الحرب تدخل أسبوعها الرابع وواشنطن تحذر الصين من مساعدة موسكو في أوكرانيا


<p class="rteright">رفضت الصين إدانة التحرك الروسي في أوكرانيا (رويترز)</p>
مع تباطؤ وتيرة تقدم القوات الروسية على ما يبدو في المدن الأوكرانية، عبرت الولايات المتحدة الخميس عن قلقها من أن الصين قد تساعد موسكو بعتاد عسكري مع دخول الحرب أسبوعها الرابع.
وتجدد القصف الروسي على العاصمة كييف في الوقت الذي عملت فيه فرق الإنقاذ على انتشال ناجين من تحت أنقاض المباني المدمرة بفعل الهجمات الروسية في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة. والتقى مسؤولون من الجانبين مجدداً يوم الخميس لإجراء محادثات سلام لكنهم قالوا إن المواقف ما زالت متباعدة.
وعلى الرغم من التعثر في ساحة المعركة والعقوبات القاسية من قبل الغرب، لم يُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي مؤشرات على التراجع. وتقول حكومته إنها تعول على الصين لمساعدة روسيا في تحمل الضربات التي يتعرض لها اقتصادها.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة، التي أعلنت هذا الأسبوع تقديم 800 مليون دولار في صورة مساعدات عسكرية جديدة إلى كييف، تشعر بالقلق من أن بكين “تدرس مساعدة روسيا بشكل مباشر بعتاد عسكري في أوكرانيا“.
وأضاف بلينكن للصحافيين أن الرئيس جو بايدن سيوضح للرئيس الصيني شي جي بينغ في اتصال هاتفي يوم الجمعة أن بكين ستتحمل مسؤولية أي إجراءات تتخذها لدعم الهجوم الروسي، معلناً “نحن لن نتردد في تحميلها التكاليف”.
ورفضت الصين إدانة التحرك الروسي في أوكرانيا وتقول إنها تعترف بسيادة أوكرانيا لكنها تدرك أن روسيا لديها مخاوف أمنية مشروعة ينبغي العمل على معالجتها.
وفي حين تقول الولايات المتحدة إنها تريد تجنب مواجهة مباشرة مع روسيا، فإن تقديم الصين لمساعدة عسكرية لموسكو ستضع واشنطن وبكين، أكبر قوتين في العالم، على طرفي نقيض في أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
هوة بين الجانبين
استقرت وتيرة الحرب عند نمط فرض حصار على المدن، ويقول مسؤولون أوكرانيون إن الهجمات الروسية استهدفت مدارس ومستشفيات ومنشآت ثقافية. وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، إنه سجل سقوط 2032 ضحية في أوكرانيا، هم 780 قتيلاً و1252 مصاباً.
وتقول الأمم المتحدة إن 3.2 مليون مدني، أغلبهم من النساء والأطفال، فروا حتى الآن من أوكرانيا لدول الجوار. وقالت مسؤولة أوكرانية إنه تم إجلاء نحو 3810 عبر ممرات إنسانية يوم الخميس، وهو عدد أقل بكثير من اليوم السابق.
وجرت محادثات لليوم الرابع على التوالي بين مفاوضين أوكرانيين وروس عبر رابط فيديو لكن الكرملين قال إنها لم تسفر بعد عن التوصل لاتفاق.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين “وفدنا يبذل جهوداً جبارة ويظهر استعداداً أكبر من الجانب الآخر… وفدنا على استعداد للعمل على مدار الساعة لكننا للأسف لا نرى مثل هذا الالتزام من الجانب الأوكراني”.
وقال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك إن المفاوضات معقدة. وتابع قائلاً “مواقف الطرفين مختلفة. بالنسبة لنا القضايا المحورية لا يمكن المساس بها”.
وقالت أوكرانيا إنها مستعدة للتفاوض لإنهاء الحرب لكنها لن تستسلم أو تقبل الإنذارات الروسية. كما تتمسك كييف بمواقفها الأساسية المتعلقة بالاحتفاظ بالسيادة على المناطق التي احتلتها قوات روسية وقوات موالية لموسكو منذ 2014.
وتقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن روسيا شنت الحرب لإخضاع جارتها التي يصفها بوتين بأنها دولة مصطنعة اقتطعت من روسيا. وتقول موسكو إنها تنفذ “عملية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا.
واستشهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجدار برلين ومحرقة النازي (الهولوكوست) في خطاب عبر رابط فيديو أمام البرلمان الألماني في ما بدا أنها محاولة لتوبيخ سياسيين موالين لروسيا في ألمانيا وهي المشتري الرئيسي للطاقة من موسكو.
وقال زيلينسكي، وهو يهودي، مستشهداً بشعار كان يطلق على الهولوكوست “كل عام يقول السياسيون إن الأمر لن يتكرر أبداً… والآن نرى أن تلك الكلمات لا قيمة لها ببساطة. في أوروبا شعب يدمر ويحاولون تدمير كل ما هو عزيز علينا وما نعيش من أجله”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بحث عن ناجين
أخفقت روسيا حتى الآن في السيطرة على أي مدينة كبيرة وواجهت مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية التي تحمي مناطق سكنية تحت قصف يومي.
وبحث منقذون في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية عن ناجين تحت أنقاض مسرح قال المسؤولون إنه أصيب في غارة جوية يوم الأربعاء بينما كان المدنيون يحتمون فيه من القصف.
وتعاني ماريوبول أسوأ كارثة إنسانية من جراء الحرب إذ يختبئ مئات الآلاف من المدنيين في أقبية بدون طعام أو ماء أو كهرباء. ويقول المسؤولون بالمدينة إنه ليس بوسعهم تقدير عدد ضحايا قصف المسرح.
وقال مجلس المدينة في بيان “رغم القصف المستمر، استمر رفع الأنقاض قدر الإمكان أمس واليوم ويجري إنقاذ الناس. لم تتضح المعلومات بعد عن الضحايا”.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن مزاعم قصف روسيا للمسرح كاذبة وإن “القوات المسلحة الروسية لا تقصف البلدات ولا المدن”.
لا تصويت بمجلس الأمن على مشروع قرار بشأن مساعدة أوكرانيا
وفي الأمم المتحدة، قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن لن يصوت الجمعة على دعوة صاغتها روسيا لإتاحة وصول المساعدات وحماية المدنيين في أوكرانيا، إذ اتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة الدول الغربية بممارسة “ضغوط لم يسبق لها مثيل” ضد الإجراء.
وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس إنها تحققت من 43 هجوماً على منشآت الرعاية الصحية في أوكرانيا مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات، من بينهم عاملون في المجال الصحي.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس لمجلس الأمن “في أي صراع، تعتبر الهجمات على الرعاية الصحية انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني”، من دون أن يحدد الجهة المسؤولة عن تلك الهجمات.
بريطانيا ستنشر أحدث منظوماتها للدفاع الجوي في بولندا
أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس الخميس في وارسو أن بريطانيا ستنشر أحدث منظوماتها للدفاع الجوي الصاروخي المتوسط المدى في بولندا.
وبهذه الخطوة تخاطر بولندا المجاورة لأوكرانيا بأن تصبح هدفاً مستقبلياً للهجمات الروسية. وستساعد منظومة “سكاي سايبر” البريطانية بولندا في الدفاع عن مجالها الجوي ضد أي هجمات روسية.
وقال والاس بعد اجتماع مع نظيره البولندي ماريوس بلاشاك “تتضامن بريطانيا مع بولندا كحليف في حلف شمال الأطلسي وحليف قديم للغاية، خصوصاً أنها تتحمل الكثير من أعباء تبعات هذه الحرب”.
وأضاف أننا “سنقف إلى جانب بولندا ونحمي مجالها الجوي من أي عدوان روسي آخر”.
وبموجب اتفاق عسكري جديد مع بولندا، ستساعد بريطانيا وارسو في تطوير نفس منظومة الدفاع الصاروخي هذه. ولم تكشف بريطانيا عن موعد وفترة نشر منظومة “سكاي سايبر” على الأراضي البولندية.
وقال والاس إن منظومة “سكاي سايبر” قادرة “على إصابة كرة تنس تطير بسرعة الصوت”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com