القصة الكاملة لأحداث ضحايا مصانع بنغلاديش

القصة الكاملة لأحدا
ث ضحايا مصانع بنغلاديش..
اعتقلت شرطة بنغلاديش 8 أشخاص السبت، بتهمة القتل لصلتهم بحريق في مصنع، أسفر عن مقتل 52 شخصاً على الأقل، حوصر العديد منهم في الداخل بسبب باب مغلق بشكل غير قانوني، حسبما أفاد مسؤول.
اندلع الحريق مساء الخميس في مصنع هاشم المحدود للأغذية المكون من 5 طوابق في روبغانج، خارج العاصمة دكا مباشرة، ما أدى إلى تصاعد سحب ضخمة من الدخان الأسود في السماء.
وعثرت الشرطة على أكوام من الجثث بعد ظهر الجمعة بعد إخماد الحريق، وقال جيدول علم، مسؤول الشرطة في منطقة نارايانجانج، للأسوشيتدبرس عبر الهاتف: «لقد اعتقلناهم بتهمة القتل، وهم محتجزون لدينا الآن».
أفاد وزير الداخلية البنغلاديشي، أسدزمان خان، بأن من بين المعتقلين رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة ساجيب التي تمتلك المصنع، ولم يدلِ الوزير بمزيد من التفاصيل، لكنه قال إن المسؤولين سيعاقبون.
لدى بنغلاديش تاريخ مأساوي من الكوارث الصناعية، بما في ذلك المصانع التي اشتعلت فيها النيران مع العمال المحبوسين في الداخل، في حالات مماثلة، واجه الملاك تهم القتل العمد لإهمالهم.
باب مقفل
يقول مسؤولون إن المخرج الرئيسي للمصنع الذي اشتعلت فيه النيران الخميس كان مقفلاً من الداخل، وأن العديد ممن لقوا حتفهم كانوا محاصرين.
إحداهن كانت «ريما أكتر» البالغة من العمر 23 عاماً، والتي أجرت مكالمات يائسة مع عائلتها عندما بدأ الحريق يلتهم المصنع.
اليوم السبت، كافحت والدتها وأفراد أسرتها الآخرون للتعرف على رفاتها في المشرحة في مستشفى كلية الطب في دكا.
قال صهرها عرفات الرحمن «فحصنا 36 كيساً للجثث، لكن من الصعب جداً التعرف عليها».
بكت والدتها، بينما حاول المسؤولون طمأنة العديد من العائلات المنتظرة خارج المستشفى بأن الجثث ستُعاد بمجرد إجراء اختبارات الحمض النووي، حيث عانى معظمهم حروقاً شديدة.
جمع خبراء الطب الشرعي عينات الحمض النووي من أفراد عائلات الضحايا، وبحلول وقت متأخر من بعد ظهر يوم السبت، تم جمع عينات من 33 من القتلى، حسبما قال مسؤولون في المستشفى.
قال ديباشيش باردهان، نائب مدير الإطفاء والدفاع المدني، إن مخارج الطوارئ كانت مغلقة عندما اندلع الحريق، ما أدى إلى محاصرة العمال. وفقاً لقوانين المصانع في بنغلاديش، لا يمكن للمصنع أن يغلق باب الخروج عندما يكون العمال بالداخل خلال ساعات الإنتاج.
الفساد والتراخي
المصنع هو شركة تابعة لمجموعة ساجيب، وهي شركة بنغلاديشية تنتج العصير تحت شركة شيزان الدولية الباكستانية ومقرها لاهور، وفقاً لموقع المجموعة على الإنترنت.
تصدر الشركة منتجاتها إلى عدد من البلدان، بما في ذلك أستراليا والولايات المتحدة وماليزيا وسنغافورة والهند وبوتان ونيبال ودول في الشرق الأوسط وأفريقيا.
بالرغم من النمو الاقتصادي السريع للدولة الواقعة في جنوب آسيا، فإن الفساد والتراخي في إنفاذ القانون أدى إلى العديد من الوفيات على مر السنين.
تعرضت العلامات التجارية العالمية الكبرى، التي توظف عشرات الآلاف من العمال ذوي الأجور المنخفضة في بنغلاديش، لضغوط شديدة لتحسين ظروف المصانع.
في عام 2012، توفي نحو 117 عاملاً عندما حوصروا خلف مخارج مقفلة في مصنع للملابس في دكا.
أسوأ كارثة
بعد عام واحد فقط، شهدت البلاد أسوأ كارثة صناعية عندما انهار مصنع للملابس، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1100 شخص.
أثارت المأساة قواعد أمان أكثر صرامة لصناعة الملابس، لكن العديد من القطاعات الأخرى فشلت في الحفاظ على معايير السلامة واستمرت الكوارث.
في فبراير 2019، اندلع حريق في منطقة عمرها 400 عام مكتظة بالشقق والمتاجر والمخازن في الجزء الأقدم من دكا، ما أسفر عن مقتل 67 شخصاً على الأقل.