حركة نزوح كثيفة شهدتها البلدات والقرى في جنوب لبنان، خاصة تلك المحاذية للحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. فمع اشتداد المعارك الدائرة بين المقاومة والجيش الإسرائيلي، وقصف الأخير العديد من القرى وتهديده حياة السكان، اضطر الأهالي إلى الخروج من بلداتهم نحو القرى الداخلية، حفاظا على سلامتهم.
ولم يكن أمر النزوح عشوائيا هذه المرة، بل كان مخططا له منذ سنوات طويلة، لأن لبنان لم ينس بعد أجواء حرب تموز 2006 مع إسرائيل، عندما وقع حينها نوع من الارتباك في عملية الإخلاء والإيواء، ولأجل ذلك عملت البلديات واتحاداتها على تأسيس وحدة إدارة الكوارث لأوضاع مشابهة.
وكان اتحاد بلديات قضاء صور قد أسس عام 2010 هذه الوحدة للتصدي للأزمات والكوارث، وها هي اليوم تجتمع في غرفة العمليات التي تعمل ليلا ونهارا في مقر الاتحاد، لتتابع أوضاع النازحين من كثب، ففتحت مراكز إيواء أمام النازحين، وقدّمت لهم كل ما يحتاجونه من غذاء ودواء.
تضامن شعبي
وفتحت البيوت في البلدات والقرى الداخلية في قضاء صور أبوابها أمام الأهالي، واستقبلتهم منذ اليوم الأول للمواجهات في القرى الحدودية، ما يعكس حجم التضامن والتكاتف الشعبي بين اللبنانيين.
وأكد نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء صور حسن حمود -للجزيرة نت-، أن النازحين بين أهلهم وشعبهم، وأنهم ضيوف معززون ومكرّمون، وتتابع وحدة الكوارث أوضاعهم لحظة بلحظة داخل مراكز الإيواء في مدينة صور، أو في البلدات المستضيفة لهم.
ويوجد في كل قرية مندوب يسمى بـ”المستجيب الأول” الذي يتولى بالتعاون مع البلديات تسجيل أسماء النازحين الواصلين للبلدة، ويزود غرفة العمليات بها، والتي بدورها تدخل أسماءهم ومعلوماتهم في سجلاتها، لتكون على اطلاع دائم بكل ما يجري معهم داخل المراكز، أو في البيوت التي تستضيفهم.
ويضيف حمود أن الاتحاد يؤمن حاجيات النازحين عبر المساعدات التي تقدمها الجمعيات الدولية والمحلية والوزارات المختصّة والمجالس التنمويّة والخيّرون في لبنان. كما يتم تأمين وجبات الطعام ووسائل التنظيف والتعقيم وغيرها من المستلزمات اليومية، ويسعى الاتحاد لتأمين حاجيات النازحين في بيوت المواطنين للتخفيف من أعباء العائلات المستضيفة.
ويلفت المتحدث إلى أن وحدة إدارة الكوارث مؤلّفة من الفاعلين كلهم في الخدمة الاجتماعية من دفاع مدني وإسعاف صحي وإطفاء وجمعيات ناشطة في الإنقاذ ومستشفيات ومراكز صحية، فضلا عن الجيش اللبناني والقوى الأمنية.
وقال “كل هؤلاء هم أعضاء هذه الوحدة، ونحن نقسم العمل بين إنقاذ وإخلاء وإيواء وإطفاء، كل يتحرك وفق مهمته وعمله وخبرته وبالتنسيق بين الأعضاء جميعهم”.
المشهد داخل مراكز الإيواء
انتقلت الجزيرة نت إلى أحد مراكز الإيواء في المدينة، وهو عبارة عن مدرسة رسمية جرى تجهيزها لاستقبال النازحين، أصبحت صفوف المدرسة غرفا للإيواء، وأروقتها مكانا يتجمع فيه الأهالي لتبادل آخر الأخبار والمستجدات، أما الملعب فيلهو فيه الأطفال.
يجول معنا أحد المتطوعين من أبناء المدينة داخل المركز، فهو قد حضر منذ اليوم الأول لاندلاع المواجهات على الحدود، حيث يعمل مع عشرات المتطوعين بموجب الخطة التي وضعتها هيئة إدارة الكوارث، وجرى تجهيز الصفوف بكل الوسائل الضرورية لتأمين سكن الأهالي بشكل لائق.
ويؤكد المتطوع أنه تدرب سابقا مع وحدة إدارة الكوارث لمثل هذه الأحداث، ويقول “نحن لم نبدأ العمل عشوائيا، وإنما وفق ما خططت له الوحدة منذ سنوات، فبعد حرب 2006 بدأت تترسخ لدينا فكرة أننا معرضون لخطر دائم من قبل العدو الإسرائيلي”.
ويوصي المتحدث ذاته بضرورة الاستعداد للتعاطي مع أي عدوان إسرائيلي، لذلك خضع مع متطوعين آخرين لدورات تدريبية عديدة مع الوحدة، وهم اليوم يعملون وفق توجيهاتها تسير أمورهم بشكل سلس وفق تعبيره.
(الجزيرة)
حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…
استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…
اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…
نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…
أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…