أخبار عربية وإقليمية

دفعة ثانية من تبادل الأسرى في غزة ودخول عشرات شاحنات المساعدات


<p>قافلة تقل رهائن إسرائيليين أطلقت "حماس" سراحهم من قطاع غزة في 26 نوفمبر 2023 (أ ف ب)&nbsp;</p>

وصلت دفعة رهائن ثانية أفرجت عنهم حركة “حماس” إلى إسرائيل، التي أطلقت بدورها سراح مجموعة ثانية من المعتقلين الفلسطينيين، أمس السبت، في اليوم الثاني من الهدنة بعد سبعة أسابيع من حرب مدمرة.

ووفق السلطات المصرية والإسرائيلية، أطلق سراح 13 رهينة إسرائيلية في إطار اتفاق الهدنة بين إسرائيل و”حماس”، كما أفرجت الحركة عن أربع رهائن تايلانديين. وجاء الإفراج عن الرهائن بعد تأخير ساعات قالت “حماس”، إن سببه عدم التزام إسرائيل بنود الاتفاق.

كذلك، خرج من السجون الإسرائيلية 39 معتقلاً فلسطينياً من النساء والأطفال بموجب اتفاق الهدنة.

وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لـ”حماس”، أنها سلمت الصليب الأحمر 13 رهينة إسرائيلية وأربعة تايلانديين من خارج اتفاق الهدنة، ممن تحتجزهم في قطاع غزة منذ هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

كذلك، أكد ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة خارجية قطر التي تؤدي مهمة وساطة، أنه أُفرج عن 13 إسرائيلياً هم ثمانية أطفال وخمس نساء، إضافة إلى أربعة أجانب.

وشوهدت سيارات الصليب الأحمر الدولي تخرج من معبر رفح في اتجاه مصر.

وبحسب مصادر فلسطينية ومصرية متابعة للمفاوضات، ينص اتفاق الهدنة الذي بدأ تطبيقه، الجمعة، ويستمر أربعة أيام، على أن ينقل الصليب الأحمر في سياراته الخاصة الرهائن إلى معبر رفح الحدودي حيث يسلمهم إلى الأمن المصري في الجانب المصري من المعبر.

ويسير الموكب بمحاذاة قطاع غزة وصولاً إلى مكان قريب من معبر كرم أبو سالم الواقع على الحدود بين مصر وإسرائيل وغزة. ومن معبر أبو سالم ينقل الرهائن في مروحيات خاصة إلى داخل إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي وصول الرهائن إلى إسرائيل.

وعبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، السبت، عن “ارتياح” بلادها لإطلاق حركة “حماس” سراح مجموعة ثانية من الرهائن، بينهم 4 ألمان إسرائيليين.

39 فلسطينياً

وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية، ليل السبت الأحد، أنها أطلقت سراح 39 فلسطينياً. وأظهرت لقطات تلفزيونية استقبال عدد من المفرج عنهم في منازلهم في القدس الشرقية.

وأبرز المفرج عنهم هي إسراء جعابيص (38 سنة) التي دينت بتفجير أسطوانة غاز في سيارتها على حاجز عام 2015، مما أدى إلى إصابة شرطي، وحكم عليها بالسجن 11 عاماً.

وكانت قطر أعلنت في وقت سابق “تذليل العقبات عبر الاتصالات القطرية- المصرية مع الجانبين”، مشيرة إلى أن الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى والرهائن سيتم ليل السبت.

سبق ذلك إعلان كتائب القسام تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى حتى تلتزم إسرائيل بنود الاتفاق.

وتحدث القيادي في “حماس” أسامة حمدان من لبنان عن “خروق أمنية وإطلاق نار على أبناء شعبنا” وعدم التزام “عدد شاحنات الإغاثة المفترض وصولها إلى شمال القطاع”، و”تلاعب بأسماء ومعايير الإفراج عن أسرى من النساء والأطفال، مما يعرض الاتفاق للخطر”.

ورفض حمدان مجدداً “أي تحرير للأسرى بالقوة”، قائلاً إن “إسرائيل لم ولن تفرج عن أحد من أسراها إلا عبر التفاوض مع مقاومتنا ودفع الأثمان اللازمة”.

وترفض إسرائيل السماح للنازحين في جنوب قطاع غزة بالعودة إلى الشمال، وتؤكد عبر منشورات وتصريحات أن “الحرب لم تنته” وتشدد على أن الشمال منطقة عمليات عسكرية.

محاولة العودة

وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على كثير من الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى الشمال يومي الجمعة والسبت، مما تسبب في مقتل شخص وإصابة العشرات، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وحصلت حركة نزوح جديدة، أمس السبت، في ظل وقف النار السائد منذ الجمعة، من شمال قطاع غزة إلى الجنوب.

شهد اليوم الأول للهدنة، الجمعة، إفراج حماس عن 13 رهينة من النساء والأطفال الإسرائيليين، إضافة إلى 10 تايلانديين وفيليبيني أفرجت عنهم الحركة الفلسطينية من خارج الاتفاق. وأطلقت إسرائيل 39 معتقلاً فلسطينياً من النساء والأطفال.

اقتادت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى، في يوم تنفيذ الهجوم غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، قرابة 240 رهينة من مناطق محاذية لقطاع غزة.

وتحمل الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، الذين نزح منهم 1.7 مليون عن منازلهم، بعد قصف إسرائيلي عنيف أدى إلى مقتل 14854 شخصاً بينهم 6150 طفلاً، وفق حكومة “حماس”. وتنفذ إسرائيل عمليات عسكرية برية واسعة داخل غزة منذ 27 أكتوبر.

وتسبب هجوم “حماس” في إسرائيل بمقتل 1200 شخص غالبيتهم مدنيون، وفق السلطات الإسرائيلية.

صمود الهدنة

وتبدو الهدنة صامدة في يومها الثاني إذ أوقف الجيش الإسرائيلي قصفه على غزة وعملياته العسكرية داخل القطاع، كما أوقفت “حماس” إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان الذي تشارك بلاده في الوساطة، إن هناك “اتصالات مصرية مكثفة تجري حالياً مع كل الأطراف، لتمديد فترة الهدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لمدة يوم أو يومين إضافيين، بما يعني الإفراج عن مزيد من المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهته قال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرزي هاليفي، السبت، “سنعود فور انتهاء وقف النار إلى هجومنا في غزة، إلى عملياتنا، لأننا نفعل هذا أيضاً لتفكيك حماس، ولإيجاد أكبر قدر من الضغط لإعادة أكبر عدد من الرهائن، وصولاً إلى آخر واحد منهم”.

وينص الاتفاق الذي تم بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن 50 رهينة في مقابل 150 سجيناً فلسطينياً، كما ينص على وقف الأعمال العسكرية كافة ودخول مساعدات إلى غزة.

وسارت في شوارع تل أبيب، مساء السبت، تظاهرة حاشدة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، هتف خلالها المحتجون الذين حملوا صور الرهائن، “حرروهم الآن”.

وطلبت السلطات الإسرائيلية من وسائل الإعلام عدم التواصل مع الرهائن المفرج عنهم وعائلاتهم، واحترام خصوصيتهم في هذا الوقت.

ونشر منتدى عائلات الرهائن صوراً ومقاطع فيديو للم شمل عائلات إسرائيلية، غالباً في المستشفيات.

وقال روي ماندر، شقيق أوعاد ذي السنوات السبع، الذي أفرج عنه الجمعة، “مهم جداً أن نقول إننا لسنا في عيد”، مضيفاً “نحن سعداء لكننا لا نحتفل لأن ثمة رهائن آخرين محتجزون. سنواصل نضالنا حتى الإفراج عن جميع الرهائن”.

في قرية بيتللو قرب رام الله، قالت روان أبو مطر، السبت، “لسنوات، كنت أريد أن أخرج فقط لأتمكن من أن أضم أمي. مرت سنوات لم أحضنها ولم ألمسها، إلا مرة واحدة. يومها تصورت معها، لكن بالكاد التقطت الصورة، طلبوا مني الخروج (من مكان الزيارة). اليوم لا حاجز بيننا”.

كانت أبو مطر تمضي حكماً بالسجن لتسع سنوات بتهمة محاولة طعن جندي إسرائيلي أصيب بجروح طفيفة في يوليو (تموز) 2015.

في مستشفيات جنوب قطاع غزة، تواصل قوافل من سيارات الإسعاف إجلاء المصابين من مستشفيات الشمال.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لـ”حماس” أشرف القدرة أنه “لا توجد سعة فيها لاستيعاب من يتم نقلهم إليها”، مضيفاً أنها تفتقد “لأي مقومات صحية لاستقبال المصابين”.

وتضرر أو دمر أكثر من نصف المساكن في غزة، وفق الأمم المتحدة.

وتوزعت شاحنات مساعدات دخلت، الجمعة، إلى غزة، السبت في مناطق عدة من القطاع المحاصر، وفق مصوري الصحافة الفرنسية.

ودخلت، الجمعة، 200 شاحنة محملة مساعدات إلى غزة بحسب وحدة تنسيق الشؤون المدنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية.

فرضت إسرائيل على قطاع غزة الخاضع أصلاً لحصار منذ وصول “حماس” إلى السلطة عام 2007، “حصاراً كاملاً” منذ التاسع من أكتوبر وقطعت عنه الماء والغذاء والكهرباء والدواء والوقود.

تظاهرات تضامن

في لندن، خرجت، السبت، تظاهرة حاشدة تضامناً مع الفلسطينيين، مطالبة بـ”وقف الإبادة” في غزة.

وسارت تظاهرة مماثلة قرب البرلمان الكندي في أوتاوا ضمت أطيافاً متنوعة، بين منظمات فلسطينية وعربية ومسلمة ويهودية ومناهضة للحرب وعمالية ومنظمات عدالة اجتماعية.

في الضفة الغربية، أفادت وزارة الصحة بمقتل ستة فلسطينيين، السبت، برصاص الجيش الإسرائيلي، أربعة منهم في جنين وواحد في قباطية وآخر في البيرة.

تشهد الضفة التي تسيطر عليها إسرائيل منذ 1967 توتراً متصاعداً منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و”حماس”. وقتل أكثر من 230 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي أو بأيدي مستوطنين في مناطق مختلفة بالضفة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

الجبهة الشمالية

على الجبهة الشمالية، أعلنت إسرائيل، السبت، إسقاط صاروخ أطلق من جنوب لبنان باتجاه مسيرة إسرائيلية. وردت إسرائيل بقصف جوي على بنى تحتية لـ”حزب الله”.

كانت الحدود اللبنانية الإسرائيلية شهدت طيلة الأسابيع السبعة الماضية تصعيداً وقصفاً متبادلاً، إلا أن هدوءاً حذراً يسود، منذ فجر الجمعة.

وقال مصدر قريب من “حزب الله”، إن الحزب الذي تربطه علاقة وثيقة بحركة “حماس” “سيلتزم الهدنة طالما يلتزمها الإسرائيليون”.

وتعرضت سفينة تجارية يملكها رجل أعمال إسرائيلي لهجوم في المحيط الهندي، الجمعة، بطائرة مسيرة يشتبه بأنها إيرانية، وفق ما أفاد مسؤول عسكري أميركي، السبت.

جاء ذلك بعد نحو أسبوع على إعلان الحوثيين في اليمن احتجاز سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي بالبحر الأحمر.

تابعوا تطورات الحرب بين إسرائيل و”حماس” في هذه التغطية المباشرة.

subtitle: 
"حماس" تفرج عن 13 رهينة وإسرائيل تطلق سراح 39 سجيناً فلسطينياً وتمنع العودة لشمال القطاع
publication date: 
الأحد, نوفمبر 26, 2023 – 05:00

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى