الجيش السوداني يتهم الدعم السريع باغتيال والي غرب دارفور


<p>السودانيون يفرون من البلاد وسط تواصل القصف ومخاوف مد أجل الحرب (أ ف ب)</p>
اتهم الجيش السوداني في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس قوات الدعم السريع بـ”اختطاف واغتيال” والي غرب دارفور خميس أبكر، وذلك بعيد ساعات من تحميله هذه القوات المسؤولية عن انتهاكات ارتكبت في الولاية خصوصاً بمدينة الجنينة.
وقالت القوات المسلحة السودانية في بيان إنها “تدين التصرف الغادر الذي نفذته الدعم السريع الأربعاء، باختطاف واغتيال والي ولاية غرب دارفور خميس عبدالله أبكر” على الرغم من أن “لا علاقة له بمجريات الصراع” الدائر منذ شهرين بين الطرفين.
وكان مصدران حكوميان ذكرا، الأربعاء، أن قوات الدعم السريع قتلت والي غرب دارفور السودانية خميس أبكر في الجنينة بعد اتهامه لهم ولجماعات مسلحة متحالفة معها بارتكاب أعمال عنف وصفها بأنها “إبادة جماعية”.
اتساع رقعة الصراع
وعلى صعيد ميداني، هز القتال عدة مدن غرب السودان الأربعاء في اتساع نطاق الصراع المستمر منذ نحو شهرين في البلاد بينما تجاوز عدد الأشخاص الذين فروا من منازلهم بسبب العنف مليوني شخص.
وتسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أزمة إنسانية بالعاصمة الخرطوم وكذلك في مدن رئيسة بمنطقتي كردفان ودارفور.
ويهدد اتساع رقعة القتال بإطالة أمد العنف واستقطاب جماعات مسلحة، لا سيما الجماعات ذات الانتماءات القبلية، وجهات فاعلة خارجية أيضا.
وقالت جماعة مسلحة كان يقودها حاكم ولاية غرب دارفور خميس أبكر إنه قتل الأربعاء، بعد ساعات من اتهامه لقوات الدعم السريع جماعات مسلحة متحالفة معها بارتكاب “إبادة جماعية”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم ترد تفاصيل عن وفاته. وقال مصدران حكوميان إن قوات الدعم السريع هي المسؤولة عن قتله.
وفي مقابلة مع قناة الحدث التلفزيونية في وقت سابق من أمس الأربعاء، قال أبكر “المواطنون اليوم يقتلون بطريقة عشوائية وبكميات كبيرة”، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل.
ولم ترد قوات الدعم السريع حتى الآن على طلب للتعليق.
1100 قتيل في دارفور
ويقول ناشطون إن 1100 شخص قتلوا منذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل نيسان في مدينة الجنينة بدارفور.
وقال الوالي إنه بينما كانت الهجمات تستهدف مناطق في الجنينة يعيش فيها أفراد من قبيلة المساليت في بادئ الأمر، فإن هذه الهجمات امتدت الآن إلى المدينة بأكملها.
وقال قبل وفاته “ما رأينا خروج قوات الشعب المسلحة من ثكناتهم على الأقل للدفاع عن المواطنين”.
ويشهد إقليم دارفور في السودان صراعا متقطعا منذ بداية القرن الحالي، وهو الصراع الذي أدى إلى نزوح الملايين ومقتل 300 ألف شخص في هجمات شنتها ميليشيات الجنجويد العربية. وولدت قوات الدعم السريع من رحم هذه الميليشيات، وأصبحت قوة حكومية قانونية في 2017.
بعد طائفي للعنف واتهامات متبادلة
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إن غوتيريش “قلق للغاية من تزايد البعد الطائفي للعنف، وكذلك من التقارير الخاصة بالعنف الجنسي”.
ويقول مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس إن مسؤولية القتال في غرب دارفور تقع على عاتق “الميليشيات وبعض المسلحين الذين يرتدون زي قوات الدعم السريع”.
ووصفت قوات الدعم السريع في بيان الأعمال القتالية في الجنينة بأنها صراع قبلي، واتهمت النظام السوادني السابق بتأجيج نار الصراع. وقالت إنها تبذل جهودا لإدخال المساعدات إلى المدينة.
وتعثرت الجهود الدبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة والسعودية مع انتهاك العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار. وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأمريكية أمس الثلاثاء إنهم يدرسون نهجا جديدا في الأيام المقبلة.
القتال عبر دارفور
في السياق تقول هيئة محامي دارفور، وهي جماعة محلية تراقب العنف، إن قصفاً مدفعياً أصاب منازل مدنيين في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن السودان، الأربعاء. وأضاف، أن عناصر قوات الدعم السريع اشتكت من عدم تلقي رواتبها.
وقال صلاح الأمين (39 سنة) “الهجوم يمكن أن يبدأ مرة أخرى في أي لحظة ولا نشعر بالأمان”.
وأضافت الهيئة أن مدينة زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، تحت الحصار. ويسود الهدوء نسبياً مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لكن مدينة كتم التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع تشهد موجة نزوح.
وقال سكان في مدينة الأبيض التابعة لولاية شمال كردفان وتقع بين الخرطوم ودارفور إن الجيش بدأ في شن ضربات جوية وقصف مدفعي على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع. وتسيطر هذه القوات على الطرق المتفرعة من المدينة واتفقت مع زعماء القبائل المحلية على تأمين المنطقة من العصابات المسلحة.
وقال سكان إن قوات الدعم السريع هاجمت إحدى تلك البلدات، وهي الرهد، الأربعاء.
وفي كادقلي التابعة لولاية جنوب كردفان، صدت قوات الجيش هجوما لقوات الدعم السريع على إحدى قواعده بينما حاصرت قوات موالية للزعيم المتمرد عبد العزيز الحلو المدينة.
وقالت مصادر في الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال التي يتزعمها الحلو إنها تعمل على حماية المدنيين من المليشيات المسلحة.
وداخل الخرطوم، تحدث سكان عن وقوع ضربات جوية ومدفعية في الأحياء الجنوبية والشرقية من المدينة الأربعاء.
وقالت الأمم المتحدة في وقت متأخر من الثلاثاء إن نحو 1.7 مليون شخص نزحوا داخلياً، بينما غادر البلاد أكثر من 500 ألف شخص.
وتخضع مدينة بورتسودان لسيطرة الجيش. وتطل المدينة على البحر الأحمر ويسودها الهدوء، وهي إحدى الوجهات التي يقصدها الهاربون من منازلهم.
وبدأت اختبارات المدارس الإعدادية في مدينة بورتسودان أمس الأربعاء وشرع الحجاج في المغادرة إلى مكة لأداء فريضة الحج إذ يحاول بعض السودانيين أن ينعموا بقدر من الحياة الطبيعية وسط صراع قلب حياتهم رأساً على عقب.
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن 958 شخصا قتلوا منذ بدء القتال في 15 أبريل (نيسان)، وهو الصراع الذي اندلع بسبب خلاف على خطة لدمج قوات الدعم السريع في الجيش. وأضافت اللجنة أن “مزيداً من الضحايا يجري حصرهم”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com