موقعه الطرابلسي. خدمه قانون الانتخاب الاخير الذي أوصله الى البرلمان بعدما حصل على لقب “معالي الوزير” بفعل تخلي بري عن مقعد شيعي لمصلحته في حكومة ميقاتي. وعلاقته غير مستقرة مع عين التينة. يرفض حصر رئاسة الحكومة باسم الحريري ولا يتقبل عبارة “سعد أو الفوضى”، ويعترض على مقولة الزعيم الاوحد في الطائفة. ويقول ان لدى السنّة اكثر من شخصية مؤهلة للحلول في السرايا. يقبله العونيون في رئاسة الحكومة، لكنه لا يحظى بالدعم المطلوب من التربة السنية. وينفي انه ليس على علاقة طيبة مع المفتي عبد اللطيف دريان.
4 – النائب فؤاد مخزومي: يعمل نائب بيروت على تمييز نفسه عن المرشحين السنّة الآخرين. يتحدث بلسان الشارع والمجتمع المدني. من نقاط قوته انه لم يتسلم اي منصب وزاري بعد، الامر الذي يمكّنه من توجيه انتقاداته لكل من تعاقب على الحكومات من التسعينات الى اليوم. وهو من النواب المتابعين والمواكبين للملف المالي والاقتصادي في البرلمان انطلاقا من موقعه كرجل أعمال. وتربطه علاقات مع الخارج. يقبله عون رئيساً للحكومة. ولا يهضم نادي رؤساء الحكومات تقديم طلب ترشحه. ويزعجهم في اطلالاته الاعلامية. ويبقى همه مركّزا على الانتخابات المقبلة ليؤسس كتلة في العاصمة ولو من نائبين.
5- السفير نواف سلام: لا يغيب اسم سلام عن بورصة المرشحين لرئاسة الحكومة. ويحظى بقبول مساحة لا بأس بها عند الناشطين في المجتمع المدني. لا يقبله “حزب الله” ويرفع فيتو في وجهه. ويرى فيه طبعة ثانية من الرئيس فؤاد السنيورة، وان تجربته في الامم المتحدة خارج المياه الاقليمية لا تمكنه بالضرورة من تفكيك الغام الداخل وتوصله الى السرايا. وتبقى علاقته مع دار الفتوى في حدودها الدنيا، ولاسيما ان الاخيرة لا تهضم كل من يقدم نفسه بثوب علماني. واذا سمّاه الحريري هذه المرة لإدارة حكومة انتخابات فسترتفع حظوظه.
ويبقى ان العونيين يتقبلون اي اسم غير الحريري. وهم لا يخفون فرحتهم لاعتذاره لكنهم لن “يعثروا” على اسم بديل منه من دون حصوله على تأشيرة تحتاج الى ثلاثة تواقيع من “بيت الوسط”، ونادي رؤساء الحكومات ودار الفتوى.
رضوان عقيل
radwan.aaki@annahar.com.lb
قام وفد من نادي التضامن صور بزيارة إلى دولة الرئيس نبيه بري، راعي الرياضة وقائد…
حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…
استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…
اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…
نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…