بين فرنجية وقائد الجيش … ماذا يحمل لودريان في جعبته؟

كتب عصام عبد الرحمن في الجمهورية :
لم يكُن مَحضُ صدفة توقيت زيارة مبعوث الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان بعد 72 ساعة من لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بل رُبِطت على ساعة «قمة باريس»، ما يؤكد أن لودريان يحمل في جعبته ما يُشفي غليل الداخل اللبناني، ولا تقتصر الزيارة على الإستطلاع الذي تتولاه السفيرة الفرنسية في بيروت.
لم تتخلَ الإدارة الفرنسية عن طرحها السابق سليمان فرنجية – نواف أو فرنجية – تمام سلام، بل سيُعيد الوزير الفرنسي طرحه في محاولة لإقناع الأطراف السياسية ضمن تفاهم على الحكومة المقبلة وبعض المواقع الأساسية في الدولة استناداً الى نتائج الجلسة النيابية الأخيرة التي ثبتت ترشيح فرنجية وفق ما تشير مصادر مطلعة على حركة المشاورات لـ«الجمهورية».
بالتوازي، هناك طرح جديد يحمله لودريان هو المرشح الثالث خارج سليمان فرنجية – جهاد أزعور يكون توافقياً، والإسم المرجح هو قائد الجيش العماد جوزف عون الذي تردد اسمه في زيارة أكثر من ديبلوماسي عربي وغربي لا سيما الموفد القطري. ويجري ربط بين طرح العماد عون وبين الزيارة الخاطفة للنائب جبران باسيل الى قطر منذ أيام، بالتزامن مع زيارة السفير المصري في لبنان لقائد الجيش في اليرزة.
طرح قائد الجيش لا يعني أن الظروف السياسية الداخلية والخارجية ناضجة، ولا يعني إمكانية تسييله لدى الأطراف الأساسية، ولا يجعله مرشحاً توافقياً رغم امتلاكه تقاطعات شبيهة بالتقاطعات على أزعور، ما سيحوله الى مرشح تحدٍ… فالثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله، وفق ما تؤكد مصادرهما لـ«الجمهورية»، يتمسك بترشيح فرنجية حتى الساعة. وينتظر أن تفضي الحراكات الخارجية الفرنسية – السعودية – الايرانية – السورية لتمهيد وتعبيد طريق بعبدا أمام فرنجية، ويلعب «الثنائي» لعبة الوقت بالتوازي مع الرهان على تقدم المفاوضات على خط واشنطن – طهران في الملف النووي الايراني. وتتوقف المصادر أمام زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الى طهران ولقائه نظيره الايراني والرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، بعد مشاركته في لقاء ماكرون – بن سلمان.
يتقاطَع التيار الوطني الحر مع «الثنائي» برفض ترشيح قائد الجيش، لأسباب مختلفة، وتشير مصادر «التيار» الى أن رئيسه جبران باسيل الذي رفض فرنجية لن يسير بقائد الجيش، وأما إذا خُيّر باسيل بين المرشحين، فسيختار الأمرّ أي فرنجية ضمن تفاهم سياسي، لكن المصادر تستبعد توافق الأطراف المسيحية على فرنجية وقائد الجيش، أو بين القوى المسيحية وقوى التغيير واللقاء الديموقراطي كما حصل على أزعور.