أخبار عربية وإقليمية

الجيش الأوكراني يتقدم والروسي يعيد تجميع قواته


<p class="rteright">مواطن أوكراني في مبنى مدمر في قرية هراكوف (أ ف ب)</p>

شهد يوم السبت العاشر من سبتمبر (أيلول) تحولاً ميدانياً مهماً في القتال في شرق أوكرانيا. فقد أكدت روسيا أنها ستسحب قواتها من منطقة خاركيف بينما أعلنت كييف أن جيشها سيطر على مركز لوجستي مهم في إطار هجوم مضاد خاطف.

وفي وقت أقر فيه القيادي الانفصالي الموالي لروسيا في الشرق، دنيس بوشيلين، بأن المعارك في منطقة دونيتسك بين القوات الروسية والأوكرانية “صعبة جداً”، ذكر مسؤول أوكراني أن قوات بلاده تتقدم باتجاه مدينة ليسيتشانسك التي سيطرت عليها القوات الروسية بعد معارك شرسة بالمدفعية في يوليو (تموز) الماضي.

زيلينسكي: موسكو تأمل “كسر” مقاومة أوكرانيا في الشتاء

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن الجيش الأوكراني استعاد “ألفي كيلومتر من الأراضي” في سبتمبر، مؤكداً أن الجيش الروسي يتخذ “الخيار الصائب” بالفرار على وقع الهجوم الأوكراني المضاد في شمال شرق البلاد وجنوبها.

أضاف زيلينسكي “في الأيام الماضية، أظهر لنا الجيش الروسي أفضل ما لديه: ظهره. في أي حال، الفرار هو الخيار الصائب بالنسبة إليه”.

تابع “لا مكان للمحتلين في أوكرانيا، ولن يكون لهم مكان أبداً”.

وفي إطلالة أخرى، حذر زيلينسكي من أن موسكو تأمل “كسر” المقاومة الأوكرانية في الشتاء معولة على مشاكل التدفئة وإمكان تراجع زخم الدعم الغربي لكييف بسبب ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا.

وقال خلال مداخلة خلال منتدى يالطا للاستراتيجية الأوروبية المنعقد في كييف إن “روسيا تبذل كل الجهود لكسر مقاومة أوكرانيا وأوروبا والعالم خلال الأيام التسعين لفصل الشتاء”.

وأشار إلى أن روسيا تعول على “وحشية” الشتاء لأن “وحشية الإنسان لم تعد تكفي”، وذلك على خلفية استعادة القوات الأوكرانية مساحات كبيرة في شرق البلاد.

وشدد على أن روسيا قد تستهدف بضرباتها “الشركات والبنى التحتية التي تؤمن التدفئة” في أوكرانيا، داعياً الغرب لإمداد كييف بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي.

وقال إن روسيا قد تعمد إلى قطع تام لإمداداتها من الغاز لأوروبا لإجبار العواصم الغربية على البحث عن تسوية مع موسكو.

وتابع “علينا أن نهيّئ شركاتنا (…). الشتاء سيكون قاسياً علينا جميعاً، من لاتفيا وبولندا إلى بريطانيا والولايات المتحدة”، مضيفاً “علينا أن نتخطى هذا الشتاء”.

ودعا الغرب إلى الحفاظ على وحدة صفه في مواجهة روسيا محذراً من تراجع زخم الدعم لبلاده في الحرب الدائرة على أرضها.

وشدّد الرئيس الأوكراني قائلا “لا تتوقعوا أن نقول كفى. ما من كفى ما لم ننتصر”، محذرا من محاولات غربية لـ”دفع” أوكرانيا إلى تقديم تنازلات لموسكو.

إعادة تجميع القوات الروسية

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه “من أجل تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة لتحرير دونباس، اتُخذ قرار بإعادة تجميع القوات الروسية المتمركزة في منطقتي بالاكليا وإيزيوم، لدعم الجهود على الجبهة في دونيتسك”.

وتأتي أنباء الانسحاب بعد وقت قصير من نشر القوات الخاصة الأوكرانية صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي لعناصر بالزي العسكري بحوزتهم أسلحة آلية “في كوبيانسك”. وجاء في بيانها أن البلدة “كانت أوكرانية وستبقى كذلك دائماً”.

وسقطت البلدة التي تعد حوالى 27 ألف نسمة وتقع على طريق مهم لإيصال الإمدادات للقوات الروسية في الشرق في الأسبوع الأول من الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير (شباط).

ويتوقع مراقبون أن تعلن القوات الأوكرانية عن انتصارات جديدة في منطقة خاركيف المحاذية لروسيا والتي سيطر عليها الجيش الروسي أو قصفها بالمدفعية على مدى شهور.

ولم يصدر أي تأكيد رسمي أن الجنود الأوكرانيين دحروا القوات الروسية من إيزيوم التي ترتدي أهمية كبيرة بالنسبة إلى العمليات العسكرية الروسية، وكانت تعد حوالى 45 ألف نسمة قبل الهجوم.

لكن صوراً انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت على ما يبدو القوات الأوكرانية داخل المدينة، بينما ذكر مراقبون روس يتابعون النزاع وجود تقارير أولية تتحدّث عن انسحاب الجيش الروسي بالفعل.

التقدم الأوكراني

وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو، في بيان تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، إن “الجنود الأوكرانيين يتقدمون في شرق البلاد ويحررون مزيداً من المدن والقرى. تثمر شجاعتهم المصحوبة بدعم عسكري غربي عن نتائج مذهلة”.

أضاف “من الضروري مواصلة إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا. هزيمة روسيا في ساحة المعركة تعني الظفر بالسلام في أوكرانيا”.

وقبل يوم من إعلان روسيا عن خطة لثلاثة أيام لإعادة نشر القوات من خاركيف إلى منطقة دونباس الصناعية جنوبا، أعلنت عن إرسال تعزيزات إلى خاركيف.

وظهرت صور بثّها الإعلام الرسمي أرتال الدبابات والمدفعية ومركبات الدعم تتحرّك على طرقات غير معبّدة باتجاه خاركيف.

وفي إحدى القرى التي استعادها الأوكرانيون، أُسقطت أبراج الكهرباء وأُحرقت منازل، بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.

وعلى الطريق المؤدية إلى بلدة بالاكليا التي استعادتها قوات كييف، شاهد صحافيون مدرعات روسية مهجورة تحمل الحرف “Z” الذي بات رمز الهجوم الروسي.

وتتقدم القوات الأوكرانية أيضاً في أجزاء من خط المواجهة جنوباً بعشرات الكيلومترات في بعض المناطق باتجاه أراض انتزعتها القوات الروسية بداية الهجوم، وفق ما ذكرت متحدثة السبت.

بدورها، أعلنت وكالات إخبارية روسية عن وقوع ستة انفجارات كبيرة في نوفا كاخوفكا، وهي بلدة تسيطر عليها القوات الروسية في منطقة خيرسون الجنوبية.

المانيا تواصل إمداد أوكرانيا

من جهتها، وصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى كييف، السبت، في زيارة مفاجئة قالت إن هدفها تأكيد دعم برلين لأوكرانيا في معركتها ضد روسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء ذلك بعد أسبوع من زيارة رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال إلى برلين حيث كرر مطالب كييف تزويدها بالأسلحة.

وتعهدت الوزيرة الألمانية مواصلة “إمدادات الأسلحة والدعم الإنساني والمالي”.

وعلى مدى الأسابيع الماضية، أرسلت ألمانيا مدافع “هاوتزر” وقاذفات صواريخ وصواريخ مضادة للطائرات إلى كييف، كجزء من ترسانة الأسلحة التي قدمها الغرب، ويقول مراقبون إنها أضرت بإمكانيات الروس القيادية وفي توفير الإمدادات.

تأتي زيارة بيربوك في أعقاب زيارة مشابهة قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي تعهد بحزمة دعم عسكري لأوكرانيا بقيمة ثلاثة مليارات دولار تقريباً.

وقال بلينكن خلال اجتماع في بروكسل مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن تحرك روسيا لإرسال تعزيزات يكشف أن موسكو تدفع “ثمناً باهظاً” لمحاولاتها انتزاع ومن ثم إحكام قبضتها على الأراضي الأوكرانية.

أضرار في خاركيف ووضع محطة زبوريجيا “مقلق”

لكن ما زالت القوات الروسية تتسبب بأضرار بالغة عبر قصفها مدينة خاركيف ومنطقة دونباس الصناعية في الشرق.

وقال حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينغوبوف إن القصف الروسي، السبت، على حي خولودنوغيرسكي في المدينة أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين بجروح.

وفي وقت سابق، لفت زعيم منطقة دونيتسك التابعة لدونباس بافلو كيريلنكو إلى أن قصفاً روسيا أسفر عن سقوط قتيلين.

وتزداد المخاوف منذ أيام حيال تجدد القصف قرب محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا.

وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة بأن هجمات وقعت أخيراً قرب المحطة تمس بعمليات التشغيل الآمن للمنشأة.

وفي هذا السياق، أعلن الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدث مع زيلينسكي السبت وقال إن الوضع في المحطة “مقلق”.

وجاء في تغريدة أن الرئيس الأوكراني شدد خلال المكالمة على ضرورة انسحاب القوات العسكرية من الموقع.

subtitle: 
زيلينسكي يتخوّف من الشتاء وماكرون "قلق" من وضع محطة زابوريجيا النووية
publication date: 
الأحد, سبتمبر 11, 2022 – 00:45

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى