الأمن الإيراني يشتبك مع الطلاب ويعتقل العشرات في طهران


<p class="rteright">الآلاف في باريس يتظاهرون تنديداً بقمع النظام الإيراني للاحتجاجات (أ ب)</p>

أفادت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام حكومية بأن قوات الأمن الإيرانية اشتبكت مع طلاب في إحدى الجامعات الكبيرة في طهران، يوم الأحد، في أحدث مؤشر على حملة القمع الدامية للاحتجاجات في أنحاء البلاد والتي أشعلت فتيلها وفاة الشابة مهسا أميني (22 سنة).

وبدأت الاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال جنازة أميني في 17 سبتمبر (أيلول) ببلدة سقز في كردستان الإيرانية، وتحولت إلى أكبر استعراض لمعارضة السلطات الإيرانية منذ سنوات، إذ دعا كثيرون إلى إنهاء حكم رجال الدين المستمر منذ أكثر من أربعة عقود.

ونشر حساب (تصوير1500) الناشط على “تويتر”، والذي له أكثر من 160 ألف متابع، عدة مقاطع مصورة تظهر جامعة شريف، المعروف أنها بؤرة للمعارضة، محاطة بالعشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب.

وفي أحد المقاطع المصورة، تظهر قوات الأمن وهي تطلق الغاز المسيل للدموع لإخراج الطلاب من الحرم الجامعي، وأمكن سماع دوي طلقات نارية تُطلق من مسافة بعيدة على ما يبدو.

 

اعتقال طلاب

وأظهر مقطع مصور آخر قوات الأمن تطارد عشرات الطلاب المحاصرين في مرأب للسيارات تحت الأرض بالجامعة. وذكر الحساب أن عشرات الطلاب اعتُقلوا.

وأشارت وسائل إعلام رسمية إيرانية إلى “تقارير عن اشتباكات” في الجامعة، وقالت إن وزير العلوم الإيراني زار الحرم الجامعي للاطمئنان على الوضع.

وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مظاهرات للطلبة في العديد من الجامعات يوم الأحد، فضلاً عن خروج مظاهرات في عدة مدن مثل طهران ويزد وكرمانشاه وسنندج وشيراز ومشهد، والمشاركون فيها يهتفون “الاستقلال.. الحرية.. الموت لخامنئي”.

ولم تهدأ الاحتجاجات على الرغم من العدد المتزايد للقتلى والقمع الشرس من جانب قوات الأمن التي تستخدم الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفي بعض الحالات الذخيرة الحية، وفقاً لمقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وجماعات حقوقية.

 

133 قتيلاً

وقالت منظمة إيران لحقوق الإنسان، ومقرها النرويج، في بيان “حتى الآن قُتل 133 شخصاً في أنحاء إيران”، من بينهم أكثر من 40 قالت إنهم قتلوا في اشتباكات الأسبوع الماضي في زاهدان، عاصمة إقليم سستان وبلوخستان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولم تعلن السلطات الإيرانية عدد القتلى، فيما قالت إن العديد من أفراد قوات الأمن قٌتلوا على أيدي “مثيري شغب وبلطجية مدعومين من أعداء أجانب”. وذكر التلفزيون الرسمي الأسبوع الماضي أن 41 قتلوا بينهم أفراد من قوات الأمن.

ولم يعلق خامنئي على الاحتجاجات التي امتدت إلى 31 إقليماً إيرانياً بمشاركة كل فئات المجتمع بمن فيهم الأقليات العرقية والدينية.

نواب يشكرون الشرطة

وأثارت وفاة أميني وحملة القمع انتقادات دولية لحكام إيران الذين يتهمون الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية باستغلال الاضطرابات لمحاولة زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.

 

ونشرت وسائل إعلام رسمية مقطعاً مصوراً لطلاب موالين للحكومة تجمعوا في جامعة فردوسي في مشهد وهم يهتفون “الجمهورية الإسلامية خطنا الأحمر”.

وفي وقت سابق الأحد، ردد نواب إيرانيون هتافات تقول “شكراً للشرطة” خلال جلسة للبرلمان، مما يعكس دعماً للتعامل الصارم الذي تنتهجه مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

آلاف المتظاهرين في باريس

وتظاهر الآلاف الأحد في باريس تنديداً بقمع النظام الإيراني للتظاهرات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني. وعلى غرار ما حصل في لوس أنجليس وتورنتو اللتين تضمان جالية إيرانية كبيرة، سار الناشطون من ساحة الجمهورية حتى ساحة الأمة في العاصمة الفرنسية.

ومن الشعارات التي أطلقوها “انضموا إلى أول ثورة نسائية” و”مهسا أميني، اسمك ارتجف له طغيان الملالي” و”الموت للديكتاتور” و”امرأة، حياة، حرية”. ويتردد الشعار الأخير خصوصاً على ألسنة المتظاهرين في إيران.

واعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأحد أن أعداء إيران فشلوا في “المؤامرة” التي يعدونها ضدها. 

وقال رئيسي وفق بيان على موقع الرئاسة “رغم أن ملف السيدة أميني يتابع حالياً بشكل كامل ودقيق” من قبل السلطات المختصة “يتابع العدو تضليل الرأي العام بفضل إجراءات إعلامية مكثفة وواسعة”، مضيفاً “دخل الأعداء إلى الساحة في المؤامرة الأخيرة وكانوا يقصدون عزل البلاد لكن انهزموا في زمن كانت الجمهورية الإسلامية تتخطى فيه مشاكلها الاقتصادية” وتعزّز حضورها إقليمياً ودولياً.

وقالت غيلدا ترابي الطالبة من أصل إيراني “إنها ثورة النساء بمواكبة من الرجال. إنه حقاً وقت محاولة تغيير الامور. إنهم (الإيرانيون) يخرجون لكنهم يقتلون. أما نحن فلدينا فرصة التظاهر والنضال من أجلهم”.

وأوردت تورا دانا المهندسة الفرنسية الإيرانية “باتت إيران الآن سجناً كبيراً. الإنترنت مقطوع ونحن الآن صوت الإيرانيين”.

وتحدثت شخصيات يسارية بينها السكرتير الأول للحزب الاشتراكي اوليفييه فور والنائبة المدافعة عن البيئة ساندرين روسو والنائبة الاوروبية عن اليسار الراديكالي مانون أوبري.

واحتج المتظاهرون حين تم التطرق إلى اللقاء الأخير في نيويورك، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي.

وإلى جانب صورة للرجلين يتصافحان رفع شعار “الحكومة الفرنسية تغازل الملالي في وقت يقتل الملالي النساء”.

subtitle:
منظمة حقوقية تعلن ارتفاع عدد القتلى إلى 133 والآلاف يتظاهرون في باريس
publication date:
الاثنين, أكتوبر 3, 2022 – 00:30

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

AymanSerhan

Recent Posts

تزامنا مع العاصفة الرملية المرتقبة..الدفاع المدني يوجّه تحذيراً وتنبيهاً هاماً مع تعليمات لتفادي المخاطر

حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…

7 أيام ago

من هو المستهدف في غارة بعورتا صباح اليوم؟ (صورة)

استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…

7 أيام ago

الجيش يودّع شهداء الواجب الثلاثة بمراسم مهيبة في مستشفى الشيخ راغب حرب

اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…

أسبوع واحد ago

تقرير يكشف أسرار الحرب: كيف استخدمت إسرائيل أمنها واستخباراتها ضد حزب الله؟

نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…

أسبوعين ago

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

3 أسابيع ago

مجزرة المسعفين برفح.. الناجي الوحيد يروي ما شاهده من جريمة الاحتلال

أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…

3 أسابيع ago