أخبار عربية وإقليمية

الدفاع الروسية: أوكرانيا تبدأ عملية عسكرية واسعة النطاق


<p class="rteright">تأتي الهجمات على منطقة بيلغورود فيما تؤكد كييف أنها تستعد لهجوم مضاد (رويترز)</p>

قالت وزارة الدفاع الروسية في وقت مبكر اليوم الإثنين إن القوات الروسية أحبطت هجوماً كبيراً لكييف في منطقة دونيتسك بجنوب أوكرانيا.

وأضافت الوزارة في بيان أن أوكرانيا شنت هجومها الأحد‭ ‬باستخدام ست كتائب‭ ‬ميكانيكية وكتيبتي دبابات. 

والأحد، شهدت قرية روسية قرب الحدود الأوكرانية معارك بعد توغل جديد لقوات موالية لأوكرانيا، فيما واصلت موسكو حملتها من القصف الجوي.

وأعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية التي تعرضت لقصف أوكراني في الأيام الأخيرة، الأحد أن “معارك” تدور في قرية نوفايا تافوليانكا.

وقال الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف في رسالة عبر تلغرام “وصلت مجموعة مخربين. تدور الآن معارك في نوفايا تافوليانكا. آمل في أن يتم القضاء عليهم جميعاً”. وأضاف أن من وصفهم بمقاتلين روس موالين لأوكرانيا أسروا جنوداً وعرضوا تبادل أسرى.

وأورد غلادكوف الأحد “الأمر الوحيد الذي يمنعني من التفاوض معهم هو رجالنا الذين هم بين أيديهم. ربما قتلوا” في ما بدا أنه يشير إلى أنه لهذا السبب كان مستعداً للموافقة على التفاوض.

ووافق على مقابلة المقاتلين الروس الموالين لأوكرانيا، لكن هؤلاء أكدوا في رسائل نشرت على الإنترنت في نهاية اليوم أنه لم يأت لمقابلتهم، بعدما كان ذلك مقرراً في المنطقة الحدودية.

وأكدت إحدى هذه المجموعات المسماة “فيلق الحرية لروسيا” نقل الأسرى الذين تحتجزهم إلى السلطات الأوكرانية التي تنظم عمليات تبادل أسرى بانتظام مع القوات الروسية.

وهذه المرة الأولى التي يقر فيها مسؤول روسي بأسر مقاتلين روس على الأراضي الروسية، بعد أكثر من 15 شهراً من القتال على الأراضي الأوكرانية.

ويأتي هذا الإعلان مع تعرض القرى الحدودية لقصف أوكراني كثيف هذا الأسبوع، ما أجبر الآلاف على الفرار نحو بيلغورود، المدينة الرئيسية في المنطقة.

صد مجموعة “إرهابية”

وفي وقت لاحق الأحد، أعلن الجيش الروسي أنه صد مجموعة أوكرانية “إرهابية” حاولت عبور الحدود. وقال الجيش في بيان “في الرابع من يونيو (حزيران)، رصدت وحدات تغطي حدود المنطقة العسكرية الغربية (…) محاولة مجموعة تخريبية من الإرهابيين الأوكرانيين عبور النهر قرب قرية نوفايا تافوليانكا”، مضيفاً “ضُرب العدو بالمدفعية وتفرقت صفوفه وتراجع”.

ويأتي القتال حول نوفايا تافوليانكا عقب توغل لقوات موالية لأوكرانيا في منطقة بيلغورود الشهر الماضي، ما أجبر موسكو على استخدام مدفعيتها وقواتها الجوية على أراضيها.

وأعلنت مجموعات قومية روسية مناهضة للكرملين مسؤوليتها عن انتهاك الحدود. وكان غلادكوف طلب في وقت سابق من سكان منطقة شيبيكينو الحدودية إخلاء منازلهم بسبب نيران مدفعية.

وفي وقت سابق، أصدرت المجموعات القومية مقطع فيديو توجهوا فيه إلى الحاكم لم يتم التحقق من صحته، يظهر ثلاثة “سجناء” يصفهم خاطفوهم بأنهم “مجرد جنود أرسلهم زعماؤكم إلى هذه الحرب”. ويبدو أحدهم مصاباً وعلى سرير مستشفى.

ولم تعلن أوكرانيا بتاتاً مسؤوليتها عن الهجمات على الأراضي الروسية، لكن مستشار الرئيس ميخايلو بودولياك قال الأحد إن الوضع في المناطق الحدودية “يجب أن يُعتبر مستقبل روسيا”.

وفي إشارة إلى اشتداد القتال في المنطقة، قالت السلطات الأوكرانية إن امرأتين قتلتا بنيران روسية في بلدة فوفتشانسك الحدودية الأحد. وقال مكتب المدعي العام في منطقة خاركيف “قصف الروس مدينة فوفتشانسك مجدداً” مضيفاً أن “ضربات العدو تسببت في مقتل سيدتين مدنيتين تبلغان 62 و74 عاماً”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتأتي الهجمات على منطقة بيلغورود فيما تؤكد كييف أنها تستعد لهجوم مضاد كبير ضد القوات الروسية، وقد أعلنت قبل أسابيع أنه وشيك. وفي مقطع فيديو نُشر الأحد، دعا الجيش الأوكراني الجنود إلى التزام الصمت وقال إنه لن يكون هناك إعلان عن بدء الهجوم الذي طال انتظاره.

مقتل 500 طفل منذ بدء الحرب

قرب مدينة دنيبرو الأوكرانية، على مسافة 300 كيلومتر جنوب غرب بيلغورود، انتشلت جثة طفلة تبلغ عامين من تحت أنقاض مبنى أصابه قصف روسي على منطقة سكنية.

وأوضحت السلطات أن والدة الفتاة التي عرف عنها باسم يليزافيتا بريهودكا، لا تزال في العناية المركزة، فيما أفادت بأن 22 شخصاً أصيبوا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن خمسة أطفال أصيبوا في هذا القصف. وأضاف في خطابه اليومي أن ثلاثة أطفال أعمارهم ستة أعوام و11 و15 عاماً في “حالة خطيرة”.

وغرد زيلينسكي الأحد أن 500 طفل أوكراني لقوا حتفهم منذ بدء الحرب. وأضاف “كثر منهم كان من الممكن أن يصبحوا علماء وفنانين وأبطال رياضة ويساهموا في تاريخ أوكرانيا. لقد سقطوا ضحايا للصواريخ وكراهية العدو”.

الكرملين ينتقد تسليح كييف

وقال الكرملين الأحد إن إمداد فرنسا وألمانيا لكييف بصواريخ بعيدة المدى سيؤدي إلى جولة أخرى من “تصاعد التوتر” في الصراع الأوكراني. وأصبحت بريطانيا الشهر الماضي أول دولة تزود أوكرانيا بصواريخ كروز بعيدة المدى.

وطلبت أوكرانيا من ألمانيا صواريخ كروز من طراز “توروس” التي يبلغ مداها 500 كيلومتر كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده ستمنح أوكرانيا صواريخ ذات مدى يسمح لها بتنفيذ هجومها المضاد الذي طال انتظاره.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لمراسل قناة “روسيا-1” التلفزيونية “بدأنا بالفعل نشهد مناقشات حول تسليم صواريخ من فرنسا وألمانيا يصل مداها إلى 500 كيلومتر أو أكثر”. وأضاف “هذا سلاح مختلف تماماً… سيؤدي إلى جولة أخرى من تصاعد التوتر”.

وانتقدت روسيا مراراً الدول الغربية لتزويدها أوكرانيا بالأسلحة ونبهت إلى أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي صارت بالفعل أطرافاً مباشرة في الصراع.

وأوضحت موسكو أنها تعتبر مثل هذه الأسلحة التي يقدمها الغرب أهدافاً مشروعة فيما تسميه “عمليتها العسكرية الخاصة” في أوكرانيا والتي دخلت الآن شهرها السادس عشر.

وتقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى مزيد من الأسلحة، ومنها الصواريخ بعيدة المدى، للدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الروسية ولاستعادة السيطرة على أراضيها.

كما أكد بيسكوف أن روسيا ستواصل عملياتها في أوكرانيا حتى “يتم إنجاز المهمة… لا يوجد بديل”.

وتقول موسكو إنها اضطرت للقيام بعمليتها في أوكرانيا لحماية أمنها والتصدي لما تصفه بأنه عداء وعدوانية من الغرب الذي تقول إنه مصمم على تدمير روسيا. وتقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن روسيا تشن حرباً غير مبررة لتستولي على الأراضي في أوكرانيا.

الجيش الأوكراني يطالب بالتزام “الصمت”

طالب الجيش الأوكراني مجدداً الأحد بالتزام الصمت في ما يتعلق بتنفيذ هجوم مضاد طال انتظاره ضد القوات الروسية، وذلك في أحدث رسالة توجهها كييف بينما تستعد لشن الهجوم.

وتتزايد التكهنات إزاء ما يُتوقع أن يكون هجوماً واسعاً للقوات الأوكرانية لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها.

ودأب المسؤولون الأوكرانيون على مطالبة الشعب الأوكراني بعدم الحديث عن هذا الهجوم، قائلين إن ذلك يمكن أن “يساعد العدو”.

وشنت السلطات في الآونة الأخيرة حملة على المواطنين الذين ينشرون صوراً أو لقطات لمنظومات الدفاع الجوي وهي تُسقط صواريخ روسية.

وقالت وزارة الدفاع في مقطع مصور نشرته عبر حسابها على تلغرام “الخطط تحب الصمت. لن يكون هناك إعلان عن بداية (الهجوم)”.

وقدم حلفاء كييف الغربيون في الأشهر الأخيرة أسلحة ودروعا وذخيرة لتستخدمها أوكرانيا في الهجوم المضاد الذي قال خبراء عسكريون إنه قد يكون صعباً في ظل تمترس القوات الروسية.

وفي مقابلة نُشرت السبت، قال الرئيس الأوكراني إن كييف مستعدة للعملية لكنه رفض الإدلاء بأي توقعات.

وأضاف لـ “وول ستريت جورنال”: “بصراحة، يمكن أن يمضي الأمر في مسارات مختلفة ومتنوعة. لكننا سنقدم عليه ونحن مستعدون له”.

subtitle: 
موسكو تعلن صد مجموعة "تخريبية" حاولت التوغل والجيش الأوكراني يطالب بالتزام الصمت قبل الهجوم المضاد
publication date: 
الاثنين, يونيو 5, 2023 – 01:15

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى