رئيس كازاخستان يفشل في إخماد الاحتجاجات


<p class="rteright">الاحتجاجات أودت بحياة ثمانية من أفراد الشرطة والحرس الوطني وأفيد لاحقاً بمقتل جنديين (أ ب)</p>
قال رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، الخميس، السادس من يناير (كانون الثاني)، إن تحالفاً أمنياً مؤلفاً من دول سوفياتية سابقة، وتقوده روسيا، سيرسل قوات لحفظ السلام إلى كازاخستان بعد مناشدة رئيسها مساعدة تلك الدول في إخماد احتجاجات عنيفة ومميتة في بلاده.
وكتب باشينيان على “فيسبوك” أن عدداً غير محدد من قوات حفظ السلام سيذهب إلى كازاخستان لمدة محدودة لإعادة استقرار الوضع بعد إحراق مبانٍ حكومية والسيطرة على مطار “ألماتي” الدولي.
قتلى
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء عن وزارة الداخلية في كازاخستان قولها، إن الاحتجاجات أودت بحياة ثمانية من أفراد الشرطة والحرس الوطني على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، وفي وقت لاحق، نقلت وكالات أنباء روسية عن وسائل إعلام في كازاخستان قولها، إن جنديين قُتلا أيضاً في ما وصفته بأنه عملية لمكافحة الإرهاب في مطار “ألماتي”.
واندلعت الاحتجاجات في بادئ الأمر بسبب غضب من زيادة أسعار الوقود واتسع نطاقها سريعاً لتشمل معارضة للرئيس السابق نور سلطان نزارباييف الذي لا يزال يحتفظ بسلطات واسعة في الجمهورية السوفياتية السابقة على الرغم من استقالته عام 2019 بعد أن حكم البلاد ما يقرب من ثلاثة عقود، ويُنظر إلى نزارباييف، البالغ من العمر 81 عاماً، على نطاق واسع باعتباره القوة السياسية الرئيسة في العاصمة نور سلطان، التي سميت تيمناً به، ويُعتقد أن عائلته تسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد، الأكبر حجماً في آسيا الوسطى، ولم يظهر نزارباييف علناً أو يُدلِ بتصريحات منذ بدء الاحتجاجات.
مئات المليارات من الدولارات
وساعدت صورة كازاخستان كبلد مستقر سياسياً في عهد نزارباييف في جذب استثمارات أجنبية بمئات المليارات من الدولارات في قطاعي النفط والمعادن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي محاولة على ما يبدو لتهدئة الغضب العام، أقال الرئيس قاسم جومارت توكاييف سلفه نزارباييف من منصب رئيس مجلس الأمن القومي، واضطلع بمسؤولياته، كما عيّن رئيساً جديداً للجنة أمن الدولة وأقال أحد أقارب نزارباييف من ثاني أعلى منصب في اللجنة، كما تقدمت حكومة توكاييف باستقالتها، لكن مصدراً مطلعاً قال لـ”رويترز”، إن الاحتجاجات استمرت، وسيطر المتظاهرون على مطار في “ألماتي،” كبرى مدن كازاخستان، وألغيت الرحلات الجوية من المدينة وإليها.
عصابات “إرهابية”
وفي خطاب تلفزيوني هو الثاني في غضون ساعات قليلة، قال توكاييف في الساعات الأولى من صباح الخميس إنه طلب مساعدة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف عسكري يضم روسيا وروسيا البيضاء وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان. وأضاف أن عصابات “إرهابية” تلقت تدريباً في الخارج استولت على مبانٍ ومرافق بنية تحتية وأسلحة، ووضعت يدها على خمس طائرات، بينها طائرات أجنبية، في مطار “ألماتي”. وقال، “هذا تقويض لسلامة البلد والأهم أنه هجوم على مواطنينا الذين يطلبون مني مساعدتهم بسرعة”.
فوضى عارمة
وشاهد مراسلون لـ”رويترز”، صباح الأربعاء، آلاف المحتجين يشقون طريقهم نحو وسط المدينة، وفي مدينة أكتوبي، تجمّع مئات المتظاهرين في إحدى الساحات وهم يهتفون “ارحل أيها المسن!”، وفي مقطع مصور نُشر على الإنترنت، ظهر رجال الشرطة وهم يستخدمون مدافع المياه والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين بالقرب من مكتب رئيس البلدية هناك، وأعلنت حالة الطوارئ في نور سلطان و”ألماتي” وإقليم “مانجيستاو”، غرب البلاد، كما انقطعت خدمات الإنترنت.
إلغاء زيادة أسعار الوقود
وبعد قبول استقالة الحكومة، أمر توكاييف الوزراء بالإنابة بإلغاء زيادة أسعار الوقود التي تسببت في مضاعفة تكلفة غاز البترول المسال، وهو وقود سيارات يستخدمه كثير من السكان.
“ضبط النفس”
ودعت الولايات المتحدة السلطات في كازاخستان إلى “ضبط النفس”، معربة عن أملها أن تجري “بطريقة سلمية” التظاهرات في الجمهورية السوفياتية السابقة التي أعلنت حالة الطوارئ على كامل أراضيها. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إنه يجب أن يتمكن المحتجون من “التعبير عن أنفسهم سلمياً”، مناشدةً السلطات “ضبط النفس”، كما نددت ساكي بـ”الادّعاءات المجنونة من جانب روسيا” بشأن المسؤولية المفترضة للولايات المتحدة في أعمال الشغب التي تهز كازاخستان، مؤكدة أن هذه المزاعم “غير صحيحة على الإطلاق”، وتفضح “استراتيجية التضليل الروسية”.
إلغاء رحلات
ألغت شركتا “فلاي دبي” و”العربية للطيران” خدمات إلى مدينة ألماتي، كبرى مدن كازاخستان، الخميس.
وقال متحدث باسم “فلاي دبي”، إن شركة الطيران ألغت خدمتي العودة من دبي إلى ألماتي اللتين كانتا مقررتين اليوم الخميس بسبب “الوضع على الأرض” هناك.
ومن المقرر تسيير رحلة عودة لـ”فلاي دبي” من دبي إلى العاصمة نور سلطان.
وأظهر الموقع الإلكتروني لـ”العربية للطيران” إلغاء رحلات العودة من الشارقة إلى ألماتي التي كانت مقررة الخميس.
ولم تصدر شركة الطيران الإماراتية تعليقاً بعد.
وعلقت شركة “طيران الجزيرة” الكويتية، التي تسير رحلات منخفضة التكلفة، الأربعاء، الرحلات إلى ألماتي.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com