الإقتراع في السفارة الفرنسية في لبنان .. لماكرون أم لوبن؟

انطلقت صباح اليوم الجولة الثانية والحاسمة من الإنتخابات الرئاسية الفرنسية، في مواجهة حامية بين الرئيس المنتهية ولايته إمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرِّف، مارين لوبن.
فتحت السفارة الفرنسية في بيروت أبوابها لاقتراع الفرنسيين في لبنان عند الساعة الثامنة صباحاً، وتسجّل حوالي 18 ألف ناخب فرنسي في لبنان. لكن الإقبال، وفق المعنيين، في الدورة الثانية، لم يكن بكثافة الدورة الأولى في ساعات قبل ظهر اليوم الأولى، إلّا أنّ حركة الناخبين بدأت تتكثّف عند الظهر.وأكّد القنصل الفرنسي في لبنان جوليان بوشارد في دردشة مع الصحافيين ، أنّه “عند العاشرة من صباح اليوم، أي بعد حوالي ساعتين من فتح صناديق الاقتراع، كانت نسبة الاقتراع حوالي 10 في المئة في لبنان”. ويضيف أنّ السفارة فتحت 12 مركزاً للاقتراع في لبنان، منها 8 في بيروت، اثنان في جونيه، مركز في صيدا، وآخر في طرابلس.
وفي رأي القنصل، “ما يميّز انتخابات هذا العام عن الانتخابات الرئاسية الأخيرة في 2017، هي ميزة لا تحدث غالباً، وهي أنّ المرشّحين النهائيين في هذا السباق هما نفسهما اللذان وصلا إلى الدورة الثانية من الانتخابات في انتخابات 2017. لذلك، فهي شكل من أشكال التكرار والاستمرارية للانتخابات 2017، لكن طبعاً في سياق مختلف، ولا يمكن تنبّؤ بالنتائج من الآن”.
أجواء الاقتراع سادها الهدوء والتنظيم، وغلب عليها اللبنانيون من حمَلة الجنسية الفرنسية.
معظم المقترعين الفرنسيين “الأصليين” تحفّظوا عن البوح لمصلحة مَن سيدلون بأصواتهم، فصوتهم “أمر خاص وسري”. ويظهر جلياً وجود أصوات عديدة مؤيدة للوبن من اللبنانيين-الفرنسيين في لبنان،بحسب ما ينقل المقترعون الخارجون من صناديق الاقتراع.لكن هذا الأمر لا يلغي حظوة ماكرون بشعبية كبيرة أيضاً بين المقترعين.
على باب السفارة يقف أحد المقترعين الفرنسيين. أنهى واجبه الانتخابي،وقال للصحافيين، أنّه صوّت لماكرون “كونه يمتلك رؤية تتخطى فرنسا وسياسته الخارجية تناسبني أكثر من سواه،رغم أنّه لن يكون قدراً على تحسين مستوى عيشنا ولا قدرتنا الشرائية، ولا يجب انتظار ذلك منه”.
وعمّا ينتظره من ماكرون، “أن يقوّي الاتحاد الأوروبي وأن يعطي موقفاً قوياً لفرنسا عالمياً، رغم الصعوبات على هذا المستوى، لكن أعتقد أنّه قادر على تحقيق ذلك”، وفق الشاب.وبنظره، “وصول لوبن إلى كرسي الرئاسة هو تهديد فعلي للحريات والديمقراطيات في فرنسا، وهذا أمر أكيد، ووصولها سيكبّد فرنسا أضراراً على المستويين المحلي والدولي وأتمنى ألّا تنجح”.
وعن موقف ماكرون تجاه الهجرة إلى فرنسا والإسلاموفوبيا، قال: انّ “موقف ماكرون في هذا الإطار، ورغم أنّه ليس ممتازاً، إلّا أّنه أفضل من موقف لوبن،وعامةً، يبقى ماكرون أقل سوءًا من منها”.
وأكدت سيدة لبنانية-فرنسية أنّها صوّتت لماكرون، “فأنا ضد جميع أشكال التطّرف، وهذا أمر خطِر، وماكرون ضدّ التطرف، وسياسته الخارجية هي الأنسب للبنان أيضاً، فهو الوحيد الذي يقف فعلياً إلى جانب لبنان ويحبّه من قلبه ويحاول إيجاد السبل والحلول رغم تعقيد الوضع اللبناني،بينما لوبن التي تقف بوجه أوروبا جمعاء، هي مع روسيا ضد أوروبا التي ترفض الحرب في أوكرانيا”.
وتستشفّ السيدة من المناظرة المتلفَزة التي جرت بين المرشحَين مؤخراً، أنّ لوبن اعتمدت على ملف القدرة الشرائية كحصان حرب لجذب الناخبين، “بينما جميع أرقامها في هذا الإطار لم تكن صحيحة، كيف يمكن تسليم فرنسا لها إذاً؟”. ولماكرون حظوظ كبيرة بفوز الانتخابات، برأيها، فـ”هو رئيس على مستوى فرنسا، وهناك متطرّفون كثيرون في لبنان لم يفهموا شيئاً من الحرب الأهلية ولم يعتبروا منها، يصوّتون للوبن لا أدري كيف…”.
لكن رجلاً لبنانياً-فرنسياً، قرّر بقناعة التصويت للوبن “من أجل تجربة شخص جديد”، على حدّ تعبيره. وبنظره، “ما يُشاع عن أنّ وصولها يهدّد القيم التي اشتُهرت فيها فرنسا من حرية وديموقراطية هو “دعاية ضدها”.
ويرى أنّ موقفها تجاه الإسلاموفوبيا والهجرة إلى فرنسا هي “مواقف جيّدة، ولا أمانع إن أرادت أن تنزع مني الجنسية الفرنسية، فأنا متعصّب لها وأحتفظ بصورة كبيرة لها في منزلي”. وعن المرشّح الأنسب في سياسته الخارجية تجاه لبنان، قال أنّه “لا عتب على لوبن إن لم تقف الى جانب لبنان، فاللبنانيون ليسوا إلى جانب لبنان”.
يُذكر أّنّ صناديق الاقتراع ستقفل عند السابعة من مساء اليوم، وستعلَن النتائج غير الرسمية مساء.
The post الإقتراع في السفارة الفرنسية في لبنان .. لماكرون أم لوبن؟ appeared first on LebanonFiles.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.lebanonfiles.com