جولة شرق أوسطية للدبلوماسية الأميركية لمنع اتساع نطاق الحرب


<p>طوافة عسكرية إسرائيلية تحلق في أجواء تل أبيب، في 3 يناير الحالي (رويترز)</p>
يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مساء اليوم الخميس، جولة شرق أوسطية جديدة تشمل إسرائيل، وتأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع نطاق الحرب الدائرة منذ ثلاثة أشهر بين الدولة العبرية وحركة “حماس”، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي.
وقال المسؤول الأميركي لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم نشر اسمه، إن بلينكن سيغادر الولايات المتحدة، مساء الخميس، في رحلة تشمل إسرائيل ومحطات عديدة أخرى في الشرق الأوسط.
ورفض المسؤول إعطاء تفاصيل حول الجدول الزمني المحدد لهذه الرحلة ومحطاتها.
جبهة الجنوب
وغداة اغتيال القيادي في حركة “حماس” صالح العاروري، قال مصدران أمنيان لـ”رويترز”، إن مسؤولاً محلياً في “حزب الله” وثلاثة أعضاء آخرين في الجماعة المتحالفة مع إيران قُتلوا، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، في ضربة إسرائيلية على جنوب لبنان.
وبذلك يرتفع عدد القتلى في الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، الأربعاء، إلى تسعة من أعضاء “حزب الله” في أحد أكثر الأيام دموية للحزب منذ أن بدأ تبادل إطلاق النار عبر الحدود مع إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وطلبت بريطانيا، والدنمارك، والسويد من رعاياها مغادرة لبنان فوراً. وحذرت وزارة الخارجية الألمانية مواطنيها، الأربعاء، من السفر إلى لبنان وناشدت الألمان الموجودين في لبنان مغادرته. وذكر بيان على موقع الوزارة على الإنترنت “لا يمكن استبعاد تفاقم الوضع واتساع نطاق الصراع، لا سيما بعد مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت في الثاني من يناير”. وأوضحت أن التحذير ينطبق على المناطق الجنوبية من لبنان على وجه الخصوص شمالاً حتى الضواحي الجنوبية للعاصمة بيروت.
أميركا ترصد
في موازاة ذلك، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لا ترى “رغبة واضحة” لدى “حزب الله” أو إسرائيل في خوض حرب مع الآخر.
وأشار المسؤول، الذي تحدث للصحافيين مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إلى خطاب ألقاه الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله في وقت سابق من اليوم حول اغتيال مسؤول كبير في حركة “حماس”، الثلاثاء، في بيروت.
وتابع المسؤول “على حد علمنا، لا توجد رغبة واضحة لدى حزب الله في خوض حرب مع إسرائيل والعكس”.
واستطرد قائلاً “لكن التوتر على الحدود (بين إسرائيل ولبنان) موجود لأن حزب الله يطلق النار من حين لآخر عبر الحدود على الإسرائيليين، ومن الواضح أن الإسرائيليين يردون على إطلاق النيران”.
ليست “إبادة جماعية”
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لا ترى أي أعمال في غزة تشكل “إبادة جماعية”، وذلك بعد أن بدأت جنوب أفريقيا إجراءات قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية تتعلق بالإبادة بسبب حربها على القطاع.
وذكر ميلر في مؤتمر صحافي اعتيادي “هذه مزاعم يجب التحقق منها بعناية… نحن لا نرى أي أعمال تشكل إبادة جماعية.. هذا ما حددته وزارة الخارجية”.
وكان قد سُئل عن طلب جنوب أفريقيا، الثلاثاء، بأن تصدر المحكمة الدولية أمراً عاجلاً يعلن أن إسرائيل تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948.
وقالت المحكمة، إنها ستعقد جلسات علنية يومي 11 و12 يناير (كانون الثاني) الحالي بناء على طلب جنوب أفريقيا. وقالت إسرائيل إنها ستدافع عن نفسها في مواجهة هذه الاتهامات.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة إلى مقتل أكثر من 22 ألف فلسطيني وتدمير جزء كبير من القطاع وتسببت في كارثة إنسانية لسكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال ميلر، إنه ليس لديه أي تقييم ليشاركه في شأن ما إذا كانت جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية قد ارتُكبت.
وانتقدت واشنطن، الثلاثاء، وزيرين إسرائيليين لدعوتهما إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة، لكنها قالت إن إسرائيل أكدت لمسؤولين أميركيين أن تصريحاتهما لا تعبر عن سياستها.
إدانة أوروبية
وأدان منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأربعاء، “بشدة التصريحات التحريضية وغير المسؤولة للوزيرين الإسرائيليين (إيتمار) بن غفير و(بتسلئيل) سموتريتش التي تسيء إلى الفلسطينيين في غزة وتدعو إلى هجرتهم”. وأضاف على وسائل التواصل الاجتماعي “عمليات التهجير القسري محظورة تماماً وتعد انتهاكاً خطراً للقانون الإنساني الدولي”.
عدد الضحايا
وقال مسؤولون أميركيون، إن عدداً كبيراً للغاية من الفلسطينيين قُتلوا في الصراع. وحثوا إسرائيل، التي تزودها واشنطن بالأسلحة، على بذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين المسجلين جراء الهجوم الإسرائيلي وصل إلى 22313 حتى، الأربعاء.
ووصفت إسرائيل قضية الإبادة الجماعية بأنها “لا أساس لها من الصحة” وتقول، إن “حماس” تستخدم الفلسطينيين دروعاً بشرية وتسرق المساعدات منهم، وهو ما تنفيه الحركة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قدرات حماس
إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن “حماس” ما زالت تملك “قدرات كبيرة” داخل غزة بعد نحو ثلاثة أشهر من بدء الحرب. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي “نعتقد أن تقليص وتدمير قدرة حماس على تنفيذ هجمات داخل إسرائيل هدف يمكن أن تحققه القوات الإسرائيلية”.
وأضاف “يمكن القيام بذلك، عسكرياً”، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي قادر على “القضاء على التهديد الذي تشكله حماس على الشعب الإسرائيلي”. لكنه استدرك قائلاً “هل سيتم القضاء على عقيدتها؟ كلا. وهل هناك احتمال بالقضاء على المجموعة؟ على الأرجح كلا”.
ورداً على سؤال حول عدد أعضاء “حماس” “الذين ما زال يتعين القضاء عليهم”، قال كيربي إن لديه تقديرات لم يشأ في الخوض في تفاصيلها. وقال “لكن حماس ما زالت تملك قدرات كبيرة في غزة”.
وأشار كيربي إلى أن “حماس” ليست “مجرد مجموعة متنوعة من الإرهابيين” بل هي مجموعة “منظمة مثل جيش”، لكن الإسرائيليين “كان لديهم تأثير على قدرة حماس على القيادة والتنظيم (وقدرتها) على تجديد مواردها، وبصراحة، على قيادة قواتها”.
إيصال المساعدات
من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الأربعاء، إلى “بذل مزيد من الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة”، معتبراً أن على إسرائيل “أن تسمح بدخول مزيد من الإمدادات بشكل ملحوظ للحد من مخاطر الجوع والمرض”. وأضاف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أن “المملكة المتحدة تريد أيضاً أن ترى إفراجاً فورياً عن الرهائن وإحراز تقدم نحو وقف دائم لإطلاق النار”، مشيراً إلى أنه ناقش هذه المسائل مع وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد إسرائيل كاتس.
وتولى كاتس منصبه، الثلاثاء، مع تصاعد المخاوف من اتساع نطاق الحرب المستمرة بين إسرائيل و”حماس” في قطاع غزة.
وجاءت المحادثات مع كاميرون بعد وصول أول شحنة مساعدات بريطانية إلى مصر هذا الأسبوع، وتشتمل على نحو 90 طناً من المواد الأساسية.
ومن المقرر أن ينقلها الهلال الأحمر المصري إلى معبر رفح على أن تتولى وكالة الأونروا توزيعها في غزة.
وسبق أن زار كاميرون المنطقة الشهر الفائت. وبحث أيضاً، الأربعاء، مع نظيره المصري سامح شكري النزاع في غزة وأزمة الملاحة في البحر الأحمر.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com