البنتاغون: روسيا أبلغتنا بخططها للبدء بتدريبات نووية


<p class="rteright">جنود أوكرانيون يطلقون قذيفة هاون في منطقة خاركيف (رويترز)</p>
أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أن روسيا أبلغتها بتدريبات نووية روتينية، في خطوة من شأنها أن تقلص مخاطر إساءة التقدير في خضم تزايد المخاوف من إمكان استخدام موسكو السلاح النووي في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الثلاثاء إن روسيا أبلغت الولايات المتحدة بخططها لإجراء تدريبات لقواتها النووية. وامتنعت عن تقديم مزيد من التفاصيل حول التدريبات التي من المتوقع أن تتضمن تجارب إطلاق صواريخ باليستية.
وأعلن المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر في إفادة صحفية “تم إخطار الولايات المتحدة، وكما أوضحنا من قبل، فإن هذه مناورة روتينية سنوية تجريها روسيا. لذلك في هذا الصدد، فإن روسيا تمتثل لالتزاماتها المتعلقة بالحد من التسلح وبالشفافية، بتقديمها هذه الإخطارات”.
وقال رايدر “إذا استخدمت روسيا أسلحة نووية أو قنبلة قذرة، ستكون هناك عواقب”، من دون إعطاء أي تفاصيل.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن روسيا امتثلت لبنود اتفاقات تنص على وجوب إبلاغ الولايات المتحدة باختبارات الصواريخ البالستية العابرة للقارات والصواريخ البالستية التي تطلق من غواصات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس في تصريح للصحافيين “إنه تدريب سنوي روتيني تجريه روسيا”.
وتابع برايس “في حين تنخرط روسيا في عدوان غير مبرر وفي إطلاق تهديدات نووية متهورة، تضمن تدابير الإخطار هذه استبعاد عامل المفاجأة وتقليص مخاطر إساءة التقدير”.
في الأسبوع الماضي أجرى وزيرا الدفاع الأميركي والروسي محادثات مرتين، في تواصل من النادر حصوله في خضم توترات متصاعدة منذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط).
وأعلنت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أشار خلال محادثات هاتفية إلى “استفزازات محتملة من جانب أوكرانيا باستخدام قنبلة قذرة”.
والإثنين رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في بيان مشترك المزاعم الروسية “الكاذبة”. وجاء في البيان “العالم لن يكون غبياً إذا جرت محاولة لاستخدام هذا الادعاء ذريعة للتصعيد”.
والثلاثاء قال برايس “نحن قلقون لأن روسيا لديها نمط اتهام الآخرين بما تخطط للقيام به لاحقاً”، واصفاً التصريحات الروسية بأنها “عديمة المسؤولية”. لكنه شدد على عدم وجود أي مؤشرات لدى الولايات المتحدة تفيد بأن موسكو تتهيأ لاستخدام أسلحة نووية.
بايدن: أي هجوم نووي روسي سيكون “خطأ جسيماً”
وحذر جو بايدن الثلاثاء من أن استخدام روسيا لسلاح نووي سيكون “خطأ فادحاً هائلاً”، في حين تقول موسكو إن أوكرانيا تعد “قنبلة قذرة”، الأمر الذي نفته كييف ودول غربية.
وحذر الرئيس الأميركي من أن “روسيا سترتكب خطأ فادحاً هائلاً إذا استخدمت سلاحاً نووياً تكتيكياً”.
وتتكون القنبلة الإشعاعية أو “القنبلة القذرة” من متفجرات تقليدية محاطة بمواد مشعة تنتشر غباراً عند الانفجار.
تشكيك روسي
وكررت روسيا الثلاثاء أمام مجلس الأمن الدولي اتهاماتها لأوكرانيا بتصنيع “قنبلة قذرة”، وقالت إنها “تشكك” في قدرة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إثبات عكس ذلك.
بمبادرة من روسيا التي بعثت رسالة بهذا الصدد إلى كل من مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، ناقش مجلس الأمن الدولي الثلاثاء في اجتماع مغلق اتهامات روسيا لأوكرانيا بأنها تصنع “قنبلة قذرة” وهي ادعاءات نفتها كييف والغرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي بعد الاجتماع “نعتقد أنه خطر جسيم، وتهديد جدي”. وأضاف “أوكرانيا لديها الإمكانات والدوافع للقيام بذلك، لأن نظام (فولوديمير) زيلينسكي يريد تجنب الهزيمة ويريد توريط حلف الأطلسي في مواجهة مباشرة مع روسيا”.
وبعد انتهاء اجتماع مجلس الأمن، قال نائب السفير البريطاني جيمس كاريوكي “لم نر أو نسمع أي دليل جديد في هذا الاجتماع الخاص”، مستنكراً “التضليل الروسي”.
وأضاف أن “أوكرانيا ليس لديها ما تخفيه ومفتشو الوكالة الدولية في طريقهم” إلى هناك. وبناء على طلب كييف التي دعت إلى إيفاد خبراء، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإثنين ارسال خبراء “في الأيام المقبلة”.
وقال بوليانسكي “أشك حقاً في إمكانية التأكد بشكل مطلق من عدم وجود أنشطة من هذا النوع، حتى بعد هذه الزيارة” معتبراً أنه “من الصعب للغاية رصد الأنشطة الساعية إلى صنع هذه القنابل القذرة”.
ومن المقرر عقد اجتماعين آخرين لمجلس الأمن هذا الأسبوع بناءً على طلب روسيا. الأول الأربعاء لتوضيح أسباب رفضها قيام الأمم المتحدة بالتحقيق حول مُسيرات يتهم الغرب إيران بتوفيرها لموسكو في حربها ضد أوكرانيا؛ والثاني الخميس لبحث اتهامات روسية بوجود أسلحة بيولوجية في أوكرانيا.
سوناك يؤكد دعم لندن الراسخ لكييف
من جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك الثلاثاء للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بإمكانه الاعتماد على دعم المملكة المتحدة “الراسخ” لبلاده في مواجهة الهجوم الروسي.
وأشارت رئاسة الحكومة البريطانية في بيان إلى أن سوناك في أول محادثة هاتفية أجراها مع زعيم أجنبي منذ توليه منصبه “تباحث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء من أجل التشديد على دعم المملكة المتحدة الراسخ لأوكرانيا”، وأعرب عن “أمله بلقاء شخصي بينهما قريباً”.
من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني عن أمله في “تعزيز” العلاقات بين أوكرانيا وبريطانيا التي تعد إحدى أبرز الدول الداعمة لكييف في مواجهة روسيا، وذلك إثر المحادثة الهاتفية مع سوناك، مشيراً إلى أنه دعاه لزيارة أوكرانيا.
وكان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون الذي بقي في المنصب حتى سبتمبر (أيلول) الماضي، محط تقدير كبير في كييف بسبب دعمه القوي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وقد أثارت استقالته التي أعلنها في يوليو (تموز) مخاوف كثيرة.
وزار جونسون أوكرانيا ثلاث مرات منذ بدء الهجوم الروسي كان آخرها في 24 أغسطس (آب) بمناسبة يوم الاستقلال وقد تلقى حينها أرفع وسام أوكرانيا يمكن منحه لشخصية أجنبية. وقدّمت المملكة المتحدة دعماً عسكرياً كبيراً لأوكرانيا منذ بدء الحرب.
المسيرات الإيرانية
أعلن الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ الثلاثاء أنه بصدد إطلاع الولايات المتحدة على معلومات استخبارية تثبت أن إيران زودت روسيا مسيرات شغلها روس وأحدثت دماراً هائلاً في أوكرانيا، داعياً إلى رد حازم.
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد توصلا إلى استنتاج مماثل، لكن إسرائيل تدفع باتجاه اتخاذ تدبير حازم ضد النظام في إيران الذي تعتبره أكبر تهديد لها.
وأجرى هرتسوغ الذي يتولى منصباً يطغى عليه الطابع الفخري، محادثات مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارة يجريها إلى واشنطن سيلتقي خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال هرتسوغ إن “الأسلحة الإيرانية تؤدي دوراً رئيسياً في زعزعة استقرار عالمنا، وعلى المجتمع الدولي أن يتعلم دروسه، الآن وفي المستقبل”. وتابع “على العالم أن يتحدث مع إيران لغة واحدة، حازمة موحدة ولا هوادة فيها”.
وجاء في بيان لمكتب الرئاسة الإسرائيلية أن هرتسوغ سيطلع الولايات المتحدة على مشاهد أجرت إسرائيل تقييما لها تظهر وجود أوجه شبه بين مسيرات أسقطت في أوكرانيا وأجزاء تم اختبارها في إيران في ديسمبر (كانون الأول) 2021 وتم عرضها في معرض في إيران في العام 2014.
وفي مستهل لقائه هرتسوغ قال بلينكن إن الولايات المتحدة وإسرائيل “تقفان جنباً إلى جنب ضد ممارسات إيران الخطيرة والمزعزعة للاستقرار والإرهابية”. وقال بلينكن إن “تزويد إيران روسيا مسيرات لتعزيز العدوان على أوكرانيا وشعبها يظهر نتائج مروعة على الأرض في أوكرانيا”.
تأتي زيارة هرتسوغ للولايات المتحدة قبل أيام قليلة من انتخابات تشريعية ستكون الخامسة في إسرائيل خلال أقل من أربع سنوات، ويسعى من خلالها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي كانت علاقته بالإدارات الأميركية الديمقراطية متوترة، للعودة إلى السلطة.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com