بريطانيا تتهم روسيا بالتفكير في احتلال أوكرانيا وتنصيب زعيم موال لها

<p>وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (وزارة الدفاع الروسية)</p>

اتهمت المملكة المتحدة، السبت 22 يناير (كانون الثاني) الحالي، موسكو بـ”السعي إلى تنصيب زعيمٍ موالٍ لروسيا في كييف” و”التفكير” في “احتلال” أوكرانيا، الأمر الذي دفع البيت الأبيض إلى وصف الاتهامات البريطانية بالـ “مقلقة جداً”.
وصرحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إميلي هورن، أن “هذا النوع من المؤامرات مقلق جداً. الشعب الأوكراني له الحق السيادي في تقرير مستقبله، ونحن نقف إلى جانب شركائنا المنتخبين ديمقراطياً في أوكرانيا”.

في المقابل، رفضت موسكو الأحد (23 يناير)، الاتهامات البريطانية. ودعت الخارجية الروسية عبر تويتر الخارجية البريطانية إلى “التوقف عن نشر الهراء”.

عمل المخابرات

وذكرت وزارة الخارجية البريطانية في بيان “لدينا معلومات تفيد بأن أجهزة المخابرات الروسية لها صلات بالعديد من السياسيين الأوكرانيين السابقين”. وأضافت “بحسب معلوماتنا، تسعى الحكومة الروسية إلى تنصيب زعيم موالٍ لروسيا في كييف، بينما تخطط لغزو أوكرانيا واحتلالها”.
وأشارت الوزارة في هذا الصدد الى أن “النائب الأوكراني السابق يفغيني موراييف يُعتبر مرشحاً محتملاً”.
ويذكر البيان أيضا أسماء كل من سيرغي أربوزوف (النائب الأول لرئيس وزراء أوكرانيا من عام 2012 إلى 2014، ثم رئيس الوزراء المؤقت)، وأندريه كلوييف (الذي ترأس الإدارة الرئاسية للرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش)، وفولوديمير سيفكوفيتش (نائب أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني سابقاً)، وميكولا أزاروف (رئيس وزراء أوكرانيا بين عامي 2010 و2014).
وقالت الخارجية البريطانية إن “بعضهم على اتصال بعملاء المخابرات الروسية المنخرطين حالياً في التخطيط لهجوم على أوكرانيا”.
في سياق متصل، كان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وافق على لقاء نظيره البريطاني بن والاس في موسكو في خطوة هي الأولى منذ عام 2013، بحسب مصدر في وزارة الدفاع البريطانية. لكن انعقاد هذا اللقاء بات موضع شك بعد الاتهامات البريطانية.
وصرح المصدر  البريطاني في وقت سابق، “يسرّ وزير الدفاع أن تقبل روسيا الدعوة للتحدث إلى نظيره”. وأضاف “كون لقاء الدفاع الثنائي الأخير بين بلدينا جرى في لندن في عام 2013، عرض وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن يكون اللقاء في موسكو”. وتابع “الوزير كان واضحاً أنه سيستطلع كل السبل لتحقيق الاستقرار والتوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية”. وتحشد موسكو عشرات آلاف الجنود على الحدود الأوكرانية، مزودين بترسانة من الدبابات والعربات القتالية والمدفعية والصواريخ.

“لمحة عن تفكير الكرملين”

من جهة أخرى، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس في البيان إن “المعلومات التي نُشرت اليوم تسلط الضوء على حجم النشاط الروسي الهادف إلى تقويض أوكرانيا وتعطي لمحة عن تفكير الكرملين”.
ودعت تراس، موسكو إلى “نزع فتيل” الأزمة من خلال “اتباع المسار الدبلوماسي”، محذرةً من أن “أي توغل عسكري روسي في أوكرانيا سيكون خطأً استراتيجياً جسيماً” له “أثمان باهظة”.

نفي
وتنفي روسيا عزمها على شن غزو، لكن البيت الأبيض يعتقد أن هجوماً قد يُنفذ “في أي وقت”. وحدّثت وزارة الخارجية البريطانية السبت توصياتها بشأن السفر إلى أوكرانيا في ضوء هذه الأزمة.
ووجهت نصيحة بعدم السفر إلى دونيتسك ولوغانسك، المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لموسكو، وكذلك إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
كذلك، أوصت بعدم السفر إلى بقية أنحاء أوكرانيا إلا للضرورة، وقالت إن المواطنين البريطانيين يُنصحون بتسجيل وجودهم في البلاد.  يعتقد عدد قليل من الخبراء العسكريين أن قوات كييف الضعيفة عموماً، على الرغم من تلقّيها دعماً في الآونة الاخيرة، يمكن أن تصد غزواً روسياً. لكن وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس حذّرت من أن موسكو تجازف بالسقوط في “مستنقع رهيب” في حال قيامها بغزو.
وفي كلمة في أستراليا، وجّهت تراس تحذيراً صارماً وشخصياً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرة أنه على وشك ارتكاب خطأ استراتيجي فادح.
وقالت أمام معهد لوي في سيدني إن بوتين “لم يستخلص العبر من التاريخ”. وأضافت “الأوكرانيون سيتصدّون لذلك”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

ومارست روسيا ضغوطاً على كييف منذ أطاحت انتفاضة قبل نحو عشرة أعوام حكومة قاومت دعوات للتقرب من الغرب. وسيطرت موسكو على شبه جزيرة القرم عام 2014 في موازاة تمرّد موالٍ لروسيا في شرق أوكرانيا واندلاع نزاع مع كييف، أسفر منذ ذلك الحين عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص.
وبعد دعوات من أوكرانيا للحلفاء الغربيين، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول البلطيق إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، تشمل خصوصاً صواريخ مضادة للطائرات والدبابات.
لكن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اتهم ألمانيا السبت بـ”تشجيع” بوتين بعد رفض برلين تسليم أسلحة إلى كييف التي تخشى غزواً روسياً.
وكتب كوليبا على “تويتر” أن تصريحات ألمانيا “بشأن استحالة تزويد أوكرانيا أسلحة دفاعية” لا تتناسب مع “الوضع الأمني الراهن”.
وأضاف “اليوم، أصبحت وحدة الغرب ضد روسيا أكثر أهمية من أي وقت”. وتابع كوليبا أن أوكرانيا “ممتنة” لألمانيا على الدعم الذي قدمته، لكن “تصريحاتها الحالية مخيبة للآمال”.
وفي وقت سابق السبت، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت “قدمنا من قبل أجهزة للتنفس الاصطناعي”، مشيرة إلى أن ألمانيا “تعالج جنوداً أوكرانيين مصابين بجروح خطيرة في (مستشفيات) الجيش الألماني”. لكنها أشارت إلى أن “تسليم (أوكرانيا) أسلحة لن يسهم راهناً” في نزع فتيل الأزمة.
استقالة ألمانية

في السياق، استقال قائد البحرية الألمانية كاي أشيم شونباخ من منصبه بعد تصريحات مثيرة للجدل بشأن الأزمة في أوكرانيا، بحسب ما أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع في برلين مساء السبت.
وكان نائب الأدميرال قال خلال اجتماع لمجموعة دراسات عقد الجمعة (21 يناير) في العاصمة الهندية نيودلهي، إن ما يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو “الاحترام” وأن فكرة أن روسيا ستغزو أوكرانيا، “حماقة”. وسيترك شونباخ منصبه “بشكل فوري”، كما أوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الألمانية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب مقطع فيديو انتشر على الإنترنت، قال شونباخ “من السهل منحه الاحترام الذي يريد، والذي يستحقه أيضاً على الأرجح”، واصفاً فكرة أن روسيا تريد اجتياح قسم من أوكرانيا بأنها “حماقة”.
من ناحية أخرى، قال شونباخ إن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، “لن تعود” إلى أوكرانيا.
وفي وقت لاحق، قدم شونباخ اعتذاره بعدما كتب في تغريدة أن كلامه لا يعبر سوى عن موقفه الخاص، ووصف كلامه بأنه “أرعن”، مضيفاً “من الواضح أن ذلك كان خطأ”.
لكن في بيان صدر مساء السبت، أوضح أنه قدم استقالته من أجل “تفادي إلحاق المزيد من الأذى بالبحرية الألمانية وبشكل خاص بجمهورية ألمانيا الفدرالية”.
وكانت وزارة الخارجية الأوكرانية استدعت السفيرة الألمانية أنكا فيلدهوسين بعد ظهر السبت عقب هذه التصريحات التي اعتبرتها كييف “غير مقبولة على الإطلاق”.
ووردت تصريحات قائد البحرية وسط الأزمة الحادة القائمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا.
ويبذل الجانبان حالياً جهوداً دبلوماسية مكثفة لتفادي تدهور الوضع، في وقت تحشد موسكو عشرات آلاف الجنود على الحدود مع أوكرانيا.

subtitle:
استقالة قائد البحرية الألمانية بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها بشأن الأزمة الأوكرانية
publication date:
السبت, يناير 22, 2022 – 23:00

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

AymanSerhan

Recent Posts

تزامنا مع العاصفة الرملية المرتقبة..الدفاع المدني يوجّه تحذيراً وتنبيهاً هاماً مع تعليمات لتفادي المخاطر

حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…

3 أيام ago

من هو المستهدف في غارة بعورتا صباح اليوم؟ (صورة)

استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…

3 أيام ago

الجيش يودّع شهداء الواجب الثلاثة بمراسم مهيبة في مستشفى الشيخ راغب حرب

اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…

4 أيام ago

تقرير يكشف أسرار الحرب: كيف استخدمت إسرائيل أمنها واستخباراتها ضد حزب الله؟

نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…

أسبوع واحد ago

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

3 أسابيع ago

مجزرة المسعفين برفح.. الناجي الوحيد يروي ما شاهده من جريمة الاحتلال

أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…

3 أسابيع ago