أخبار عربية وإقليمية

العلاقات الروسية الأميركية على وشك الانهيار

<p class="rteright">امرأة أوكرانية خلال&nbsp;تدريب&nbsp;على الرماية مع استمرار هجوم روسيا على بلادها (رويترز)</p>

في وقت تستمر فيه المعارك في أنحاء أوكرانيا، استدعت وزارة الخارجية الروسية، الاثنين 21 مارس (آذار)، السفير الأميركي جون سوليفان لإخباره بأن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين دفعت العلاقات بين البلدين إلى حافة الانهيار.

وقال بايدن الأسبوع الماضي إن بوتين “مجرم حرب” بسبب إرساله عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، “مثل هذه التصريحات من جانب الرئيس الأميركي، التي لا تليق برجل دولة بهذه المكانة العالية، تضع العلاقات بين روسيا وأميركا على حافة الانهيار”.

ووصف الكرملين، في وقت سابق، التصريحات بأنها “إهانات شخصية” لبوتين.

وقالت الوزارة لسوليفان إن التصرفات العدائية ضد روسيا ستلقى “رداً حاسماً وحازماً”.

وأرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، في ما وصفته بعملية خاصة لتدمير القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية، والقضاء على من تصفهم بالقوميين الخطيرين.

زيلينسكي يرفض الإنذار الروسي ويتحدث عن استفتاء

وفي اليوم السادس والعشرين من الهجوم الروسي على أوكرانيا، تواصلت عمليات القصف على عدد كبير من المدن منها كييف وخاركيف وماريوبول وأوديسا وميكولايف.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الاثنين، خلال مقابلة مع وسيلة إعلامية أوكرانية عامة إن أي “تسوية” في إطار المفاوضات مع روسيا لوضع حد للنزاع ستعرض على استفتاء شعبي في أوكرانيا.

وأعلن، في مقابلة مع وسيلة إعلام رسمية محلية، أن بلاده “لا تقبل بأي إنذار روسي”، مضيفاً أن مدناً مثل كييف وماريوبول وخاركيف لن تقبل الغزو الروسي.

وأضاف أن “أوكرانيا لا تقبل بأي إنذار روسي. يجب أن يدمرونا أولاً، عندئذ ستنفذ إنذاراتهم”.

بايدن يتحرك لتعزيز وحدة الغربيين

وبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن أسبوعاً مكثفاً من النشاط الدبلوماسي يقوده الأربعاء في جولة أوروبية تهدف إلى الحفاظ على وحدة الغربيين في مواجهة روسيا منذ غزوها أوكرانيا وجس مواقفهم بشأن الصين.

وسيعقد بايدن ونظراؤه من أوروبا وقادة دول حليفة قمة استثنائية لحلف شمال الأطلسي واجتماعاً لمجموعة السبع، إضافة إلى قمة للاتحاد الأوروبي دعي إليها الرئيس الأميركي.

ومن المقرر أن يسافر بايدن يومي الجمعة والسبت إلى بولندا التي تشهد تدفق مئات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين. وقد هجر عشرة ملايين أوكراني، أي أكثر من ربع سكان البلاد، ديارهم حتى الآن.

ولا ينص حالياً جدول أعماله سوى على اجتماع مع نظيره البولندي أندريه دودا، ما يثير تكهنات في شأن إمكان وجود التزامات أخرى للرئيس الأميركي، علماً أن البيت الأبيض سبق أن استبعد فرضية أن يزور بايدن الأراضي الأوكرانية.

الاتحاد الأوروبي سيؤسس قوة رد سريع

وسط ذلك، اتفق وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي، الاثنين، على استراتيجية أمنية تهدف إلى تعزيز الحضور العسكري للتكتل مع عودة الحرب إلى أوروبا، تتضمن إنشاء قوة للرد السريع يصل قوامها إلى خمسة آلاف جندي يمكن نشرهم بسرعة في حالة الأزمات.

وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “التهديدات تتزايد وتكلفة الجمود واضحة”، واصفاً الوثيقة التي ترسم معالم الطموحات الأوروبية في الدفاع والأمن بحلول عام 2030 بأنها “مبادئ إرشادية للعمل”.

وكان العمل قد بدأ لوضع الاستراتيجية في عام 2020 قبل تفشي الجائحة والانسحاب الفوضوي من أفغانستان واندلاع حرب أوكرانيا. وبعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، شدد الاتحاد الأوروبي لهجته تجاه موسكو.

وقال بوريل، في بيان، “الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى أن يكون قادراً على حماية مواطنيه والمساهمة في السلم والأمن الدوليين”. وأضاف “هذا أمر مهم للغاية في وقت تعود فيه الحرب إلى أوروبا بعد العدوان الروسي غير المبرر على أوكرانيا، بالإضافة إلى التحولات السياسية الكبرى”.

في الوقت نفسه، أوضح الاتحاد الأوروبي أنه يرى جهوده مكملة لعمليات حلف شمال الأطلسي ولا تهدف إلى التنافس مع التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة باعتباره ركيزة الدفاع الغربي.

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت في بروكسل إن بلادها مستعدة لتوفير النواة الأساسية لقوة الرد السريع بحلول عام 2025، وهو العام الذي من المفترض أن تصبح فيه القوة جاهزة للعمل.

وستحل القوة محل المجموعات القتالية القائمة التي أسسها التكتل عام 2007 لكنها لم توضع موضع الاستخدام قط. واكتسبت خطط الإصلاح الدفاعي زخماً ملحوظاً بعد أن واجهت الدول الأوروبية متاعب جمة في إدارة الانسحاب الفوضوي من كابول في أغسطس (آب).

ومن المتوقع أن يقر زعماء الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية الأمنية، التي يشار إليها بالبوصلة الاستراتيجية، في قمة تعقد يومي الخميس والجمعة في بروكسل.

كييف تدعو بكين إلى لعب “دور مهم”

في الأثناء، دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الصين إلى “لعب دور مهم” لإيجاد حل للنزاع بين بلاده وروسيا.

وكتب الوزير على “تويتر”، الاثنين، “منذ عقود، ترتكز العلاقات الأوكرانية الصينية على الاحترام المتبادل والتفاهم. نتشارك موقف بكين بشأن ضرورة إيجاد حل سياسي للحرب على أوكرانيا، وندعو الصين كقوة دولية إلى لعب دور مهم في هذه الجهود”.

وسبق أن دعا المسؤول الأوكراني الذي يقود المفاوضات مع روسيا ميخايلو بودولياك الصين الأسبوع الماضي إلى اتخاذ موقف و”إدانة الهمجية الروسية”.

حول كييف

وصل النزاع في أوكرانيا إلى العاصمة كييف حيث استهدف قصف روسي مركزاً تجارياً، ما أسفر عن ثمانية قتلى في الأقل، في حين وصف الاتحاد الأوروبي، الاثنين، عمليات تدمير مدينة ماريوبول المحاصرة بأنها “جريمة حرب كبرى”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في اليوم السادس والعشرين من الهجوم الروسي على أوكرانيا، تواصلت عمليات القصف على عدد كبير من المدن منها كييف وخاركيف وماريوبول وأوديسا وميكولايف.

وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو حظر تجول في العاصمة من الساعة 20.00 (18.00 ت غ) وحتى الساعة 07.00 (05.00 ت غ) من يوم الأربعاء. ودعا السكان إلى وضع كمامات وعدم فتح النوافذ بسبب تلوث الهواء الناجم عن الحرائق التي تندلع إثر عمليات القصف.

وأشار معهد الدراسات الأميركي  Institute for the study of warإلى أن الروس “لم يحققوا تقدماً كبيراً” الأحد، لكنهم “يحضرون لنشر مزيد” من المدفعية حول العاصمة.

وبحسب وزارة الدفاع البريطانية، فإن الجيش الروسي الذي يحاول تطويق كييف، “توقف” في شمال شرقي المدينة وجرى “صده من جانب مقاومة أوكرانية شرسة” في الشمال الغربي.

واستنكر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، الاثنين، عمليات التدمير التي ارتكبها الجيش الروسي بشكل عشوائي في مدينة ماريوبول ووصفها بأنها “جريمة حرب كبرى”.

وزير الدفاع الأوكراني: تصرفات روسيا إرهاب دولة

وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الاثنين، إن روسيا تمارس إرهاب الدولة في أوكرانيا وستهاجم دولاً أخرى.

وقال ريزنيكوف، الذي كان يتحدث إلى جانب وزير الدفاع البريطاني بن والاس خلال زيارة إلى لندن، إن 150 طفلاً أوكرانياً لقوا مصرعهم منذ بداية الهجوم الروسي، وتم تدمير 400 مدرسة وروضة أطفال وأكثر من 110 مستشفيات.

وأضاف ريزنيكوف “هذا إرهاب دولة. لذلك لا بد من إيقاف الكرملين، لأنه سيذهب إلى ما هو أبعد من ذلك. سيهاجم دولاً أخرى”. ولم يذكر ريزنيكوف أي دليل لدعم تأكيداته.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين.

تحذير من مجاعة

وفيما أعلنت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 6.5 مليون شخص شردوا داخل أوكرانيا في نتيجة مباشرة للحرب، مستشهدة بتقصٍّ للأمر أجرته في الفترة من التاسع إلى 16 مارس (آذار)، تهدد الحرب في أوكرانيا بالتسبب في مجاعة في أجزاء من العالم بسبب مكانة البلدين كمصدرين رئيسين للمنتجات الزراعية، على ما حذر وزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل الاثنين.

ويعمل الاتحاد الأوروبي على وضع خطة لزيادة مساحة أراضي الكتلة التي يمكن تخصيصها للإنتاج الزراعي وتخفيف قيود استيراد الأعلاف الحيوانية والبحث في تقديم المزيد من المساعدات المباشرة لمزارعي الاتحاد الأوروبي، على ما أفاد وزراء الزراعة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أثناء توجهه إلى اجتماع منفصل مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن الصراع “سيجلب قريباً خطر المجاعة”، ما يؤثر في الأمن الغذائي ليس في أوروبا فحسب بل في أنحاء العالم.

subtitle: 
كييف تدعو بكين إلى لعب "دور مهم" وبايدن يتحرك لتعزيز وحدة الغربيين
publication date: 
الاثنين, مارس 21, 2022 – 23:30

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى