“نحن نعتبر أمن تركيا وحدودها أمننا، وأنتم اعتبروا أمن سوريا أمنكم”.. هذا ما قاله المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال استقباله له قبل القمة الثلاثية الإيرانية – الروسية – التركية التي عُقدت في طهران.. خلفية كلام المرشد الأعلى تَعني ترجمة لسياسة بلاده التي تُعنى بشعوب وأمن المنطقة المُخطَط لها أميركياً وغربياً لإضعافها وانقسامها، وتعمل بكل قوّتها لتضامنها وتوحيدها، فتصبح بذلك لديها القدرة على إفشال المخطط الأميركي.
أما الخلفية التركية فهي تسعى الى توزيع سيطرتها على جزء من الدول التي تحدّها، وتحديداً سوريا التي ساهمت في إضعافها، إلا أن أردوغان فشل في سوريا، والفشل يُحتّم عليه التراجع عن مخططاته، والتي كان آخرها العملية العسكرية التي كان وقتها مُحدداً قبل شهرين في الشمال السوري، لأن الحرب قبل أن تكون لغير صالح سوريا فهي لغير صالحه، خاصة وأنه مُقبل على انتخابات من جهة، ومن جهة اخرى يَطرح نفسه كوسيط لحل الأزمات بين الدول ويستفيد من الطرفين..
من هنا يعتبر مراقبون أن أردوغان يبتز ايران وروسيا في سوريا، من أجل الحصول على مكاسب إقتصادية، وأخرى لها علاقة بدور بلاده كوسيط ومُحرِّك سياسي له أهميته دولياً وإقليمياً، خاصة وأن تركيا تطرح نفسها كصلة وصل بين الشرق والغرب. من هنا نرى محاولتها للتوازن بين أميركا والغرب من جهة وروسيا وايران من جهة اخرى.
وبما أن سوريا جزء من المعركة العالمية، وباتت عبئاً على الأوروبي بعد الحرب الروسية – الأوكرانية وتداعياتها عليه، نجد الأميركي والتركي وكأنهما يريدان تعليق الملف السوري للحصول على مكاسب، تركيا تأخذ هذا المسار الى جانب الأميركي، رغم علمها أن “قسد” تقوم بتقويتها الولايات المتحدة وكأنها معركة بين طرفين ذات مرجعية واحدة، ولأن المسألة الكُردية لها مفاعيلها في المنطقة، نجد ايران حريصة على أمن سوريا وتركيا والعراق.
أما التطرّق في بيان القمة وإعلان موقف “رفض خلق واقع جديد في سوريا”، فهذا لوضع حد لأطماع تركيا في الشمال السوري المُتاخِم لحلب، والذي عمد أردوغان على تجنيس أكثر من أربعة ملايين سوري كانوا في مخيمات على الحدود التركية للإستفادة منهم في الانتخابات للخروج من مأزقه من جهة ولإنشاء حكم ذاتي داخل سوريا من جهة أخرى..
وبما أن العملية العسكرية كان توقيتها قبل شهرين فأحد نتائج القمة أنها ستتوقف، وبذلك يكون أردوغان استجاب للإيراني الذي قال له: “عليك بالتعقل في اتخاذ قراراتك وتحديد خياراتك” خاصة وأن الحرب ليست في مصلحة تركيا..”
واللافت كان حضور وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في طهران بهذا التوقيت، ليكون على إطلاع بكل التفاصيل التي لها علاقة بالشأن السوري ولمتابعة تفاصيل بعض اللقاءات التي لا تُعلَن..
من ناحية أخرى، نجحت تركيا بتخطي العقوبات على ايران والتعامل معها تجارياً وإقتصادياً، وكذلك يُمكنها أن تفعل ذلك مع روسيا وتُحقق ما تسعى إليه وتحديداً في موارد الطاقة، وهذه من نتائج القمة أيضاً أن نجد نفط وغاز ايران وروسيا يمر عبر تركيا باتجاه أوروبا.
في الخلاصة، القمة تُقسَم الى قسمين: قمة ثلاثية: روسية- ايرانية- تركية لها علاقة بسوريا والسياسات التي يجب اتباعها، وقمة ثنائية: ايرانية- روسية تشمل مستقبل المنطقة والعلاقات الاقتصادية وعقد اتفاقات والاتفاق النووي، ما يعني تشكيل بلوك عالمي جديد.. هنا يكمن الرد من قمة أقطاب على قمة أتباع..
المصدر: مريم نسر- جريدة الدّيار
The post خامنئي لأردوغان: تَعَقَّل appeared first on LebanonFiles.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.lebanonfiles.com
في خضم الأحداث المتسارعة التي تعصف بمنطقة غرب آسيا، يخرج البعض مبتهجًا بأي ضربة تتلقاها…
علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العدوان الإسرائيلي على إيران، وقال إنه حان الوقت لإنهاء…
تلقى مسؤولون أميركيون معلومات تفيد أن إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لشن عملية عسكرية ضد إيران،…
أعلن إعلام إيراني رسمي، اليوم السبت، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن جهاز الاستخبارات الإيرانية، شن…
نظمت "مؤسسة سعيد وسعدى فخري" الانمائية في بلدة الزرارية " المعرض الجامعي الاكاديمي الاول "…
كتب عماد مرمل في للجمهورية أما وأنّ الانتخابات البلدية والاختيارية انتهت، فإنّ القوى السياسية التي…