janoub 24

بعد إتجاهه نحو الوسطية في السياسة، صرّح رئيس الحزب ” التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بأنه لا يريد العداء مع أي فريق سياسي لبناني، لانه ليس مع محور ضد آخر، وبالتالي ليس في نيته فتح جبهة ضد اي طرف، لذا رفض بناءً على طلب خارجي عربي تشكيل جبهة اسلامية – مسيحية ضد حزب الله وايران، مفضّلاً تغليب لغة الحوار لانها الافضل والارقى، وتوصل دائماً الى حلول كما ردّد مراراً، لذا تناسى الكلمات الحماسية التي كانت تؤثر على فريقه منذ عقود ، كالانعزالية والامبريالية، التي رافقت تصريحاته خلال الحرب، لكن ومنذ اشهر حطّ زعيم المختارة في مكان آخر هو الوجهة الخليجية، على أثر الازمة التي ظهرت قبل اشهر مع السعودية، وتبعتها بذلك دول الخليج، ففتح النار السياسي على حزب الله وايران، ليتفاجأ الجميع بما يحصل، لانه لطالما وقف على مسافة من الحزب، وإن في بعض الاحيان كان يطلق السهام في إتجاهه، لكن بطريقة خفية غير ظاهرة، لانه يريد حفظ خط الرجعة مع حارة حريك، فإلتزم بما يشبه الصمت في مطلع الازمة الخليجية مع لبنان، مفضّلاً إختيار الحياد والترّقب، لان الازمة كبيرة وسبل حلّها تصعب يوماً بعد يوم، ولربما ومن هذا المنطلق اراد جنبلاط التذكير بخطورة ما يحصل، لكن كان عليه القيام بالوساطة والتروّي والهدوء، وليس المساهمة في إستفحال الازمة، لانّ الروايات بدأت تنتشر بأنّ الرياض طلبت منه القيام بهذه الخطوة النارية، والانضمام الى الخط المقرّب من السعودية، وإعلان المواقف الداعمة لها في العلن، والرافضة لأي خلاف معها.

فكانت حماسة جنبلاط طاغية من خلال ما قاله ” بأنّ حزب الله خرب بيوت اللبنانيين في الخليج، والتي ازعجت الحزب كثيراً، إضافة الى ردّه على كلام نائب الامين العام للحزب نعيم قاسم، الذي وصف جنبلاط كلامه بغير المسؤول والمدمّر، لكن حزب الله فضّل إلتزام الصمت حيال تصريح جنبلاط، لانه يعرف بأنّ الزعيم الاشتراكي سيعود ويستدير في إتجاهه بعد ايام قليلة”، فيما إستمر بتوجيه التغريدات التي تحوي” اللطشات” ضد حارة حريك، لربما ليشدّ العصب مع إقتراب الانتخابات النيابية.

الى ذلك نفت مصادر الحزب ” الاشتراكي”، بأنّ تكون السعودية قد أملت على زعيم المختارة ما يجب ان يقوله كما يشيّع البعض، لانه إنطلق قبل اشهر من المخاوف والهواجس التي قد تلاحق المغتربين في دول الخليج، ولذا اعلن موقفه بهذه الصراحة لانه لا يريد ان يدفع المغتربون الثمن الباهظ.

في غضون ذلك، غاب عن ذهن جنبلاط وجود بعض الدوائر التي يمون عليها حزب الله انتخابياً ، حيث يتواجد له موالون ومناصرون كثر، ومنها البقاع الغربي- راشيا، وبيروت الثانية، إضافة الى ترشيح شخصيات سياسية مؤيدة للحزب في الشوف.

وإنطلاقاً من هنا طلب جنبلاط من مناصريه تجيّير غالبية الأصوات لمصلحة المرشحين تيمور جنبلاط ومروان حمادة، خشية رسوب الأخير امام وئام وهاب، حليف النائب طلال إرسلان و”التيار الوطني الحر”. كما يترّقب جنبلاط ما ستؤول اليه نتائج المفاوضات التي يجريها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في الاطار الانتخابي والتشكيلة التي سيدعمها، لانه ما زال ينتظر حليفاً سنيّاً قوياً يساعده في تأمين الحاصل لبعض مرشحيه الدروز، خصوصاً في دوائر الشوف وبيروت الثانية والبقاع الغربي، حيث يترشح النائب وائل ابو فاعور، في ظل ما يحكى ويتردّد بأنّ حزب الله يعمل على إسقاط ابو فاعور، رداً على مواقف جنبلاط الهجومية ضده.

وعلى خط اخر، ثمة مصادر سياسية معارضة تستذكر الطرح الذي برز قبل اشهر، وهو تشكيل جبهة معارضة ثلاثية تضّم “القوات اللبنانية” وتيار “المستقبل” والحزب “التقدمي الاشتراكي” كي تتصدّى كجبهة لمحور الممانعة خصوصاً خلال الانتخابات النيابية وتتحالف، لانّ المرحلة تتطلّب ذلك، لكن على ارض الواقع السياسي لا كيمياء بين الثلاثة، خصوصاً بين “القوات” و”المستقبل”، فالاهداف مغايرة بين الجميع، والرؤية السياسية مختلفة، كذلك الاولويات، فيما النتيجة اتت لاحقاً ايجابية بعض الشيء، بعد تحالف “القوات” و”الاشتراكي”، وختمت المصادر بضرورة بقاء هذا التحالف وليس الانفصال السياسي بعد 15 ايار المقبل، على غرار ما سيفعله بعض الاطراف.

صونيا رزق- الديار

The post الوضع الانتخابي يحتاج الى جمع الثلاثي القوات – الإشتراكي- المستقبل.. ولكن! appeared first on LebanonFiles.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.lebanonfiles.com