كتب المستشار السياسي لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل انطوان قسطنطين:
باطل هو اتهام رئيس التيار الوطني الحر بالتواطوء مع أي كان لعزل المقاومة، هي التي تمّ اشراكها بفرض معادلة مستحيلة على المسيحيّين وعلى قسم كبير من اللبنانيّين: “فرنجية رئيسًا او لا رئيس”، هذا في وقت لا يزال فيه التيار الوطني الحر مقتنعاً بضرورة ان يكون الاستحقاق الرئاسي مناسبة لمصالحة كبرى بين اللبنانيّين الذين انقسموا على خلفية الصراع الاقليمي الكبير، ومن المنطقي ان يتصالحوا في ما بينهم بعد المصالحة الكبرى في الاقليم. كما ان التيّار مقتنع بأن عملية انتاج رئيس للجمهورية في ظلّ دستور الطائف، لا يمكن اتمامها الاّ بالحوار والاتفاق بين الاغلبيّة الساحقة للمكونات الطائفيّة والسياسية لمجلس النواب، على قاعدة ان لا غالب ولا مغلوب في الشؤون الميثاقية، وهذا ما يفسّر الزامية نصاب الثلثين بشكل دائم، وهذا هو توجُّه بكركي أيضاً.
من تراه يصدّق تهمة ان التيار يعمل على عزل المقاومة أو انّ أحدًا يستطيع ذلك ؟ هل تريدون ان نذكّر بما حصل من عزل للتيار عام ٢٠٠٥ وتطويقه بتحالف رباعي وقد تناسيناه وتجاوزناه في تفاهم مار مخايل ؟
لكن في المقابل، ليس من حقّ الثنائي السياسي في الطائفة الشيعية الكريمة ولا نصدّق انه يريد أن يفرض خياره على جميع اللبنانيّين ولا ان يكسر ارادة الغالبيّة الساحقة للمسيحيّين باجبارهم على القبول بمرشح لا يتناسب مع المرحلة ولا يُمكن فصله عن زمن القهر والإحباط والفساد حتى لو كان في هذا ظلم له. هل سأل الثنائي شباب لبنان اليائس عن رأيهم بهذا المرشح وبرنامجه؟
هل يعلم انه بمجرّد انتخابه ستزداد صفوف الشباب امام أبواب السفارات طلبًا للهجرة؟
هل يجوز للثنائية السياسية ان تحلل لنفسها اتخاذ خيار بشأن الرئاسة وتحرّم ذلك على الآخرين ؟ وماذا عن الوعد بحصر الخلاف معنا بالرئاسة؟ هل صار الخلاف الآن حول الخيار الرئاسي سببًا للتخوين؟
أليس الخائن في السياسة من يخون ارادة الذين انتخبوه ؟
لا يريد التيّار ولا يقبل بعزل اي مكوّن، لكن من حقّه ان يرفض ويقاوم كل قرار يهدف الى كسر ارادة من يمثلهم او يتسبب بمضاعفة احباطهم ويمنعهم من الحلم ببناء دولة تحفظ وجودهم وتضمن مستقبلهم.
من حقنا في التيار الوطني الحر ان نرفض خيارًا نعتبره قاتلاً لطموحات الناس، مانعًا للإصلاح، ومهجّراً للطاقات البشريّة. وهل تجوز المقارنة بين الاصرار على انتخاب ميشال عون رئيس اكبر تكتل نيابي و الاصرار على سليمان فرنجيه الذي تم تركيب كتلة من اربعة نواب لصالحه؟
من حقّنا ان نرفض ما لا يقنعنا، من دون ان يتم تخويننا، فلا تبنى الأوطان لا بالتخوين ولا بالتهديد ولا بتزوير الحقائق ، وتشويه الوقائع في بعض الإعلام . ولا يكون الحرص على المقاومة بتوجيه تهمة زور للذين احتضنوها عن اقتناع ولا بأن يتم وصفهم بالمجانين ، الاّ اذا كان الاحتضان ضربًا من الجنون.
احتضان المقاومة وجمهورها قمنا به، على مدى السنوات وفي اصعب ظروفها، عن اقتناع وطني راسخ ولانزال .لن نقبل من أحد لا التهديد و لا “تربيح الجميلة” بما انتجه تفاهم مار مخايل ، فالواجب الوطني والأخلاقي يفرض ان نحمي بعضنا بعضًا من العَزل والاضطهاد بكل وجوهه، وهذا مبدأ ثابت لدينا.
باطلٌ تشبيه موقف جبران باسيل اليوم بموقف وليد جنبلاط في ٥ أيار ٢٠٠٨ وان تتم مقارنة الموقف من انتخاب رئيس الجمهورية بما فعله وليد جنبلاط في ٥ ايار وندم عليه بعد أحداث ٧ ايّار المشؤومة. يومها وقفنا الى جانب المقاومة وأمنها مثلما وقفنا في خلال عدوان ٢٠٠٦ وبعده وهذا واجبنا، فهل من يلتفت اليوم الى قلق المسيحيّين على وجودهم؟
وهل من يطمئن الاجيال الشابة من مسيحيّين ومسلمين على مستقبلهم ومصيرهم ؟
ألم تدركوا بعد اننا صادقون في العمل على جمع اللبنانيين لا على تفريقهم؟
نحن لم نكُن لنطرح هذه الأسئلة في العلن لو جرى الاستِماع للتيار منذ اشهر وتمَّت تلبية دعوته للحوار الجدّي والعميق حول الرئاسة اسماً وبرنامجًا ومقاربةً ولو لم نسمع دائمًا “تعالوا لنقنعكم بسليمان فرنجية”.
لم نكن لنصل الى هنا لولا التشبّث اللامنطقي بفرض الاستاذ سليمان فرنجية مرشحًا وحيدًا وبحجّة غير مقنعة مفادها انه الوحيد الذي يحمي ظهر المقاومة.
اليسَ في هذا الكلام إهانة للتيار الوطني الحُرّ وجمهوره ولجميع اللبنانيّين الذين احتضنوا المقاومة ودافعوا عنها؟
لقد تلقّى جبران باسيل العقوبات دفاعًا عن المقاومة ولم يتردد بالرغم من انَّهُم فرشوا له السجاد الأحمر لينقلب على المقاومة لكنه لم يفعل. لقد خسر التيار الكثير من شعبيّته وعلاقاته العربيّة والغربيّة بسبب مواقفه الحامية للمقاومة ولم يتراجع ولم يمنّن.
فأين أخطأ باسيل مع المقاومة ؟
هل يتم تجريمه اليوم لعدم قبوله بفرنجيه رئيساً؟
هل يُجلَد ويُصلَب لأنَّه يقف ضد تيئيس الشباب اللبناني ؟ أم لأنه ضدّ التجديد لثلث قرن من ممارسات المحسوبيّات والفساد الذي أوصل الى الانهيار الكبير ؟ أم لانه يريد للبنان أن يواكب المرحلة الآتية بمشروع وطني مَنيع ؟ ام لأنه يريد الاصلاح ويملك رؤية للبنان في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والتعليم والصحة والبيئة وسُلّم القيَم ؟
إنّ رفض التيار الوطني الحُرّ لرئاسة سليمان فرنجية ليس انتقاصًا من مَقامه ولا يغيّر من القناعة بضرورة حماية المقاومة التي لم ولن يكون التيار يومًا جزءًا من مؤامرة عليها. هذا الامر خارج حسابات باسيل أصلًا فلا هو، ولا التيار يحتاجون لفحص دم وطني، ولكننا في التيار لسنا مستعدِّين للمساومة مطلقًا على اولوية بناء الدولة ولا على مصالح الناس ومستقبل الوطن.
خلافنا حول انتخابات الرئاسة لا حول المقاومة، نعارض ولكننا نظل نمدّ اليد ونفتح الابواب لحوار ٍلبناني حرّ وصريح يعيد الجميع الى الانتظام بقواعد الشراكة الوطنيّة ،لنبني لشعبنا المستحق، دولة مدنيّة عصريّة، تحفظ له جميع عناصر قوته وتعيد له مكانته بين الأمم وتدخله عصر البناء والازدهار الذي تبشّر به المصالحات الحاصلة في هذا الشرق، فيعوّض اللبنانيون ما فاتهم ويصوغون لبلادهم دورًا جديدًا، يتكاملون فيه اقتصاديًا مع محيطهم شرقًا وغربًا.
هذا هو مشروع التيار الوطني الحر وهكذا يفكّر رئيسه وهو لا يرى ايّ إمكانية لتحقيق هذا المشروع اذا اصبح سليمان فرنجية رئيسًا للجمهوريّة مع احترامنا لشخصه، ولن نفقد الأمل بانتصار العقلانية وانتخاب رئيس اصلاحي وتشكيل حكومة انقاذية لينهض لبنان من كبوته.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :otv.com.lb
حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…
استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…
اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…
نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…
أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…