janoub 24

وطنية – كتبت صحيفة quot;الشرق الأوسطquot;: في جو القلق الذي يعيشه اللبنانيون من انخراط بلدهم في الحرب الطاحنة الدائرة منذ أسبوعين بين إسرائيل وlaquo;حماسraquo; في قطاع غزة، يأتي إعلان تنظيمات مسلّحة، غير laquo;حزب اللهraquo;، إطلاقها صواريخ من جنوب لبنان باتجاه المستعمرات الإسرائيلية، ليضاعف قلق الناس ويزيد خوفهم من تفلُّت الأمور وانجرار لبنان إلى الحرب.

بعض تلك التنظيمات معروف، مثل laquo;حماسraquo; وlaquo;الجهاد الإسلاميraquo;، وبعضها جديد مثل laquo;قوات الفجرraquo; التابعة للجماعة الإسلامية، التي أعلنت مرتين إطلاق صواريخ نحو مواقع إسرائيلية.

لكن الجديد في الأمر أنها المرة الأولى التي يُعلن فيها تنفيذ تلك التنظيمات عمليات من جنوب لبنان. ويعتقد أن ذلك يحدث بغطاء وتشجيع من laquo;حزب اللهraquo;، الذي يسعى إلى حشد أكبر عدد من التنظيمات المسلّحة على جبهة الجنوب؛ بحثاً عن laquo;غطاء سُنّيraquo; لدوره في الحرب التي تتزايد احتمالات توسعها إلى لبنان.

الإعلان عن ولادة laquo;قوات الفجرraquo; طرح علامات استفهام عن توقيته وأبعاده، خصوصاً أن laquo;الجماعة الإسلاميةraquo; تتموضع سياسياً في الضفّة المناهضة لـlaquo;حزب اللهraquo;، من الجهة النظرية. لكن عملياً، يستحيل أن تلعب دوراً عسكرياً في الجنوب إلّا بموافقة الحزب وبغطاء منه.

واعتبر رئيس المكتب السياسي لـlaquo;الجماعة الإسلاميةraquo; (الفرع اللبناني لتنظيم laquo;الإخوان المسلمينraquo;)، علي أبو ياسين، أن laquo;إعلان قوات الفجر، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية، عمليتها في جنوب لبنان، لا يعني أننا في أي محور خارجي، ولن نكونraquo;. وقال إنّ laquo;ما جرى الإعلان عنه هو أمر طبيعي، فقوات الفجر كانت، ولا تزال ولم يتوقف عملها الجهادي والإعداديraquo;. وأكد أن laquo;قوات الفجر ستبذل كل ما تستطيع للقيام بواجبها تجاه أهلها وأرضها ووطنها ولأهل غزةraquo;.

laquo;شريك في القرارraquo;

تعتبر laquo;الجماعة الإسلاميةraquo; في لبنان أنها laquo;ليست طارئة على المقاومة، بل كانت في طليعة القوى التي واجهت إسرائيلraquo; قبل خمسة عقود. وأكد قيادي في الجماعة لـlaquo;الشرق الأوسطraquo;، أن laquo;قوات الفجر هي عبارة عن جناح عسكري للجماعة الإسلامية تأسس في عام 1975، وشارك في المواجهة ضدّ الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982، وسقط له أول ثلاثة شهداء في مدينة صيداraquo;.

وعلّق القيادي على العملية التي تبنتّها هذه القوات في الساعات الماضية، فأوضح laquo;أن المقاومة ليست حِكراً على فريق معيّن، والجناح العسكري للجماعة يخطط لعملياته، دون التنسيق مع القيادة السياسية، لكن حكماً، ثمة مرجع سياسي قد يكون على مستوى الأمين العام (لـlaquo;حزب اللهraquo;) أو من ينتدبه الأخير شريكاً في هذا القرارraquo;.

انضمام فصائل مسلّحة إلى قائمة التنظيمات المنضوية في محور المقاومة، لا يشكّل مكسباً عسكرياً لـlaquo;حزب اللهraquo; بقدر ما هو محاولة لتوفير غطاء شعبي يسعى لنَيله، خصوصاً في البيئة السنيّة التي تنتمي إليها هذه الفصائل طائفياً.

laquo;توريط لبنان في الحربraquo;

ولا يستغرب مدير laquo;المركز الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال أفريقياraquo;، نوفل ضوّ، الإعلان عن تشكيل فصيل laquo;قوات الفجرraquo;، خصوصاً أن laquo;الجماعة الإسلامية تعتبر نفسها توأماً لحركة حماسraquo;. لكنه أضاف لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; أن laquo;ثمّة خشية من أن يورطها (حزب الله) في العمليات العسكرية، حتى يحظى بتأييد من الطرف السنّي، ولا يتحمّل وحده تبِعات توريط لبنان في الحربraquo;.

ولا يستبعد ضوّ أن يكون laquo;انخراط مجموعة ما يسمّى (قوات الفجر) نوعاً من المزايدة والسباق: مَن المقاوم أكثر من الآخرraquo;. ويشير إلى أن laquo;لبنان يعيش وضعاً استثنائياً وحرجاً جداً ينذر بانفلات الأمور على حرب واسعة، بدليل استعجال الدول الغربية بإجلاء رعاياها من لبنان بأقصى سرعةraquo;.

ويشدد ضوّ على أن laquo;الإصرار على إبراز أدوار لتنظيمات مسلّحة لبنانية وفلسطينية، سواء التقليدية أم الجديدة منها، يدفع الدول إلى اتخاذ تدابير احترازية في لبنان؛ لأن هذه الدول لديها تجربة صعبة تتمثّل بخطف حركة (حماس) عدداً من رعاياها في إسرائيل، وهي تخشى أن يتكرر في لبنان، إذا اشتدت الأمور تأزماً، خصوصاً أن هذه الدول تتخذ مواقف علنية داعمة لإسرائيلraquo;.

وذكّر بأن laquo;بعض الدول التي شاركت في القوات المتعددة الجنسيات في لبنان، ببداية ثمانينات القرن الماضي، عانت من عمليات خطف لمواطنيها على الأراضي اللبنانية، وهي تخشى تكرار هذه التجربة الآنraquo;.

استيلاد هذه التنظيمات في الجنوب يشير إلى تنامي العمليات العسكرية ضدّ إسرائيل، ما يرفع منسوب الخطر من اندلاع حرب تخرج عن laquo;قواعد الاشتباكraquo; التقليدية المرسومة منذ انتهاء حرب يوليو (تموز) 2006. ورأى الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد خليل الحلو، أن laquo;العمليات العسكرية في جنوب لبنان بين (حزب الله) وإسرائيل تجري ضمن إيقاع مضبوط بدقّة، بحيث إن الحزب يطلق صواريخ لا يتعدّى مداها الـ3 كيلومترات، وتردّ إسرائيل بقصف ضمن نطاق جغرافي محددraquo;.

رفع مستوى الخطر

وقال العميد الحلو لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; إن laquo;ما يخشاه (حزب الله) أن تستغلّ إسرائيل الدعم الدولي لها، ووجود ثلث القوّات الأميركية في المنطقة، وتوجّه ضربات قاصمة لهraquo;. وتوقّف الحلو عند المخاوف التي عبر عنها الكلام الأخير لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي قال: laquo;لا شيء يضمن أن تتجه إسرائيل إلى لبنان لضرب (حزب الله)، إذا ما حققت تقدماً في غزّة، لذلك فمن المرجّح أن يلجأ الحزب إلى خطوات استباقيةraquo;. ويشدد الحلو على أن laquo;الهامش الرمادي بين إسرائيل و(حزب الله) قد يؤدي إلى نشوب حرب بأية لحظة، وهذا ما تخشاه الدول الغربية التي تطالب رعاياها بمغادرة لبنانraquo;.

لا يكاد يمرّ يوم إلّا وتعلن كتائب laquo;عز الدين القسامraquo; وlaquo;سرايا القدسraquo; سقوط قتلى لهم، خلال عمليات تسلل من جنوب لبنان إلى الداخل الإسرائيلي، وهذا يفتح الباب على تطورات أمنية وعسكرية واسعة، إذ حذّر العميد الحلو من laquo;إمكان استهداف إسرائيل مقرّات هذه الفصائل في العمق اللبناني، ما قد يؤدي إلى إشعال فتيل التفجيرraquo;، مستغرباً laquo;الإعلان عن تشكيل جناح عسكري للجماعة الإسلامية، وانضمامه إلى محور المقاومةraquo;. وقال: laquo;الجماعة الإسلامية لديها نفوذ سياسي وشعبي في منطقة شبعا، أما الحديث عن تشكيل (قوات الفجر) فهذه مسألة تحتاج إلى تدقيق، ولا شكّ أنها ترفع مستوى الخطرraquo;.

nbsp; nbsp;====

nbsp;

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.nna-leb.gov.lb