روايات ناجين من هجوم فندق مقديشو


<p class="rteright">الفندق الذي تعرض للهجوم في العاصمة الصومالية "مدمر وكأن زلزالاً ضربه" (أ ب)</p>
بعد 30 ساعة من الاشتباكات بين القوى الأمنية الصومالية وعناصر حركة الشباب الذين هاجموا فندق “حياة” في مقديشو، وارتفاع عدد القتلى إلى 21 وإصابة العشرات، خرج الناجون من الهجوم الأكبر على العاصمة الصومالية منذ انتخاب الرئيس الجديد حسن شيخ محمود في مايو (أيار).
هذا، وما زالت عمليات البحث عن مفقودين متواصلة في الفندق الذي يُعد مكاناً مفضّلاً للقاءات المسؤولين الحكوميين، وقد أصيب بأضرار فادحة وانهارت أقسام منه.
تحت تأثير الصدمة
روى عبد الفتاح محمد أنه كان قد جلس للتو مع صديق له لارتشاف القهوة عندما دوى انفجار ضخم أعقبه إطلاق نار.
وتابع “توجّه المهاجمون مباشرة إلى البهو الرئيسي للمبنى حيث قتلوا الناس عشوائياً”.
من جهته، قال عبد الفتاح محمد إنه اختبأ قرب المراحيض مع 12 شخصاً آخرين، وقد تم إنقاذه بعد 40 دقيقة.
وقالت الشاهدة حياة علي إن ثلاثة أطفال لأسرة واحدة تتراوح أعمارهم بين أربع وسبع سنوات كانوا تحت تأثير الصدمة يختبئون في مراحيض الفندق.
وقال صادق أحمد وهو ممرض قُتل أحد أقربائه بالرصاص “قرب مكتب الاستقبال” إن الفندق “مدمر وكأن زلزالاً ضربه”.
واعتبرت سميرة قعيد مديرة مركز “هيرال” للابحاث في مقديشو أن هذا “الهجوم الجريء” يشكل رسالة إلى الحكومة الجديدة وحلفائها الأجانب.
وقالت إن “الهجوم المعقد هدفه الإظهار أن (الإسلاميين الشباب) لا يزالون حاضرين بقوة”.
ضغط على الحكومة
وقد بدأ الهجوم الذي شنّته حركة الشباب المرتبطة بتنظيم “القاعدة” بالأسلحة والقنابل، مساء الجمعة 19 أغسطس (آب).
وأنهت قوات الأمن الهجوم قرابة منتصف ليل السبت- الأحد معلنة مقتل المهاجمين.
ويشكّل الهجوم عامل ضغط على الحكومة الفيدرالية التي تشكّلت في مطلع أغسطس في الصومال التي يواجه نصف سكانها البالغ عددهم الإجمالي 15 مليون نسمة، خطر المجاعة.
وقال مفوض الشرطة، عبد الحسن محمد حجار، للصحافيين الأحد إنّ “الضحايا أصيبوا بغالبيتهم في أولى ساعات الهجوم”.
أضاف أن قوات الأمن أنقذت “106 أشخاص بينهم نساء وأطفال” خلال الحصار الذي انتهى قرابة منتصف الليل.
مصير الأقارب والمتفجرات
وأكد المتحدث باسم حركة الشباب، عبد العزيز أبو مصعب، الأحد، أنها قتلت أكثر من 40 شخصاً في هذه العملية. وهو كان قد أعلن السبت أنّ قواته “ألحقت خسائر جسيمة” بالقوات الأمنية.
ومنذ صباح الأحد، بدأ عشرات الأشخاص يتجمّعون في محيط الفندق لاستقاء معلومات عن مصير أقارب لهم كانوا موجودين في المبنى حين وقع الهجوم.
وخلال النهار، عمل عناصر الإغاثة على البحث عن ناجين بين الأنقاض في حين عمل خبراء تفكيك المتفجّرات على التأكد من خلو المبنى من المتفجرات.
إدانات
ودان حلفاء الصومال، من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا، والأمم المتحدة، الهجوم بقوة. كذلك فعلت “أتميس” وهي قوة الاتحاد الأفريقي المكلّفة بمساعدة القوات الصومالية على تولّي المسؤولية الأساسية عن الأمن بحلول نهاية العام 2024.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في الصومال عن تعازيها لذوي الضحايا، وجددت التأكيد عبر “تويتر” على دعمها الحكومة الصومالية “في سعيها لضمان الأمن والاستقرار”.
من جهته، أشار مكتب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى أن هذا الهجوم “جاء في توقيت حرج” للحكومة الفيدرالية التي تشكّلت للتو و”يرمي بوضوح” إلى “زيادة الضغوط في ظل أوضاع متوترة أصلاً” على أثر الانتخابات.
بالإضافة إلى تمرّد حركة الشباب، يتعين على الحكومة أن تواجه مجاعة يتسبب بها جفاف هو الأسوأ الذي تشهده الصومال منذ 40 عاماً.
وطرد عناصر الحركة من المدن الرئيسية في الصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو في العام 2011، لكنهم لا يزالون منتشرين في مناطق ريفية شاسعة وهم قادرون على شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية. وكثّفوا هجماتهم خلال الأشهر الماضية.
بين بايدن وترمب
وأعلن الجيش الأميركي الأربعاء مقتل 13 عنصراً في حركة الشباب كانوا يهاجمون جنوداً من الجيش الصومالي، في غارة جوية شنّها على منطقة نائية في هذا البلد الواقع في القرن الأفريقي.
وفي مايو، أمر الرئيس الأميركي جو بايدن بإعادة تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الصومال لمساعدة السلطات المحلية في التصدّي لحركة الشباب، بعدما كان سلفه دونالد ترمب قد أمر بسحب غالبية القوات الأميركية.
وفي الأسابيع الماضية، شنّ عناصر الشباب هجمات عدة في المنطقة الحدودية بين الصومال وإثيوبيا، ما أثار مخاوف من احتمال اتّباع الحركة استراتيجية جديدة.
والشهر الماضي، قال الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود إن وضع حد لتمرد حركة الشباب يتطلّب أكثر من مجرد استراتيجية عسكرية، لكنّه شدد على أن حكومته لن تتفاوض مع الحركة إلا في الوقت المناسب.
ومطلع أغسطس، عيّن رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري القيادي السابق في الحركة مختار روبو وزيراً للشؤون الدينية في الحكومة الصومالية.
وكان روبو البالغ 53 عاماً والملقب بأبي منصور، قد انشقّ علناً في أغسطس 2017 عن الحركة التي ساهم في تأسيسها.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com