أخبار عربية وإقليمية

اتهام مهاجم سلمان رشدي بـ"الشروع في القتل" وناشطون يحملون إيران المسؤولية


<p>حمل نشطاء ومعارضون للنظام الإيراني طهران مسؤولية الاعتداء على سلمان رشدي (أ ف ب)</p>

قال ممثلو الادعاء، السبت الـ13 من أغسطس (آب)، إن المشتبه فيه بمهاجمة الروائي سلمان رشدي، الجمعة، وجهت إليه تهمة الشروع في القتل والاعتداء.

وقال جيسون شميدت، المدعي العام لمقاطعة تشوتاكوا في بيان، “الشخص المسؤول عن هجوم الأمس، هادي مطر اتهم رسمياً بالشروع في القتل من الدرجة الثانية والاعتداء من الدرجة الثانية”.

وأضاف “وجهت هذه التهم الليلة الماضية واحتجز من دون كفالة”.

ميول شيعية متطرفة

ونقلت شبكة “إن بي سي نيويورك” عن مصادر في أجهزة إنفاذ القانون قولها، السبت، إن المشتبه فيه في الهجوم على سلمان رشدي خلال محاضرة في ولاية نيويورك له ميول شيعية متطرفة وأبدى تعاطفه مع الحرس الثوري الإيراني.

وتعرض الروائي الهندي المولد، الذي عاش أعواماً مختبئاً بعدما دعت إيران المسلمين إلى قتله بسبب روايته “آيات شيطانية”، لهجوم طعن خلاله في الرقبة والبطن على المنصة خلال إلقائه محاضرة أمس الجمعة.

وبعد جراحة على مدى ساعات، وضع رشدي على جهاز تنفس اصطناعي مساء الجمعة وليس في استطاعته التحدث حتى الآن.

وقالت شرطة نيويورك إن المشتبه فيه المحتجز يدعى هادي مطر ويبلغ من العمر (24 سنة)، وهو من فيرفيو بولاية نيو جيرسي واشترى تذكرة لحضور المحاضرة في معهد شوتاكوا حيث وقع الهجوم.

وأفادت شبكة “إن بي سي نيويورك” نقلاً عن المسؤول، الذي لم تكشف عن هويته لكنها قالت إنه على دراية بالتحقيق في الهجوم، بأن مراجعة أولية لحسابات مطر على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أن لديه ميولاً شيعية متطرفة وأبدى تعاطفه مع الحرس الثوري الإيراني.

وذكرت الشبكة في تقريرها أن مطر ولد في كاليفورنيا وانتقل أخيراً إلى نيو جيرسي، مضيفة أن قوات الأمن عثرت معه على رخصة قيادة مزورة.

وأشارت الشبكة إلى أن مسؤولي “مكتب التحقيقات الاتحادي” (أف بي آي) ذهبوا، مساء الجمعة، إلى آخر عنوان مدرج له في فيرفيو، وهي إحدى مناطق مقاطعة بيرغن على الضفة الأخرى لنهر هدسون من مانهاتن.

ولم ترد شرطة نيويورك ونيو جيرسي على الفور على طلبات للتعليق على تقرير “إن بي سي نيويورك”.

وقالت الشرطة، الجمعة، إنها لم تحدد بعد الدافع وراء الهجوم على رشدي (75 سنة). ووقع الهجوم بينما كان يتم تقديم رشدي لإلقاء محاضرة عن حرية الإبداع أمام مئات الحاضرين في معهد شوتاكوا في نيويورك، حين انطلق رجل مسرعاً صوب المنصة وسدد طعنات عدة للكاتب الذي رصدت مكافأة منذ عام 1989 لمن يجهز عليه.

وقالت الشبكة إن المسؤول أخبرها أنه لا توجد روابط محددة للمهاجم مع الحرس الثوري الإيراني، لكن المراجعة الأولية أشارت إلى أن المشتبه فيه يتعاطف مع الفصيل التابع للحكومة الإيرانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والحرس الثوري فصيل نافذ في إيران ويسيطر على إمبراطورية تجارية، كما تعمل تحت أمرته قوات مسلحة وعناصر استخبارية تتهمها واشنطن بتنفيذ حملة تطرف عالمية.

ولم يصدر أي رد فعل حكومي رسمي من طهران إزاء الهجوم على رشدي، لكن صحفاً إيرانية متشددة عدة أشادت بمنفذ الهجوم.

وقال علي تحفة، رئيس بلدية يارون بجنوب لبنان إن المشتبه فيه ابن لرجل من سكان البلدة. وأضاف أن والدي المشتبه فيه هاجرا إلى الولايات المتحدة حيث ولد وترعرع.

ورداً على سؤال عما إذا كان المشتبه فيه ووالداه ينتمون إلى جماعة “حزب الله” اللبنانية المدعومة من إيران أو يؤيدونها، قال تحفة إن “ليست لديه معلومات على الإطلاق” عن آرائهم السياسية.

وصرح مسؤول في “حزب الله” لـ”رويترز”، السبت، أن الجماعة اللبنانية المسلحة ليست لديها معلومات إضافية عن الهجوم على رشدي.

ولاقى الهجوم إدانة من كتاب وساسة من جميع أنحاء العالم باعتباره اعتداء على حرية التعبير.

ولطالما واجه رشدي الذي ولد لعائلة مسلمة كشميرية في مومباي، تهديدات بالقتل قبل انتقاله إلى بريطانيا بسبب روايته “آيات شيطانية”.

وكانت دول عدة تضم أعداداً كبيرة من المسلمين حظرت الرواية الصادرة عام 1988 بسبب احتوائها ما اعتبره بعض المسلمين فقرات تجديفية.

وعام 1989، أصدر روح الله الخميني، المرشد الأعلى لإيران آنذاك فتوى دعا فيها المسلمين إلى قتل الروائي وأي شخص ضالع في نشر الكتاب.

مسؤولية إيران

وحمل نشطاء ومعارضون للنظام الإيراني، السبت، طهران مسؤولية الاعتداء على سلمان رشدي، مشيرين إلى أن طهران لم تلغِ فتوى هدر دمه التي أصدرها مؤسسها الخميني.

وفي حين أن فتوى هدر الدم لم تعد منذ فترة حديث الساعة في إيران، لم يتخذ النظام بقيادة آية الله علي خامنئي الذي خلف الخميني في منصب المرشد الأعلى، أي خطوة تشير إلى إلغائها، لا بل أكد في مناسبات عدة أنها قائمة.

ويأتي الاعتداء على رشدي في توقيت بالغ الحساسية لإيران المنكبة على دراسة عرض قدمته القوى الكبرى لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015 حول برنامجها النووي، من شأن قبولها به أن يرفع العقوبات المفروضة عليها التي أنهكت اقتصادها.

وخلال فترة شهدت تحسناً نسبياً للعلاقات بين طهران والغرب في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي، أعلن وزير الخارجية الأسبق كمال خرازي في 1998 أن إيران لن تتخذ أي خطوات من شأنها أن تعرض للخطر حياة رشدي الذي بقي لأعوام متوارياً.

لكن في جواب عن سؤال ورد في الموقع الإلكتروني للمرشد الأعلى في فبراير (شباط) 2017، قال مكتب خامنئي “لا تزال فتوى الإمام الخميني قائمة”.

كما أن حساب المرشد الأعلى على “تويتر” أكد مراراً عام 2019 أن الفتوى “ثابتة ولا رجعة فيها”، في حين يطالب نشطاء بتعليق الحساب.

كذلك يقول نشطاء إن المكافأة المالية التي رصدتها منظمة “15 خرداد” الإيرانية لقتل رشدي تخطت ثلاثة ملايين دولار.

وذكر “الاتحاد الوطني من أجل الديمقراطية في إيران” ومقره واشنطن “سواء كانت محاولة الاغتيال نفذت بأمر مباشر من طهران أو لا، من شبه المؤكد أنها نتيجة تحريض النظام على مدى 30 عاماً ضد هذا الكاتب المرموق”.

فتوى الخميني هي الدافع

من جهته، اعتبر “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، وهو منظمة معارضة محظورة في إيران، أن فتوى الخميني هي “الدافع” للاعتداء.

وجاء في بيان للمجلس “أكد خامنئي وغيره من قادة نظام الملالي باستمرار ضرورة تنفيذ هذه الفتوى اللاإسلامية في السنوات الـ34 الماضية”.

وأشار معلقون إلى صفحة على “فيسبوك” لرجل يدعى هادي مطر مليئة بصور المرشد الأعلى الإيراني تم تعطيلها بعيد الاعتداء. ولم يرد على الفور أي تأكيد على أن الصفحة لمنفذ الاعتداء.

وقال مصدر قريب من التحقيقات في تصريح لشبكة “إن بي سي” الإخبارية إن مطر “متعاطف مع التطرف الشيعي ومع الحرس الثوري الإيراني” على الرغم من عدم وجود أي دليل إلى الآن يؤكد وجود صلة بين الاعتداء وهذا الجهاز الإيراني.

وجاء في تغريدة أطلقها الناشط في الدفاع عن حرية التعبير حسين روناغي، الذي يعد أحد أبرز معارضي القيادة الإيرانية، رداً على الاعتداء “إنها الجمهورية الإسلامية الحقيقية، تتفاوضون مع نظام كهذا وتسمحون لمناصريه وحاشدي الدعم له بدخول مجتمعكم. هل يمكنكم أن تفهموا ما نشعر به بصفتنا رهائن هذا النظام؟”.

وسلوكيات إيران تحت المجهر في الولايات المتحدة، حيث وجهت في الأسابيع الأخيرة اتهامات لطهران بالسعي لاغتيال مستشار الأمن القومي الأسبق جون بولتون والمعارضة الإيرانية المقيمة في أميركا مسيح علي نجاد.

تاريخ حافل بتصفية المعارضين

وتاريخ إيران حافل بمحاولات تصفية معارضين خارج حدودها، وهي حالياً متهمة بخطف معارضين مقيمين في الخارج وبإعادتهم عنوة إلى إيران لمحاكمتهم وربما إعدامهم.

وعلي نجاد التي استهدفت سابقاً بمخطط لخطفها في نيويورك ونقلها في زورق سريع إلى فنزويلا، تمهيداً لإعادتها إلى إيران، نقلت إلى مكان آمن موضوع تحت الحراسة بعدما رصد بالقرب من منزلها رجل يحمل سلاح كلاشنيكوف.

وقالت علي نجاد “هناك فتوى بحق سلمان رشدي أصدرها الخميني عام 1989 والجمهورية الإسلامية في إيران لم تتراجع عنها. كذلك جدد حساب المرشد الأعلى على تويتر التأكيد عليها. حالياً يشيد المروجون للجمهورية الإسلامية بـ(محاولة) الاغتيال ويهددونني بأن مصيري سيكون مماثلاً لمصير سلمان رشدي”.

وفي تقريرها الإخباري عن الاعتداء، وصفت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” رشدي بأنه “الكاتب المرتد” لرواية “الآيات الشيطانية” واستذكرت الفتوى الصادرة بهدر دمه.

والسبت، هنأت صحيفة “كيهان” الإيرانية المحافظة المتشددة التي يعين المرشد الأعلى رئيسها، منفذ الاعتداء واصفة إياه بأنه “رجل شجاع مدرك للواجب”، ومضيفة “لنقبل يد من مزق رقبة عدو الله بسكين”.

ولم تصدر السلطات الإيرانية إلى الآن أي تعليق على محاولة الاغتيال.

وكتب محمد مراندي، مستشار فريق المفاوضين حول الملف النووي في تغريدة على “تويتر”، “لن أذرف الدموع على كاتب يدين بكراهية واحتقار لا حدود لهما المسلمين والإسلام”.

وتساءل “أليس من الغريب” أن يقع الهجوم “بينما نقترب من صفقة نووية محتملة؟”.

subtitle: 
طهران لم تلغ فتوى هدر دمه التي أصدرها الخميني عام 1989
publication date: 
السبت, أغسطس 13, 2022 – 20:15

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى