الدولار يكشف خبث منظومة حاكمة.

من المعيب أن يهبط الدولار ما يقارب الخمسة آلاف ليرة، ولا يتحرك الشعب ليسأل اصلاً لماذا ارتفع؟ ومن رفعه؟ وكيف انخفض ومن خفضه؟.
من المعيب علينا جميعاً ان نكون بهذا
“الهبل”، وان تكون المسرحية بهذه السخافة، ومع ذلك تنطلي علينا الخدعة.
من المعيب أن نسمع عن عائلات ربما باعت ثلاجتها او غرفة نومها او حتى ارزاقها بأبخث الاثمان، لتأمين قوت يومها، بعد أن حرق الدولار معاشتها، وفجاءة ينخفض الدولار كأن شيئاً لم يكن.
شيء مخيف اللعب بأعصاب الناس والمقامرة بمستقبلها.
هناك أمور لا يتقبلها لا العقل ولا المنطق، أمور مرفوضة كلياً، يخجل أخطر وأبشع وأشنع مجرم بالعالم ان يرتكبها.
أمور لا تفعلها حتى المافيات الكبرى التي سمعنا وشاهدنا الافلام عنها.
لا أعلم أي قانون أو شريعة، ينتمي إليها معظم ساسة لبنان، كيف يفكرون، وماذا يريدون، ولماذا هذا الاستخفاف بأرواح الناس ووجعهم، يشهد الله أن الحجاج كان أرحم من هؤلاء…
يشهد الله ان هولاكو، كان أكثر إنسانية من هؤلاء.
يشهد الله، أن نيرون عندما أحرق روما كان أكثر برداً وسلاماً من هؤلاء.
الدنيا كلها تعرف وتعلم أن لبنان جائع عطشان يتنقل على قدمية ومحروم الماء والكهرباء والدواء، بالقرن الحادي والعشرين، وهؤلاء الساسة لم يسمعوا بوجع الشعب.
حقيقة الحق على الشعب، اصلاً هل يوجد شعب بلبنان ، الشعوب ليست اعداداً وهوية تحمل رقماً وشعاراً، الشعوب مواطنة وكرامة وعزة وانتماء..
وللتاريخ نتذكر جملة الأديب الراحل يوسف ادريس، التي قال فيها عن الشعب أنه يعاني، “فقر الفكر وفكر الفقر”.
بقلم ناجي امهز