وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة الصوم لهذا العام قال فيها: “قال الله في كتابه العزيز:« شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ صدق الله العلي العظيم”.
اضاف: “ونحن نغادر شهر شعبان وعلى موعد مع حلول شهر رمضان المبارك، أتوجه للأمة العربية والإسلامية بالتهنئة والتبريك سائلا المولى عز وجل أن يوفق الجميع للعمل لما فيه رضاه تعالى وان يحل في ربوعها الأمن والأمان والاستقرار والتعاون بين بلدانها لما فيه مصلحتها وكرامة وعزة شعوبها الابية وحل قضاياها البينية التي تشكل عائقاً أمام بلوغ طموحاتها المشروعة التي تؤهلها للمساهمة الفاعلة في الساحة الدولية وبناء نظام عالمي أكثر عدالةً تحكمه القيم الإنسانية والاخلاقية. ان العالم الذي يفتقد هذه القيم اليوم يقف على شفير الهاوية جراء افتقاره لهذه المعايير تتنازعه قوى الطغيان التي تعتمد القوة المادية فلسفة لوجودها وتعمل على التوسع والنفوذ للاستحواذ على منابع الثروة بالتسلط والعدوان من دون مراعاة للقوانين الدولية التي اقرتها المنظمات الحقوقية والانسانية والاممية، وساهمت هذه الدول في تشريعها واقرارها ضاربة بها عرض الحائط حين يتعارض تطبيقها مع مصالحها مستثنيةً نفسها من التزاماتها الدولية القانونية والاخلاقية، وكأن هذه القوانين وُجدت غطاء للتستر على أهدافها الحقيقية التي بقيت طي الكتمان”.
وتابع: “أيها الأخوة، لقد كانت بلادنا العربية والإسلامية اكبر ضحايا هذا النظام الدولي الظالم، وشاهدها الأكبر قضية الشعب الفلسطيني الذي طُرد من أرضه وُشتت في أقصى جهات الأرض لخلق كيان مشوه بديلِ لا ينتمي إلى طبيعة المنطقة العربية والإسلامية ومكوناتها التاريخية والحضارية ورسالتها الإنسانية وقيمها السماوية، الذي يعد شاهدا حيا على اكذوبة السعي لتحقيق الديمقراطية وقيمها في بلادنا والعمل من أجل التخلص من الانظمة الديكتاتورية التي تحكمها وإطلاق الحريات الفردية لشعوبها التي فضحها الواقع وكذبتها الممارسة والوقائع في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها من بلداننا العربية والإسلامية، حيث انشأت جيوش الارهابيين القتلة سفكة الدماء الذين عاثوا فساداً في الأرض وتخريباً للبنية التحتية وكادوا أن يأتوا على كل شيء لولا التصدي البطولي لهم من أبناء هذه البلاد وفضح المخططات الخبيثة التي رُسمت في غرف الدوائر الاستعمارية السوداء”.
وأكد ان “ما نعانيه وشعبنا في لبنان اليوم، ليس إلا احد هذه الشواهد البارزة على حجم التآمر للقوى الغربية الحليفة والداعمة للكيان العبري اللقيط التي هالها هذا التحدي الذي يشكله لبنان إلى جانب قوى الممانعة في المنطقة العربية والإسلامية، وفي مقدمها سوريا والجمهورية الاسلامية الايرانية وقوى المقاومة اللبنانية والشعب الفلسطيني الذي يبلي بلاء حسنا في مواجهة العدو الصهيوني وتسطيره اليوم مواجهات بطولية يقف العدو عاجزا امامها حائرا في كيفية التعامل معها، والتي لن تستطيع محاولات التطبيع التي تجري أن تحميه من غضب الشعوب العربية التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحيث فشلت محاولات التطبيع السابقة مع الشعب المصري والاردني. هذه المحاولات مع فشل التجارب السابقة ليست إلا تعبيرا عن الخوف الذي ينتاب العدو والمأزق الوجودي لهذا الكيان الهش. هذه القوى الممانعة استطاعت فضح هذا المشروع والتصدي له وابرزت أهمية الانتماء للقيم الحضارية لهذه المنطقة المتأصلة في أرضها وابنائها وتنتمي إليها تاريخا وفكرا وايمانا، و الذي يشكل شهر رمضان المبارك قاعدة تربوية وفرصةً عبادية اساسية تمدنا بالطاقة الروحية التي تعيننا على تخطي صعوبات الحياة وتيسر لنا القيام بالمهام التي اخذنا على انفسنا تحقيقها وانجازها في الحياة مصداقاً لقوله تعالى: ( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ)”.
وقال: “إن شهر رمضان شهر الخير والبركة والرحمة والتوبة، فلنستغله بعمل الخير والتراحم والعطاء وتفقد الارحام بالتزاور، ودعم الفقراء والمحتاجين بمد يد المساعدة لهم الذين تخلت الدولة عن تأمين العيش الكريم لهم ويفتقدون إلى أدنى مقوماته ولم يبق لهم سوى الله تعالى”، مؤكدا “ان التكافل والتضامن الاجتماعي أمر ضروري في كل الاحوال، وهو غاية من غايات شهر رمضان التي تحثنا على الاهتمام بالفقراء والارحام والايتام، كما ورد في خطبة الرسول الاعظم في استقبال شهر رمضان المبارك، التي نحث اخواننا المؤمنين على قراءتها وجعلها برنامجا لهم يستهدون بها، وبخاصة في هذه الظروف الصعبة حيث سقطت مؤسسات الدولة التي عفت نفسها عن القيام بمسؤولياتها و أصبح التكافل والتضامن الاجتماعي أكثر ضرورة لسد هذا الفراغ الكبير والخطير الذي لا يمكن من دون قيام المجتمع الاهلي افراداً وجمعيات بما يمكنها القيام به من تقديم المساعدات العينية والمالية للمحتاجين التي تؤمن لهم الأمور الضرورية ليستطيعوا الاستمرار والبقاء من الدواء ولقمة العيش والاستشفاء”.
اضاف: “كما المطلوب الحد من جشع تجار الحروب والازمات الذين يستغلون الفرص وخصوصا في المناسبات لزيادة اسعار المواد الغذائية كما يحصل كل عام عند حلول شهر رمضان،ان هؤلاء المجرمين حولوا بجشعهم هذا الشهر من شهر للرحمة إلى شهر للنقمة، وكذلك حال سائر القطاعات وخصوصا قطاع الاستشفاء. فالمطلوب في هذا الظرف الاستثنائي اقتصارها على التكلفة على الاقل حيث بات بات المواطنون عاجزين عن دفع فواتيرها، خصوصا مع تخلي الجهات الضامنة عن دفع ما يتوجب عليها تهربا او عجزا، فضلاً عن دفع الارباح حيث فاقم هذا القطاع الارباح الهائلة في المرحلة السابقة”.
The post الخطيب: ما نعانيه أحد الشواهد على حجم التآمر للقوى الغربية appeared first on LebanonFiles.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.lebanonfiles.com
حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…
استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…
اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…
نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…
أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…