تعرض سفينة بريطانية لنيران مجهولة قبالة السواحل اليمنية

في حادثة جديدة تكشف عن استمرار التوترات في أحد أهم الممرات الحيوية لنقل النفط، ذكرت البحرية البريطانية اليوم الجمعة أن سفينة تعرضت لإطلاق نار قبالة الساحل اليمني، بعد يوم من اتهام إيران بالاستيلاء على ناقلة نفط في مياه الخليج في منطقة تبعد عن موقع حادثة اليوم.

وتوضيحاً لتفاصيل الحادثة، ذكر مكتب “عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة أنه تم إطلاق أعيرة نارية من ثلاثة قوارب على بعد حوالى 18 ميلاً بحرياً جنوب نيشتون (منطقة نشطون التابعة لمحافظة المهرة المحاذية لسلطنة عمان جنوب شرقي البلاد) في اليمن”، بحسب وكالة “بلومبرج” للأنباء اليوم الجمعة.

وأضافت أن أعيرة نارية أطلقت على السفينة، مضيفة أنه شوهدت أيضاً ثلاثة قوارب على متن كل منها ثلاثة أو أربعة أشخاص.

ويعد مضيق باب المندب الممر المائي الذي يصل إلى البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، معبراً بحرياً بين بلدان أوروبية والبحر المتوسط، وتعبره يومياً سفن النفط والتجارة العالمية.

تجاذبات البحر

ولم يتضح على الفور، من يقف وراء الهجوم الأخير الذي وقع في ممر مائي ضيق بين إيران ودول شبه الجزيرة العربية، إلا أنه دائماً ما تتعرض السفن التجارية منذ انقلاب ميليشيا الحوثي على السلطة في اليمن، لهجمات بين الحين والآخر من قبل الميليشيات المدعومة من إيران وتعداه إلى اختطاف عدد من السفن، إضافة إلى عمليات التلغيم البحري الواسعة التي شكلت خطورة فادحة على خطوط الملاحة الدولية وحركة الصيادين اليمنيين بحسب اتهامات الحكومة الشرعية ومجلس الأمن الدولي، ولهذا يقرأ مراقبون دوافع الحادثة في سياق التوترات الأمنية بين إيران من جهة، ودول المنطقة والعالم من جهة أخرى.

وتصاعد التوتر بين إيران وبريطانيا منذ احتجاز طهران ناقلة ترفع علم بريطانيا في المضيق منتصف عام 2019، الأمر الذي وصفته لندن بأنه عمل من قبيل “قرصنة الدولة”، وجاء التحرك الإيراني رداً على احتجاز القوات البريطانية ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق، للاشتباه في نقلها نفطاً إلى سوريا، مما يخالف قرارات الاتحاد الأوروبي.

وإزاء التهديدات الإيرانية، نصحت بريطانيا السفن التابعة لها، حينها بتجنب المرور عبر مضيق هرمز قدر الإمكان، وإخطار البحرية إذا كانت مضطرة إلى عبوره. كما باشرت السعي إلى تشكيل مهمة حماية بحرية بقيادة أوروبية، لضمان سلامة الإبحار عبر مضيق هرمز.

يزعزع الأمن والاستقرار

وأمس الخميس قالت البحرية الأميركية إن إيران احتجزت ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في خليج عمان وسط توترات مع طهران بشأن برنامجها النووي، في حين ذكر الجش الإيراني رواية مخالفة بشأن ما وقع.

وذكر الأسطول الأميركي الخامس أن بيانات التتبع للأقمار الاصطناعية لموقع “مارين ترافيك دوت كوم” أظهرت أن السفينة التي تحمل اسم “أدفانتج سويت” موجودة في خليج عمان، بعد ظهر يوم الخميس. وأضاف أن “سلوك إيران يتعارض مع القانون الدولي ويزعزع الأمن والاستقرار الإقليميين، وينبغي لإيران الإفراج الفوري عن الناقلة”.

وكانت السفينة قادمة من الكويت، وأدرجت وجهتها على أنها مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية.

وقال الأسطول الخامس إن “أدفانتج سويت” أصدرت نداء استغاثة في الساعة 1:15 بعد الظهر خلال وجودها في المياه الدولية، عندما سيطرت إيران على الناقلة”، فيما تحدث الجيش الإيراني من جانبه عن فقدان اثنين من طاقم سفينة إيرانية وإصابة آخرين بجروح إثر تصادم في مياه الخليج مع ناقلة نفط احتجزها على إثر الحادثة.

اصطدام… وخامس سفينة تجارية

في المقابل قالت وكالة الأنباء “إرنا” الإيرانية الحكومية إن احتجاز الناقلة جاء بعد “اصطدام” سفينة مجهولة بسفينة إيرانية الليلة الماضية في الخليج العربي، مما تسبب في فقدان وإصابة عديد من أفراد الطاقم الإيرانيين.

كانت السفينة “أدفانتج سويت” في الخليج العربي يوم الأربعاء، لكن مسارها أظهر سلوكاً غير معتاد أثناء عبورها مضيق هرمز، الذي يمر عبره خمس إجمالي إنتاج النفط في العالم، بحسب مصادر أميركية.

وقال الأسطول الخامس الأميركي إنها خامس سفينة تجارية تحتجزها إيران خلال العامين الماضيين.

وأضاف أن “استمرار إيران في مضايقة السفن والتدخل في حقوق الملاحة في المياه الإقليمية يشكلان تهديداً للأمن البحري والاقتصاد العالمي”.

وأصدرت الشركة المشغلة للسفينة، وهي شركة تركية تحمل اسم “أدفانتج تانكرز”، بياناً أكدت فيه أن السفينة “رافقتها البحرية الإيرانية إلى ميناء على أساس نزاع دولي”. كانت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية “ارنا” أعلنت أن ناقلة نفط تحمل علم “جزر مارشال” اصطدمت بسفينة إيرانية، مما دفع البحرية الإيرانية للاستيلاء على السفينة في خليج عمان وتوجيهها لمياهها الساحلية.

وبحسب تقارير رسمية، يقدر حجم التجارة التي تعبر مياه البحر الأحمر عبر السفن والبواخر التجارية بنحو 2.5 تريليون دولار، مما يشكل نحو 13 في المئة من التجارة العالمية، لكنها منذ اشتعال الحرب في اليمن عام 2015 لاستعادة الشرعية باتت هدفاً للحوثيين.