تونس تعلن إحباط "عمليات إرهابية" تستهدف دولا مجاورة


<p class="rteright">قوات الأمن تتعامل بحرفية مع التطور الذي تشهده الجريمة المنظمة في تونس (رويترز)</p>
أعلن المتحدث باسم الحرس الوطني في تونس، حسام الدين الجبابلي، خلال مؤتمر صحفي في ثكنة العوينة بالعاصمة، يوم السبت 26 مارس (آذار) 2022، أن قوات الأمن فككت حوالى 150 “خلية إرهابية” خلال الأشهر الستة الماضية.
وأضاف الجبابلي أنه تم اعتقال أجانب ينشطون ضمن بعض هذه الخلايا، كانوا يعتزمون الالتحاق بتنظيم “جند الخلافة” التابع لتنظيم “داعش” في ليبيا، وفي الجبال على الحدود التونسية الجزائرية.
وأضاف أنه “لو لم يتم تداول العملية الإرهابية الجارية على مواقع التواصل الاجتماعي، لتم إيقاف عدد أكبر من العناصر المتورطة في هذه الخلية”.
إحباط عمليات إرهابية
وكشف المتحدث باسم الحرس الوطني، أنه تم “إحباط محاولات عمليات إرهابية، كانت تستهدف دولاً مجاورة، وأن كل خلية كانت تهتم بتنفيذ مهمة خاصة، منها من كلفت بشراء الأسلحة”، مشيراً إلى أنه “بفضل التنسيق بين دول مجاورة ووحدات مكافحة الإرهاب تم إحباط هذه المهمة”.
وأضاف أن بقية الخلايا منها من كانت “مكلفة برصد الأهداف وأخرى بنقل المعلومة وتوفير الوسائل والدراجات النارية”، متابعاً أنه تم إلقاء القبض على 30 عنصراً من خلية اقتناء وسائل، ومنها الدراجات النارية، لاستخدامها في تنفيذ العمليات الإرهابية، وتم إيداع 17 منهم السجن، بعد إحالتهم على النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نجاحات أمنية هامة
ويعكس هذا الرقم تحسن أداء الوحدات الأمنية في التعاطي مع الإرهاب، وفق عديد الخبراء في المجال الأمني، حيث يؤكد العميد السابق في الحرس الوطني، علي الزرمديني، في تصريح لـ”اندبندنت عربية” أنه بقدر تحقيق الوحدات الأمنية بمختلف تشكيلاتها نجاحات كبيرة في مقاومة الإرهاب، بقدر ما يؤشر هذا الرقم على أن “الإرهاب بات يشكل خطراً محدقاً بالمجتمع والدولة في تونس”.
ودعا الزرمديني إلى “دراسة ظاهرة الإرهاب دراسة شاملة من أجل البحث عن حلول ومقاربات لمعالجة الظاهرة، والحد من خطورتها على المجتمع”، مشيراً إلى أن “المنظومة التي حكمت تونس بعد 2011، عملت على تفكيك المؤسسة الأمنية واختراقها من الداخل ما أربك تماسكها طيلة السنوات الماضية”.
ويلفت المسؤول الأمني السابق إلى أن قوات الأمن “تتعامل بحرفية مع التطور الذي تشهده الجريمة المنظمة في تونس، ما جعلها تستعيد عافيتها، خصوصاً في جانب الاستعلامات” الذي اعتبره “أساس مكافحة الإرهاب”.
الخلايا الإرهابية تستثمر في عدم الاستقرار
في الأثناء، وعن مدى خطورة تغلغل الإرهاب في تونس، يشير عبيد الخليفي الباحث في الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية، في تصريح خاص، إلى أنه “وجب الحذر في التعامل مع هذا الرقم (150خلية إرهابية) وانتظار التحقيقات القضائية”.
ويضيف الخليفي أن “الرقم مفزِع، ويؤشر على أن الجماعات الإرهابية تستثمر في مناخ الارتباك السياسي، وعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، لتتحرك وتعمل على استقطاب المزيد من التونسيين وغير التونسيين”.
ويؤكد الخليفي أن “الخلايا الإرهابية النائمة والنشطة تعودت على الأراضي التونسية، كما أن انخراط آلاف التونسيين في التنظيمات الإرهابية الدولية، ساهم في تنامي الخلايا التي تعمل تحت الأرض، وتتحين الفرصة الملائمة للخروج إلى العلن”.
ويشدد الباحث في الجماعات الإرهابية أن “حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، تدفع الجماعات الإرهابية إلى الانتعاش والتحرك” داعياً إلى “معالجة شاملة لهذه الظاهرة تشمل الجوانب التربوية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية”، مؤكداً على أن “المعالجة الأمنية تؤتي أكلها وتعبر عن حالة من اليقظة الأمنية والاستخباراتية إلا أنها غير كافية لوحدها”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com