يستمر رئيس “التيار الوطني الحر” جبران #باسيل في معركته المفتوحة في وجه الرئيس سعد الحريري ويدخل فيها العوامل الشخصية ولو مع مسائل كبرى في حجم تأليف الحكومة حتى لو أدى به الامر الى القفز فوق مكون سياسي يشكل الموقع الاول في تمثيل الطائفة السنيةً، فضلاً عن دور رؤساء الحكومات السابقين وفي مقدمهم الرئيس نجيب #ميقاتي الذي يملك مساحة لا بأس بها لدى هذا المكوّن الذي يقول صراحة بأنه لا يقبل بأي غبن سياسي يطاوله بعد اليوم. واذا لم يتمكن من ايصال الحريري الى الرئاسة الثالثة فهو لم يستسلم امام كل هذه الضغوط ولا يقبل بأي اسم لا يعبر عن الوجدان السياسي لدى دار الفتوى والمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الذي يشكل “البرلمان السني” قوامه مجموعة من النخب المدنية فضلا عن رجال دين.
وبات هذا الفريق يتوقف امام طرح باسيل اسم السفير نواف سلام، ليس انتقاصاً من موقع الرجل ومسيرته السياسية بل من زاوية انه يناور في موازاة طرف “القوات اللبنانية” سابقاً ومن باسيل هذه المرة. وقبل ان يعلن “حزب الله” رفضه تسمية سلام، فان “المستقبل” لا يؤيده بذريعة انه غير آت من اهل بيته ولو كانت هناك جهات خارجية لا تعترض على وصوله الى السرايا، فضلاً عن سمعته الجيدة لدى مجموعات عدة ناشطة في المجتمع المدني. وتدعوه قيادات في “المستقبل” قريبة من حلقة الحريري الى عدم استغلال اسمه في هذا البازار ويعلن صراحة انه ليس مرشحاً لرئاسة الحكومة. وينصحه الحريريون باللجوء الى مثل هذه الخطوة قبل موعد الاستشارات النيابية اليوم لأن باسيل يستعمل ورقة سلام لتحقيق النقاط الاتية:
– يريد باسيل ان يوجه رسالة الى المجتمع المدني بتسويقه اسم سلام ليكسب مرضاته ليقول له بأنه تلاقى معه على هذه الشخصية غير المتهمة بأي ملف فساد مالي او سوء التعامل بالمال العام. ويهدف ايضا الى تحقيق ربح في الشارع المسيحي قبل أقل من تسعة اشهر من موعد الانتخابات النيابية التي تبقى “بيت القصيد” عنده ولدى اكثر الاطراف.
– توجيه رسالة الى واشنطن وقبلها الى الرياض ليقول انه يؤيد اسماً يشكل محل قبول عند القيادة السعودية.
– استمرار باسيل بالتمسك بالتدقيق المالي الجنائي بهدف ارساء جملة من الاصلاحات لدى الحكومة الجديدة. ويريد الحصول على تعهدات بتطبيقها من الرئيس المقبل. وتبقى هذه النقطة في برنامجه للانتخابات.
ويهدف باسيل ايضاً من خلال رفضه ميقاتي وتأييده لسلام، الى القول بأنه يتمايز عن “حزب الله” لاحراجه جراء دعمه لميقاتي الذي يحظى بتأييد من الفرنسيين والاميركيين الذين يريدون حكومة سريعة بحسب اكثر من اشارة ديبلوماسية وصلت الى المعنيين فضلاً عن طهران ودمشق، لان انهيار الاقتصاد اللبناني ومؤسساته يجلب المزيد من الاضرار للاقتصاد السوري المنهك وهذا ما عكسه صراحة الرئيس بشار الاسد في خطابه الاخير. وكان افرقاء لبنانيون قد لمسوا من جهات ديبلوماسية اوروبية، الى عاملين في صندوق النقد الدولي ومؤسسات دولية ميلهم الى ميقاتي على اساس انه شخصية حوارية ومجرّبة.
وعلى الرغم من كل هذه العوامل، يقف باسيل في موقع المعترض على ميقاتي حتى لو كلفه الامر تحدي كل السنّة. وفاته انه عند تكليف الرئيس حسان دياب وتأليفه حكومته لم يسأل انذاك عن الرؤوس السنية لدى هذا المكون، ولذلك لا يريد “حزب الله” مجاراة باسيل في هذا الحكم على ميقاتي. ولا داعي هنا لتكرار موقف بري حيال هذه النقطة وهو لم يكن في الاصل يؤيد وصول دياب الى السرايا. في هذا الوقت يواجه “حزب الله” الذي يشكل الركن الاساس في بناء هيكل اي حكومة احراجاً امام العونيين لعدم قبولهم ميقاتي، واذا سموا سلام فلن يكون ممنوناً ايضاً. واذا لم يتم تمكين رئيس “تيار العزم” من الوصول الى السرايا يكون الحزب و”امل” قد تلقيا هذه الضربة ايضا، وسيكون وقعها على الثنائي أصعب من اعتذار الحريري. وامام كل هذه المعطيات تطرح الاسئلة التي تدفع باسيل الى اعلان تحبيذه نواف سلام على ميقاتي او اي اسم يطرحه رؤساء الحكومات السابقون كأنها استمرار حربه الشخصية مع الحريري. وتحويل هذه المواجهة مسيحية- سنية ليكسب من حصيلتها في الانتخابات النيابية وشدّ عصبه المسيحي الذي تراجع عضده في السنتين الاخيرتين.
في موازة ذلك كان لافتا ًانسحاب “القوات اللبنانية” من امتحان التسمية في الاستشارات هذه المرة لاعتبارات خاصة، ولو اقدمت هذه المرة على تسمية سلام الذي سمته في الاستشارات النيابية السابقة لظهرت في مواجهة اكبر مع الجمهور السني الذي يؤيد الحريري وميقاتي بالطبع. وثمة حسابات من اليوم لا تغيب عن اركان ماكينة “القوات” الانتخابية المركزية في معراب وهي عدم تجاوزها الخطوط الحمر مع القواعد السنية الانتخابية الحاضرة في اكثر من دائرة تخص “القوات” في الشمال وزحلة والبقاع الشمالي وصولاً دائرة بيروت الاولى (الاشرفية). ولا تغيب كل الحسابات عن قاعدة الانتخابات المقبلة. وفي المقابل ثمة رسائل سنية من اليوم تقول لباسيل بأن عليه ان يحسب جيدا لاصوات السنة في دوائر يتشارك و”القوات” في تمثيل مقاعدها المسيحية.
ويبقى لسان حال ميقاتي البراغماتي المحترف في رسم حساباته المحلية والخارجية في موقع القريب جداً من خط التكليف والاقرب في الوقت نفسه من خط الاعتذار.
رضوان عقيل
radwan.aakil@annahar.com.lb
شهدت الانتخابات البلدية الأخيرة في عدد من البلدات الجنوبية خلافات بين حركة "أمل" و"حزب الله"…
c54 đang trở thành một từ khóa nổi bật trong nhiều lĩnh vực khoa học…
اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام"، بيانا لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، قال فيه : يطل علينا عيد…
افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في جبيل ان نور حسان الهاشم، جورج ديغول الهاشم، و…
ارتفع اليوم، سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 9 آلاف ليرة و98 أوكتان 10 آلاف ليرة،…
نظم قسم النقابات والعمال في منطقة جبل عامل الأولى في "حزب الله" "اللقاء الاقتصادي الأول…