بايدن يحذر من صراع مع موسكو ويدعو الأميركيين لمغادرة أوكرانيا فورا


<p class="rteright">بايدن كرر أنه لن يرسل قوات إلى أوكرانيا لإجلاء الأميركيين (أ ف ب)</p>
دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس المواطنين الأميركيين إلى مغادرة أوكرانيا على الفور، محذراً من صراع كبير محتمل مع موسكو.
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة إن بي سي “على المواطنين الأميركيين المغادرة الآن”. وأضاف “نتعامل مع أحد أكبر الجيوش في العالم”، في إشارة إلى الجيش الروسي، مشدداً على أنه “وضع مختلف جداً، والأمور يمكن أن تصبح جنونية بسرعة”.
وكرر أنه لن يرسل قوات إلى الميدان في أوكرانيا، حتى لإجلاء الأميركيين في حال حصول غزو روسي للبلاد.
وقال إن الأمر سيكون بمثابة “حرب عالمية عندما يبدأ الأميركيون والروس بإطلاق النار على بعضهم. نحن في عالم يختلف كثيراً” عما كان عليه في السابق.
وصول قاذفات أميركية إلى المملكة المتحدة
في الأثناء، وصلت قاذفات أميركية استراتيجية من طراز بي-52 إلى المملكة المتحدة الخميس للمشاركة في مناورة “مخطط لها منذ فترة طويلة” مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي، حسبما أعلن سلاح الجو الأميركي في بيان.
ووصلت القاذفات التي لم يُحَدد عددها، من قاعدة مينوت الأميركية في داكوتا الشمالية، وهبطت في قاعدة فيرفورد الجوية البريطانية على بعد 150 كيلومتراً غرب لندن، وفق ما ذكرت قيادة القوات الجوية الأميركية في أوروبا ومقرها ألمانيا.
وقال البيان إن المناورة “المخطط لها منذ فترة طويلة” تهدف إلى “تحسين مستوى الاستعداد وقابلية التشغيل المشترك لمراقبة الحركة الجوية التي تنسق الضربات التي تُنفَذ دعما للقوات البرية”. وأشار سلاح الجو الأميركي إلى أن “تناوب القاذفات يعزز التزام الولايات المتحدة تجاه الحلفاء في الناتو (…) للحفاظ على أمننا الجماعي وسيادتنا”.
إلى ذلك، قالت البحرية الأميركية الخميس إن أربع مدمرات أميركية غادرت الولايات المتحدة الشهر الماضي، للمشاركة في تدريبات بحرية في منطقة الأسطول السادس التي تغطي البحر الأبيض المتوسط خصوصاً.
وأوضحت البحرية الأميركية في بيان أن “المدمرات (يو إس إس ذا سوليفان) و(يو إس إس غونزاليس) و(يو إس إس دونالد كوك) و(يو إس إس ميتشر) تبحر في مسرح العمليات الأوروبي”، لافتة إلى أن هذه المدمرات “ستشارك في سلسلة من الأنشطة البحرية مع الأسطول السادس وحلفائنا في الناتو”. ولفت البيان إلى أن “عمليات الانتشار هذه ستوفر مرونة إضافية لقيادة الأسطول السادس”.
اشتباك كلامي بين الولايات المتحدة والصين
ودعت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة الخميس، بكين إلى تشجيع روسيا “على فعل الشيء الصحيح” في ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، ما استدعى رد فعل حاداً من نظيرها الصيني الذي اتهم واشنطن بتأجيج التوتر.
وقالت السفيرة الأميركية ليندا توماس-غرينفيلد في مقابلة على شبكة “سي إن إن” الإخبارية “نأمل في أن يؤدي الصينيون دوراً في تشجيع الروس على فعل الشيء الصحيح”.
وقالت توماس-غرينفيلد “أعرب الصينيون عن اهتمام شديد في مجلس الأمن الدولي لحماية سلامة الحدود وسيادة الدول”. وأضافت “هذا بالضبط ما يفعله الروس (…) إنهم يهددون سلامة الحدود، لذا فإن إيصال الصين لهذه الرسالة سيكون أمراً في غاية الأهمية”.
وتحتل الصين والولايات المتحدة وروسيا ثلاثة مقاعد دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وسارع سفير الصين تشانغ جون، عبر تويتر، إلى الرد على تعليقات توماس-غرينفيلد، وكتب “رسالتنا ثابتة وواضحة: حل أي خلافات من خلال الدبلوماسية”.
وأضاف “توقفوا عن تصعيد التوتر” من دون أن يذكر أحداً على وجه الخصوص، مشيراً إلى أنه “يجب التعامل بجدية مع المخاوف الأمنية المشروعة لروسيا”.
مناورات روسيا وبيلاروس تفاقم مخاوف الغرب
باشرت روسيا وبيلاروس مناورات عسكرية مشتركة الخميس أججت التوتر وزادت من أهمية تحقيق اختراق في الجهود الدبلوماسية التي يبذلها قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لمنع أي غزو لأوكرانيا. وباتت المناورات التي تستمر حتى 20 فبراير (شباط) آخر نقطة خلاف بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، التي نددت بها معتبرة إياها وسيلة “للضغط النفسي”.
ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان المناورات بأنها مؤشر “عنف بالغ” فيما استغلت وزيرة خارجية بريطانيا ليز تراس زيارتها إلى موسكو لتتهمها بالسعي إلى “تقويض سيادة أوكرانيا”.
بدوره، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن انتشار القوات الروسية في بيلاروس في إطار المناورات يمثّل “لحظة خطرة” بالنسبة لأمن أوروبا.
ويحذّر القادة الغربيون منذ أسابيع من أن روسيا تستعد للتصعيد في النزاع الانفصالي المستمر منذ ثمانية أعوام في شرق أوكرانيا بعدما حشدت نحو مئة ألف جندي في محيط الدولة السوفياتية السابقة.
ونبّه المستشار الألماني أولاف شولتس الخميس إلى أن على روسيا ألا تقلل من أهمية “وحدة” الأوروبيين و”تضامنهم”، مع استمرار الجهود الدبلوماسية الكثيفة لاحتواء الأزمة الأوكرانية.
وقال شولتس إثر مشاورات أجراها مع قادة دول البلطيق الثلاث في برلين “في هذا الوضع الدقيق بالنسبة إلينا جميعاً، على روسيا ألا تقلل من أهمية وحدتنا وتصميمنا بوصفنا شركاء داخل الاتحاد الأوروبي وبوصفنا حلفاء في حلف شمال الأطلسي”، مؤكداً أنه يتعامل “بجدية كبيرة” مع القلق الذي تبديه الدول الثلاث.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولفتت واشنطن إلى أن روسيا أرسلت نحو 30 ألف جندي إلى بيلاروس، المجاورة لأوكرانيا أيضاً، للمشاركة في المناورات التي بدأت الخميس.
وتحرّكت آليات تحمل أنظمة روسيا الدفاعية بطوابير عبر الحقول التي غطتها الثلوج عشية بدء المناورات المطلة على البحر الأسود وبحر آزوف المجاور. ونددت كييف بما اعتبرتها محاولة “غير مسبوقة” لمنع أوكرانيا من الوصول إلى كلا البحرين.
عملية دفاعية
ولم تكشف موسكو ومينسك عدد الجنود المشاركين في التدريبات العسكرية في بيلاروس. وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن “التدريبات تجري بهدف الاستعداد لوقف وصد هجوم خارجي في إطار عملية دفاعية”.
وفي محاولة “لتقليل فرص سوء التقدير” خلال التدريبات، أجرى رئيسا الأركان في الولايات المتحدة وبيلاروس محادثات هاتفية نادرة، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس.
وفي ردّه على المخاوف الغربية، شدد الكرملين على أن الجنود الروس في بيلاروس سيعودون بعد انتهاء المناورات.
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رأى أن “حشد القوات عند الحدود يمثّل وسيلة ضغط نفسي من قبل جيراننا”.
في المقابل، باشرت أوكرانيا تدريبات عسكرية، لكن لم تصدر تصريحات كثيرة من المسؤولين العسكريين في كييف بشأنها خوفاً من رفع منسوب التوتر.
جرعة تفاؤل حذرة
وأطلقت الأزمة الدبلوماسية العنان لأسابيع من المحادثات بين المسؤولين الروس والغربيين والأوكرانيين.
وأعطت هذه الجهود جرعة تفاؤل حذرة حيال إمكانية التوصل إلى حل عبر التفاوض، إذ قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه حصل على تعهّد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن موسكو “لن تكون مصدر تصعيد”.
وقدمت روسيا مطالب للحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لخفض تواجده في شرق أوروبا والدول التي كانت منضوية في الاتحاد السوفياتي.
وتندرج زيارة وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس ضمن جهود دبلوماسية غربية على أمل خفض التصعيد.
وقالت لنظيرها الروسي سيرغي لافروف في مستهل اللقاء إن بريطانيا “لا يمكنها تجاهل” حشد القوات الروسية أو “محاولات تقويض سيادة أوكرانيا”. وتابعت “هناك مسار بديل، مسار دبلوماسي يتجنّب النزاع وسفك الدماء”، مضيفة “أنا هنا لأحض روسيا على اختيار هذا المسار”.
أمن أوروبا
وفي بروكسل، أكد الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ “نتابع عن كثب انتشار روسيا في بيلاروس، وهو الأكبر منذ انتهاء الحرب الباردة.. هذه لحظة خطرة بالنسبة لأمن أوروبا” محذراً من أن أي “عدوان جديد من روسيا (على أوكرانيا) سيقود إلى تعزيز وجود الحلف الأطلسي وليس إلى خفضه”.
وجاءت تصريحات ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حذرا خلاله روسيا من أن الحلف الأطلسي ينشر المزيد من القوات في الدول الأعضاء الواقعة في شرق أوروبا مثل بولندا ورومانيا وبأن سلوك الكرملين لن يثنيه عن ذلك.
ودعت تراس الخميس روسيا إلى سحب قواتها من الحدود الأوكرانية لخفض التوتر فيما تحدّث جونسون الذي سيتوجّه إلى بولندا بعد بروكسل عن حشد روسيا لأعداد “هائلة من الكتائب التكتيكية عند حدود أوكرانيا، 70 منها أو أكثر”.
وأضاف “هذه اللحظة الأخطر على الأرجح، برأيي، على مدى الأيام القليلة المقبلة في إطار أكبر أزمة أمنية تواجهها أوروبا منذ عقود”.
ورد لافروف بأن التهديدات الغربية لبلاده لن تساهم في خفض الصعيد. وقال إن “الإنذارات والتهديدات لا تؤدي إلى أي نتيجة”.
وجاءت زيارة تراس بعد أيام من جولة دبلوماسية قام بها ماكرون بين موسكو وكييف قبل أن يقدّم إيجازاً للمستشار الألماني أولاف شولتس في برلين عن نتائج الجولة.
بدروه، سيتوجّه المستشار الألماني الأسبوع المقبل إلى كييف وموسكو لعقد محادثات منفصلة مع الرئيسين الأوكراني والروسي، علماً أن اجتماعه مع الأخير سيكون أول لقاء مباشر بينهما.
وحذّر الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي الأربعاء من أن بوتين يواصل إرسال جنود إلى الحدود. لكن المسؤولين الأوكرانيين استخدموا لغة أكثر حذراً في الحديث عن التهديد الناجم عن حشد روسيا قواتها.
وأفادت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار أنّ القوات الروسية المحتشدة عند حدود بلادها ليست جاهزة لاجتياح وشيك، لكنّها تستخدم من أجل “ضغط سياسي وابتزاز” يمارسه الكرملين.
وأسفرت المعارك بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا الذين يسيطرون على منطقتين في الشرق عن مقتل أكثر من 140 ألف شخص منذ اندلاعها عام 2014.
وبدأت تلك المعارك بعد أسابيع من ضم روسيا شبه جزيرة القرم، ما دفع الغرب إلى فرض عقوبات اقتصادية على موسكو، تهدد الولايات المتحدة وأوروبا بتوسيع نطاقها في حال صعّد الكرملين مجدداً.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com