أخبار عربية وإقليمية

تظاهرات إيران تتحدى "قطع الإنترنت" بشعار "الموت للديكتاتور"


<p class="rteright">لبى المتظاهرون دعوة نشطاء للتظاهر بكثافة تحت شعار "بداية النهاية" للنظام (أ ف ب)</p>

تظاهر إيرانيون في الشوارع مجدداً، السبت 15 من أكتوبر (تشرين الأول)، بعد مرور شهر على اندلاع حركة الاحتجاج ضد السلطات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، وتقابل بقمع شديد، وفق وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية.

وأثار موت الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 سنة) في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي أكبر موجة من التظاهرات في إيران منذ احتجاجات 2019 على ارتفاع أسعار الغاز في الدولة الغنية بالنفط.

واعتقلت شرطة الأخلاق أميني في 13 سبتمبر في طهران لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد، خصوصاً ارتداء الحجاب.

وتؤكد السلطات الإيرانية أن الشابة توفيت بسبب مرض، وليس بسبب “الضرب”، بحسب تقرير طبي رفضه والدها. وقال ابن عمها إنها ماتت بعد “ضربة عنيفة على الرأس”.

وأثارت الاحتجاجات تجمعات تضامنية في الخارج في حين أسفر القمع عن سقوط أكثر من مئة قتيل بحسب منظمات غير حكومية، وأثار موجة تنديد في العالم.

“الموت للديكتاتور”

وعلى رغم تعطيل شبكة الإنترنت على نطاق واسع، وحجب السلطات التطبيقات الشعبية مثل “إنستغرام” و”واتساب”، لبى إيرانيون دعوات إلى التظاهر أطلقها ناشطون عبر الإنترنت، وتجمعوا، السبت، في شوارع مدينة أردابيل (شمال غربي إيران)، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو نشرت على “تويتر”.

ونفذ التجار إضراباً في مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني في محافظة كردستان (شمال غربي إيران) ومهاباد (شمال إيران)، وفق موقع “1500 تاسفير”، الذي يحصي انتهاكات حقوق الإنسان.

وقالت منظمة “هينغاو” المدافعة عن حقوق الأكراد في إيران، ومقرها النرويج “أشعلت تلميذات في بلدة ناي في ماريفان (غرب طهران) النار في الشارع، وأطلقن هتافات مناهضة للحكومة”.

كذلك تظاهر شباب في جامعات بطهران وأصفهان (جنوب إيران) وكرمنشاه (شمال غربي طهران)، وفق صور نشرت على الإنترنت.

ولبى متظاهرون دعوة نشطاء للتظاهر بكثافة تحت شعار “بداية النهاية” للنظام.

وشجع النشطاء الشعب الإيراني على التظاهر في الأماكن التي لا توجود فيها قوات الأمن ورفع شعار “الموت للديكتاتور”، في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي.

وفي مواجهة تظاهرات السبت، دعا المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية، وهو هيئة رسمية، الإيرانيين إلى التعبير بعد صلاة العشاء عن غضبهم ضد أعمال الشغب والفتنة بترداد “الله أكبر” داخل المساجد.

النظام يتهم الغرب

وتقود شابات من طالبات وتلميذات منذ 16 سبتمبر التظاهرات على وقع شعارات معادية للحكومة، فيضرمن النار في حجابهن ويشتبكن مع قوات الأمن.

وقتل 108 أشخاص على الأقل منذ 16 سبتمبر بحسب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها أوسلو.

من جهتها، أعربت منظمة العفو الدولية عن أسفها لمقتل 23 طفلاً على الأقل “بأيدي قوات الأمن الإيرانية”، موضحة أن أعمارهم تراوح بين 11 و17 سنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وندد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الجمعة، بسياسة الكيل بمكيالين التي يتبعها الغرب بنظره. وسأل الجمعة “من يصدق أن تكون وفاة فتاة بهذا القدر من الأهمية بالنسبة إلى الغربيين؟”، مضيفاً “إذا كان الأمر كذلك، فماذا فعلوا إزاء مئات الآلاف من الشهداء والقتلى في العراق وأفغانستان وسوريا ولبنان؟”.

ويواصل الغرب تقديم دعمه للمتظاهرين، حيث أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الجمعة أن الولايات المتحدة “تقف إلى جانب نساء إيران الشجاعات”، مؤكداً “على إيران إنهاء العنف ضد مواطنيها الذين يمارسون ببساطة حقوقهم الأساسية”.

واتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مراراً الولايات المتحدة، العدو اللدود لطهران، بالسعي إلى زعزعة استقرار بلاده.

كما اتهمت إيران فرنسا بـ”التدخل” بعد تصريحات الأربعاء للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد فيها أن باريس “تدين القمع الذي يمارسه النظام الإيراني اليوم”.

وفي وقت يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على طهران، حض أمير عبداللهيان، الجمعة، وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل خلال اتصال هاتفي على اعتماد مقاربة “واقعية” للاحتجاجات، مؤكداً أن إيران ليست “أرضاً للانقلابات المخملية أو الملونة”.

وكتب بوريل على “تويتر” أن “القمع العنيف يجب أن يتوقف فوراً. ويجب إطلاق سراح المتظاهرين”.

لحظة تاريخية

وبعد أن طاولت حملة التوقيفات فنانين ومعارضين وصحافيين ورياضيين، أكد المخرج السينمائي الإيراني ماني حقيقي أن سلطات بلاده منعته من السفر لحضور “مهرجان لندن” السينمائي بسبب دعمه للاحتجاجات.

ووصف المخرج الإيراني التظاهرات في فيديو نشره على “تويتر”، الجمعة، بأنها “لحظة عظيمة في التاريخ”.

وفي زاهدان عاصمة محافظة سيستان بلوشستان بجنوب شرقي إيران، قتل ما لا يقل عن 93 شخصاً بأيدي قوات الأمن في أعمال عنف جرت خلال تظاهرات اندلعت في 30 سبتمبر بسبب أنباء عن تعرض فتاة “للاغتصاب” من قبل أحد أفراد الشرطة، وفق حصيلة أوردتها منظمة حقوق الإنسان في إيران.

ويرى محللون أن الطبيعة المتعددة الأوجه للاحتجاجات المناهضة للحكومة، بما في ذلك تجمع الشباب في مجموعات صغيرة في أحياء محددة لتجنب رصدهم، تجعل من الصعب على السلطات محاولة منعها.

subtitle: 
تلميذات يشعلن الشوارع بالنار والهتافات وتصاعد الغضب في جامعات طهران وأصفهان وكرمنشاه
publication date: 
السبت, أكتوبر 15, 2022 – 18:30

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى