حركات اليمين الشعبوي في أوروبا تبحث توحيد صفوفها

<p>زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني في فرنسا مارين لوبن تتحدث إلى الصحافيين على هامش قمة وارسو (أ ب)</p>

ناقش زعماء الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة والقومية، السبت الرابع من ديسمبر (كانون الأول)، خلال مؤتمر في وارسو، مسألة التصويت بشكل موحد في قضايا السيادة والهجرة في البرلمان الأوروبي من دون أن يصلوا إلى حد تشكيل تحالف رسمي.

وشارك في المحادثات رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان، وزعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا مارين لوبن، ورئيس حزب القانون والعدالة الشعبوي اليميني الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي.

وفي بيان مشترك، رفض المجتمعون فكرة “أوروبا تحكمها نخبة نصبت نفسها بنفسها”، وقالوا إن “المؤسسات السيادية للدول هي فقط التي تتمتع بالشرعية الديمقراطية الكاملة”.

وذكر البيان أن “المشاركين ناقشوا أيضاً التعاون الوثيق بين أحزابهم في البرلمان الأوروبي”. وأضاف أن ذلك سيشمل “تنظيم اجتماعات مشتركة ومواءمة الأصوات بشأن القضايا المشتركة مثل حماية سيادة الدول الأعضاء والموقف من الهجرة غير الشرعية“.

الأحزاب المشاركة

كان زعيم حزب الرابطة الإيطالية ماتيو سالفيني أحد أبرز الغائبين، واكتفى بإصدار بيان قال فيه، “يجب أن يكون الوقت مناسباً” لولادة المجموعة الجديدة.

وكان سالفيني أحد الموقعين على إعلان في يوليو (تموز) من قبل 16 حزباً وحركة أشار إلى التخطيط لـ”تحالف كبير” في البرلمان الأوروبي، واعتُبر تمهيداً للقاء السبت.

ومن بين الموقعين أيضاً زعيم حزب “الصوت” (فوكس) الإسباني سانتياغو أباسكال، وكذلك زعيمة حزب “إخوة إيطاليا” (فراتيلي ديتاليا) جيورجيا ميلوني.

وينتمي حزب الرابطة الإيطالي والتجمع الوطني الفرنسي إلى مجموعة الهوية والديمقراطية في البرلمان الأوروبي، بينما ينتمي حزب القانون والعدالة البولندي و”الصوت” الإسباني و”إخوة إيطاليا” إلى مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين.

وترك حزب التحالف المدني (فيدس) الذي يتزعمه أوربان، حزب الشعب الأوروبي الذي يمثل يمين الوسط، وهو أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي، في مارس (آذار) ولا يزال يبحث عن تكتل جديد.

“تحالف ضروري”

وقالت لوبن، المرشحة للانتخابات الرئاسية الفرنسية في أبريل (نيسان)، إن الاجتماع في وارسو “خطوة مهمة”، وإن المشاركين “تعهدوا عقد اجتماعات منتظمة من أجل ضمان التصويت المشترك بين المجموعتين”. وأردفت، “هذا تقدم يناسبني جيداً ويسمح لي بالتفاؤل بالمستقبل”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكرت أنها تأمل في تشكيل مجموعة واحدة في البرلمان الأوروبي في نهاية المطاف لتكون ثاني أكبر قوة بعد حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي إلى يمين الوسط.

وأوضحت أن مثل هذا التحالف “ضروري للغاية الآن، إذ نواجه ائتلافاً ألمانياً جعل الفيدرالية أولوية وسيزيد بالتأكيد ضغط الهجرة”.

يأتي المؤتمر أيضاً وسط نزاع مرير بين بولندا والمجر من جهة، والاتحاد الأوروبي الذي يتحفظ على أموال مخصصة للتعافي من آثار “كوفيد-19” الاقتصادية للبلدين، من جهة أخرى.

وتتهم وارسو وبودابست، بروكسل بتقويض سيادتهما، بينما تؤكد الأخيرة أن البلدين يشهدان تراجعاً في الحريات والديمقراطية.

مواقف متباينة

اتفق الزعماء على عقد اجتماعهم المقبل في إسبانيا “خلال الشهور المقبلة”. وكتب أوربان على “فيسبوك”، قبيل اجتماع السبت، “نريد تغيير سياسة بروكسل”.

واحتج بضعة متظاهرين خارج فندق “ريجنت وارسو” خلال المحادثات، وهتفوا “لا للفاشية!” و”النظام الروسي!”، في إشارة إلى وجهات نظر بعض الحضور الموالية لموسكو.

ورأت أستاذة العلوم السياسية في الأكاديمية البولندية للعلوم، إيفا مارسينياك، أن المشاركين سيحاولون “تقليل أهمية الخلافات بينهم” لا سيما مواقفهم المتباينة أحياناً حيال موسكو وقضية الإجهاض وحركة المثليين أو ارتباطاتهم التاريخية، وسيصرون على “الإرادة المشتركة لإعادة اكتشاف جذور الاتحاد الأوروبي”.

وعقد هذا الاجتماع توازياً مع تشكيل ائتلاف حكومي جديد في ألمانيا وتوقيع معاهدة فرنسية- إيطالية بشأن تعزيز التعاون أخيراً.

“منعطف تاريخي”

وقالت مارسينياك، إن “أحد عناصر اتفاق الائتلاف الجديد في ألمانيا يتحدث عن فدرلة الاتحاد الأوروبي”، خلافاً لرغبات قادة الأحزاب التي حضرت لقاء وارسو.

وكان رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي رأى، الجمعة، أن الأمر يتعلق حالياً “بمنعطف في تاريخ أوروبا والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء ذات السيادة في الاتحاد الأوروبي”.

وأضاف خلال اجتماع خبراء أنه “إما… أن نضع معاً حاجزاً أمام اغتصاب السلطة وتركزها في أيدي النخب الأوروبية… وإما سنواجه اتساع الاختصاصات (المؤسسات الأوروبية) وتقلص واحد من أفضل الابتكارات الإنسانية أي الدول ذات السيادة”.

من جهتها، أكدت وزيرة الأسرة المجرية كاتالين نوفاك أن هدف حزب “فيدس” هو “ضمان تمثيل الأشخاص القوميين والمؤيدين للحرية والمناهضين للهجرة والذين يحترمون القيم العائلية التقليدية، بأكبر قدر ممكن في عملية صنع القرار الأوروبي”.

subtitle:
شاركت أحزاب من دول عدة في محادثات بوارسو سعياً لتشكيل ائتلاف يصوت بشكل موحد في مؤسسات الاتحاد
publication date:
السبت, ديسمبر 4, 2021 – 22:15

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

AymanSerhan

Recent Posts

خلافات بين أمل وحزب الله

شهدت الانتخابات البلدية الأخيرة في عدد من البلدات الجنوبية خلافات بين حركة "أمل" و"حزب الله"…

7 ساعات ago

Trade | Khám Phá C54 – Đột Phá Trong Lĩnh Vực Khoa Học Công Nghệ | 58-2025

c54 đang trở thành một từ khóa nổi bật trong nhiều lĩnh vực khoa học…

يوم واحد ago

اللقاء الوطني” يحيي عيد التحرير ويستغرب الغياب: ألهذا الحدّ يزعجهم النصر

اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام"، بيانا لمناسبة  عيد المقاومة والتحرير، قال فيه : يطل علينا عيد…

يومين ago

ارتفاع سعر البنزين

ارتفع اليوم، سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 9 آلاف ليرة و98 أوكتان 10 آلاف ليرة،…

يومين ago

حزب الله”- جبل عامل الأولى نظم لقاء اقتصاديًا في صور لمناسبة عيد المقاومة والتحرير

نظم قسم النقابات والعمال في منطقة جبل عامل الأولى في "حزب الله" "اللقاء الاقتصادي الأول…

يومين ago