روسيا تشن عدة هجمات في أوكرانيا وتواصل تقدمها إلى ما بعد أفدييفكا


<p class="rteright">جاء سقوط أفدييفكا في الوقت الذي تنتظر فيه أوكرانيا التصويت على مساعدات أميركية بقيمة 60 مليار دولار (رويترز)</p>
أعلن الجيش الأوكراني أمس الأحد أن القوات الروسية تشن عدة هجمات في شرق أوكرانيا أثناء محاولتها التقدم إلى ما بعد أفدييفكا، غداة انسحاب قوات كييف من هذه المدينة الصناعية.
وفي مواجهة النقص المتزايد في العديد والعتاد وبعد أشهر من المعارك الضارية، أعلنت أوكرانيا انسحابها من أفدييفكا ليل الجمعة/السبت في هزيمة رمزية قبل أيام من الذكرى الثانية للهجوم الروسي.
وقال المتحدث العسكري باسم القطاع دميترو ليخوفي للتلفزيون إن “قوات أوكرانية كبيرة” تمركزت في مواقع جديدة قرب أفدييفكا وهي “مستعدة” للهجمات الروسية التي “للأسف بدأت”. وذكر أن روسيا “تحاول توسيع هجومها” في منطقة دونيتسك.
وأعلن أولكسندر تارنافسكي قائد القطاع على “تليغرام” أن العسكريين الأوكرانيين “صدوا” الأحد 14 هجوماً قرب لاستوشكيني البلدة الصغيرة الواقعة على بعد أقل من كيلومترين من أحياء أفدييفكا الشمالية و23 هجوماً آخر في منطقة مارينكا إلى الجنوب.
وأدى التقدم الروسي في أفدييفكا، وهو الأهم منذ مايو (أيار) 2023، إلى زيادة الضغط على المدنيين في المنطقة الذين أصبح عددهم أقل.
في بلدة نوفوليكسندريفكا الواقعة على بعد حوالى ثلاثين كيلومتراً غرب أفدييفكا التي بقي فيها 200 نسمة، قرر فاديم (22 سنة) عدم الرحيل حالياً رغم القصف الروسي “المستمر”. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية “آمل أن يتوقف القصف. وإذا لم يتوقف فسنحاول الرحيل” في إشارة إلى زوجته وطفلهما الذي ولد قبل أسبوع.
وجاء سقوط أفدييفكا في الوقت الذي تنتظر فيه أوكرانيا بفارغ الصبر منذ أشهر تصويت الكونغرس الأميركي على مساعدات أميركية بالغة الأهمية بقيمة 60 مليار دولار.
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن أسفه لأن ذلك “نتيجة لتقاعس الكونغرس الذي أدى إلى تحقيق روسيا أول مكاسب ملحوظة لها على الأرض منذ أشهر”.
“نصر مهم”
من جانبه، رحب فلاديمير بوتين السبت بـ”النصر المهم” بعد أن أعلن جيشه “السيطرة الكاملة” على أفدييفكا.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها تقدمت مسافة 8.6 كيلومترات بعد الاستيلاء على هذه المدينة التي استهدفتها هجمات روسية مكثفة منذ أكتوبر (تشرين الأول) رغم الخسائر الفادحة.
لسقوط هذه المنطقة التي لم يبق فيها في الأيام الأخيرة سوى نحو 900 نسمة مقارنة بنحو 34 ألف نسمة قبل الحرب، قيمة رمزية مهمة لكلا المعسكرين.
وكانت أفدييفكا سقطت لفترة وجيزة في يوليو (تموز) 2014 بأيدي الانفصاليين المدعومين من موسكو قبل أن تعود تحت السيطرة الأوكرانية.
وتقع على بعد 12 كلم فقط من دونيتسك “عاصمة” الانفصاليين التي خسرت كييف السيطرة عليها منذ عشر سنوات. وفي جنوب البلاد تحدث الجيش الأوكراني عن هجمات روسية في منطقة زابوريجيا الأحد.
وصدت قوات كييف وفقاً للجنرال تارنافسكي، 13 “محاولة لشن هجمات” للقوات الروسية قرب بلدتي روبوتيني وفيربوفي، وهي واحدة من المواقع النادرة التي استعاد فيها الأوكرانيون مناطق خلال هجومهم المضاد عام 2023 وباء بالفشل.
وفي وقت لاحق، قلل المتحدث دميترو ليخوفي من خطورة هذه الهجمات، مؤكداً أن موسكو ليس لديها قوات كافية لتحقيق خرق.
وقال للتلفزيون “أود تهدئة حالة الهلع قليلاً (…) هذه على الأرجح محاولات محلية لاستهداف روبوتيني”، مؤكداً أن “العدو تلقى ضربة قاسية واضطر إلى الانكفاء”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كييف تتهم روسيا بإعدام أسيري حرب
اتهم الجيش الأوكراني الأحد روسيا بإعدام أسيري حرب أوكرانيين رمياً بالرصاص في شرق البلاد.
وقالت القوات البرية الأوكرانية على “تليغرام” صباح الأحد “أظهر الروس من جديد موقفهم تجاه القانون الإنساني الدولي بإطلاق النار على أسيري حرب أوكرانيين”.
ونشرت مقطع فيديو قصيراً بالأبيض والأسود تم تصويره من مسيرة، أظهر عسكرياً يطلق النار على جنديين قريبين جداً منه في خندق واحد بدون أن يبديا أي مقاومة.
ولم يتم التمكن من التحقق من صحة هذا الفيديو أو موقع تصويره. ولم تشر القوات البرية بالتحديد إلى مكان وقوع هذه الحادثة، واكتفت بالقول إنه في قطاع “خورتيتسيا” الذي يضم خاركيف ولوغانسك وجزء من دونيتسك.
وفي وقت سابق، أكدت قناة تليغرام “ديب ستيت” القريبة من الجيش الأوكراني، أن الجيش الروسي أعدم ستة جنود أوكرانيين، بينهم جريحان، رمياً بالرصاص، في موقع بجنوب أفدييفكا، الخميس.
ولم تعلق السلطات الأوكرانية حتى الآن على هذه المعلومات. وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقتل أسرى حرب منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
في مارس (آذار) 2023، تم تداول مقطع فيديو على نطاق واسع يظهر إعدام جندي أوكراني أسير رمياً بالرصاص بعد أن قال “المجد لأوكرانيا”.
وذكّرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان حينها أنها “وثقت العديد من انتهاكات القانون الإنساني الدولي ضد أسرى الحرب، بينها إعدامات تعسفية لأسرى حرب روس وأوكرانيين”.
رئيسة وزراء إستونيا: روسيا لن ترهبني
من جانبها، وصفت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس الأحد مذكرة الاعتقال التي أصدرتها روسيا بحقها بأنها مجرد محاولة لترهيبها، وذلك وسط تكهنات بأنها قد تشغل منصباً رفيعاً في الاتحاد الأوروبي.
وتؤيد إستونيا، التي كانت تحت حكم موسكو وهي الآن عضو الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي، أوكرانيا في حربها مع روسيا. وتعد كالاس من أشد المعارضين لروسيا منذ هجومها على الأراضي الأوكرانية قبل عامين تقريباً.
ووضعت الشرطة الروسية كالاس وعدداً من الساسة الآخرين في منطقة البلطيق على قائمة المطلوبين لديها في 13 فبراير (شباط) بتهمة تدمير آثار تعود إلى الحقبة السوفياتية.
وقالت كالاس لـ “رويترز” في مقابلة على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن “يهدف هذا (القرار) إلى ترهيبي وإجباري على عدم اتخاذ قرارات”. وأضافت “لكن هذا هو نهج روسيا. لا يوجد ما يثير دهشتنا ولسنا خائفين”.
ووضع ساسة من البلطيق على قائمة المطلوبين الروسية يعني أنهم مهددون بالاعتقال فقط إذا عبروا إلى داخل روسيا.
وأدى الدور الكبير الذي تلعبه كالاس في دفع الاتحاد الأوروبي لبذل المزيد من الجهود لدعم أوكرانيا إلى تكهنات في بروكسل بأنها قد تتولى دوراً بارزاً بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة للاتحاد الأوروبي في يونيو (حزيران) قد يكون منصب مسؤول السياسة الخارجية.
وقالت كالاس إن هذه التكهنات ساهمت كذلك في قرار روسيا وضعها على قائمة المطلوبين.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com