روسيا تعلن السيطرة الكاملة على لوغانسك الأوكرانية


<p>قالت وزارة الدفاع الروسية إن المعارك جارية في ليسيتشانسك بينما باتت القوات الأوكرانية محاصرة بـ"الكامل" (أ ف ب)</p>
أعلنت روسيا، الأحد الثالث من يوليو (تموز)، أنها سيطرت على مدينة ليسيتشانسك الاستراتيجية ومنطقة لوغانسك بأكملها، في تطور سيمثل اختراقاً حاسماً لقوات موسكو الساعية إلى السيطرة على شرق البلاد.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه بيلاروس اعتراض صواريخ أطلقتها كييف، بينما أفادت روسيا بأن أوكرانيا أطلقت ثلاثة صواريخ عنقودية على بيلغورود في هجوم أسفر عن سقوط أربعة قتلى.
وكانت ليسيتشانسك آخر كبرى مدن مقاطعة لوغانسك التابعة لمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا بقيت في أيدي الأوكرانيين، وتعد السيطرة عليها مؤشراً إلى تقدم روسي كبير في دونباس، وهو أمر تركز عليه موسكو منذ انسحبت من كييف.
ووردت تقارير متضاربة، السبت، في شأن وضع ليسيتشانسك، إذ نفت أوكرانيا صحة المعلومات الواردة من موسكو بأن القوات الروسية حاصرت كل المدينة التي يفصلها نهر عن سيفيرودونيتسك المجاورة التي انتزعتها القوات الروسية الأسبوع الماضي.
ولم يصدر تعليق من الجانب الأوكراني في شأن المعلومات المرتبطة بسقوط ليسيتشانسك بعد أيام من المواجهات العنيفة.
إسقاط ثلاثة صواريخ
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته وكالات الأنباء المحلية، إن “سيرغي شويغو القائد الأعلى للقوات المسلحة أبلغ فلاديمير بوتين بتحرير جمهورية لوغانسك الشعبية”.
وقبل دقائق على صدور الإعلان قال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن المعارك جارية في ليسيتشانسك، بينما باتت القوات الأوكرانية محاصرة بـ “الكامل”.
وجاء الإعلان الروسي بينما أفادت موسكو أن دفاعاتها المضادة للطائرات أسقطت ثلاثة صواريخ عنقودية من طراز “توشكا-يو” أطلقها “أوكرانيون قوميون” على بيلغورود، المدينة الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية.
وذكر حاكم بيلغورود فياشيسلاف غلادكوف أن الهجوم أحدث أضراراً في 11 مبنى سكنياً و39 منزلاً. واتهمت موسكو كييف في السابق بتنفيذ ضربات على الأراضي الروسية وتحديداً في منطقة بيلغورود.
بيلاروس تتحدث عن استفزاز أوكراني
بدوره، اتهم رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو كييف باستفزاز بلاده، وقال إن جيشه اعترض صواريخ أطلقتها قوات أوكرانية على بيلاروس قبل نحو ثلاثة أيام.
وتعد بيلاروس من أبرز حلفاء روسيا ودعمت الاجتياح العسكري الذي بدأ في الـ 24 من فبراير (شباط)، بينما اتهمتها كييف بشن هجمات على الأراضي الأوكرانية.
لكن لوكاشنكو نفى أي دور لبلاده في حادثة عبر الحدود، ونقلت وكالة “بلتا” الرسمية قوله “أكرر لكم كما قلت قبل أكثر من عام، لا نية لدينا للقتال في أوكرانيا”.
تواصل القصف الروسي
في الأثناء، تواصل القصف الروسي على أنحاء أوكرانيا في ظل معارك عنيفة بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. الذي قال في خطاب السبت، “يتواصل القتال العنيف على طول خط الجبهة في دونباس”، مضيفاً أن “العدو يكثف نشاطه في منطقة خاركيف”.
وفي بلدة سيفرسك الصغيرة التابعة لدونيتسك قال أحد السكان للصحافة الفرنسية إن “القصف مستمر ليلاً ونهاراً”. وقالت السلطات المحلية في دونيتسك إن شخصين قتلا وأصيب ثلاثة بجروح بينهم طفلان، في ضربة استهدفت بلدة دوبروبيليا.
كما استهدفت صواريخ منازل في سلوفيانسك وسط دونباس مما أسفر عن مقتل امرأة في حديقتها وإصابة زوجها بجروح، وفق ما أفاد أحد جيرانها السبت، في معرض حديثه عن الشظايا التي تناثرت في أنحاء الحي.
وقال الشاهد إنه يعتقد أن الضربة التي وقعت الجمعة نفذت بواسطة ذخائر عنقودية انتشرت على مساحة واسعة قبل أن تتفجر وتضرب مباني وأشخاصاً كانوا في الخارج.
وحذر زيلينسكي من التراخي في المدن التي لم تشهد عنفاً بالقدر نفسه الذي سجل في مدن أخرى. وقال، “لم تنته الحرب بعد، للأسف تزداد قسوتها في بعض الأماكن ولا يمكن أن ننساها”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إعادة الإعمار
وتحدث زيلينسكي في خطابه أيضاً عن مؤتمر لإعادة إعمار أوكرانيا من المقرر أن ينطلق الإثنين في سويسرا. وسيجتمع قادة عشرات الدول والمنظمات الدولية في مدينة لوغانو بهدف وضع خريطة طريق لتعافي البلد الذي تمزقه الحرب.
وقال زيلينسكي إن إعادة إعمار أوكرانيا “تحتاج إلى استثمارات ضخمة ومليارات وتكنولوجيا جديدة ومؤسسات جديدة، وبالطبع إصلاحات”. وأشار إلى أن الحرب أثرت في 10 مناطق في أوكرانيا فيما بات يتعين “إعادة بناء عدد من البلدات والقرى من الصفر”.
ويتوقع بأن تحدد خريطة الطريق حاجات إعادة الأعمار بما في ذلك البنى التحتية المدمرة والمتضررة واقتصاد أوكرانيا المنهار إلى جانب الحاجات البيئية والاجتماعية، بينما تقدر الكلفة بمئات مليارات الدولارات. كما ستواجه أوكرانيا مطالبات بإصلاحات واسعة خصوصاً في ما يتعلق بمكافحة الفساد.
الحاجة إلى الإصلاحات
وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على الحاجة إلى الإصلاحات، وقالت إن عضوية الاتحاد الأوروبي المنشودة في متناول أوكرانيا، لكنها حضت كييف على العمل على إجراءات مكافحة الفساد.
وقبل الحرب كانت أوكرانيا مصدراً رئيساً للمنتجات الزراعية، لكن الاجتياح العسكري الروسي أحدث أضراراً في الأراضي الزراعية، وسيطرت موسكو خلاله على موانئ أوكرانية أو جرفتها أو حاصرتها، مما أثار مخاوف حيال النقص في الغذاء وخصوصاً في الدول الفقيرة.
الوقت ينفد
وحذر المزارع سيرغي ليوبارسكي الذي يملك حقولاً قريبة من خط المواجهة من أن الوقت ينفد لحصاد محصول العام الحالي. وقال، “يمكننا الانتظار حتى الـ 10 من أغسطس (آب) كحد أقصى، لكن بعد ذلك ستجف الحبوب وتسقط أرضاً”.
واتهمت القوى الغربية بوتين باستخدام المحاصيل العالقة سلاحاً لزيادة الضغط على المجتمع الدولي، وروسيا بسرقة الحبوب.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com