Categories: أخبار محلية

سببان مباشران يقفان وراء "التنافر" بين الحزب والتيار…

خرج رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعد صدور قرار المجلس الدستوري وهو «اللاقرار» لينعى المجلس الدستوري الذي تم إسقاطه وتعطيله. وكاد أن ينعى التحالف مع حزب الله عندما فتح النار على ثنائي «أمل – حزب الله»، محملا اياه مسؤولية ما حدث، قائلا: «ما حصل تم بقرار سياسي واضح من قبل منظومة متحالفة مع بعضها في عهد الرئيس ميشال عون وعلى رأسها في المجلس الدستوري اليوم كان الثنائي الشيعي، وهذا ما ستكون له مترتبات سياسية». وذهب باسيل الى أبعد من المجلس الدستوري ليفتح ملف مجلس الوزراء قائلا: «نقول للثنائي الشيعي انه لا مبرر لعدم انعقاد مجلس الوزراء وكذلك لرئيس الحكومة، اذ لا يبدو أن هناك استعجالا لهذا الأمر».

هذا التطور يؤشر الى تدهور دراماتيكي في العلاقة بين الثنائي الشيعي وثنائي «عون – باسيل»، خصوصا مع حديث باسيل عن اتفاق رباعي جديد في مواجهة رئيس الجمهورية، وكأنه يتهم حلفاءه قبل غيرهم بالانقلاب على عون، وهذا ستكون له ترتيباته المختلفة على مستوى العلاقة وعلى مستوى الحكومة، لكن باسيل قال انه لا يتخذ قراراته على «الحامي» مفسحا المجال حتى بداية العام المقبل لتصحيح الخطأ، ولتمرير هدنة الأعياد. والجديد في موقف باسيل أنه يصوب على الثنائي الشيعي، أي على حزب الله ضمنا، بعدما كان يحصر تصويبه على الرئيس نبيه بري ويحرص على تحييد الحزب. وما يقوله باسيل يعكس الأجواء السلبية التي سادت أوساط التيار حيال الحزب وحملته مسؤولية تعطيل الحكومة باعتباره الطرف الأقوى في الثنائي الشيعي، وكان الأجدى به تجنب مقاطعة جلسات الحكومة، لأنه بذلك يؤذي عهد الرئيس ميشال عون، ويقضي على ما تبقى من آمال لإنقاذ ولايته من الفشل الشامل، بينما كان مفترضا به تقديم كل عوامل المساعدة والدعم للعهد، وخصوصا على أبواب الانتخابات النيابية المقبلة.

وتمر العلاقة بين الرئيس ميشال عون وحزب الله منذ فترة بحالات من التوتر والتشنج بسبب ملفات ومسائل عدة، منها مسألة انعقاد مجلس الوزراء وتحقيقات المرفأ، ومسألة قانون الانتخابات والتعديلات التي أدخلت عليه، ومسألة العلاقة مع دول الخليج. وأضيف اليها اليوم قرار المجلس الدستوري بعدما كان باسيل استبقه بتحذير حزب الله من مغبة النيل من صلاحيات رئيس الجمهورية، وأن «التيار» لم يناضل على امتداد سنواته الماضية في سبيل استرجاع هذه الصلاحيات لتعيدوا بضربة قاضية فتح بابها مجددا. يعني «لا قرار الدستوري» بالنسبة لـ «التيار» أن احتساب الأصوات بالطريقة التي حصلت خلال الجلسة النيابية الاخيرة «بمن حضر»، أن المسلمين يمكنهم انتخاب رئيس جمهورية. مقاربة «التيار» لقرار الدستوري تتعدى مسألة الانتخابات الى موضوع أخطر، في نظرهم، وهو ضرب صلاحيات رئيس الجمهورية والميثاقية بما يثبت أن الاستمرار في ظل هذا النظام بات مستحيلا. لكن النقطة الأهم هنا اعتباره أن الثنائي الشيعي لاسيما حزب الله بات متهما بضرب شريكه المسيحي والتعاطي على أساس «من بعدي الطوفان»، وأن المهم بالنسبة له تثبيت قوتهم وأن وحدتهم كشيعة فوق كل اعتبار. ويبدو هذا التوتر طبيعيا مع بدء العد العكسي للعهد واقتراب موعد الاستحقاقات الكبرى والقرارات الحاسمة.

ولكن ثمة سببان رئيسيان ومباشران يقفان وراء هذا «التنافر»:

– الأول يتصل بالرئيس نبيه بري ودوره وموقف حزب الله منه. فأوساط التيار الوطني الحر تعتبر دور بري سلبيا ومعرقلا ومتسببا بخسائر سياسية كان آخرها خسارة معركة قانون الانتخاب، وتعتبر أن الحزب هو الذي يؤمن الحماية والغطاء لبري، ولولا ذلك لكان العهد نجح في تركيز دعائمه وتحقيق أهدافه. ولكن لا مجال لدى حزب الله لمسايرة عون وباسيل في مطلبهما الداعي الى تحجيم بري، وهذا لم يحدث من قبل ولن يحدث في سنة العهد الأخيرة، ولا يقبل الحزب أن يوضع أمام معادلة الخيار الصعب إما نحن وإما بري.

– الثاني يتصل بالاستحقاق الرئاسي الذي بدأ العد العكسي له في ظل ظروف صعبة وغامضة يصعب معها على أي كان حسم خياراته من الآن، أو التحكم بمجريات هذا الاستحقاق. فالرئيس ميشال عون الذي حدد وكشف هدفه وأمنيته بأن يوصل النائب جبران باسيل الى رئاسة الجمهورية خلفا له، يريد من حزب الله موقفا والتزاما من الآن بهذا الخصوص. ولكن الحزب لا يستطيع اعطاء مثل هذا لالتزام أو التعهد لأسباب مختلفة.

هل يكون من نتائج سقوط الطعن أمام المجلس الدستوري سقوط جزئي وإضافي في العلاقة بين التيار والحزب؟! وهل مع بداية العد العكسي لنهاية العهد يبدأ العد العكسي لنهاية علاقة تحالفية استمرت 15 عاما، وعشية استحقاقات واتجاهات حاسمة؟!

الانباء

The post سببان مباشران يقفان وراء "التنافر" بين الحزب والتيار… appeared first on LebanonFiles.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.lebanonfiles.com

AymanSerhan

Recent Posts

تزامنا مع العاصفة الرملية المرتقبة..الدفاع المدني يوجّه تحذيراً وتنبيهاً هاماً مع تعليمات لتفادي المخاطر

حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…

7 أيام ago

من هو المستهدف في غارة بعورتا صباح اليوم؟ (صورة)

استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…

7 أيام ago

الجيش يودّع شهداء الواجب الثلاثة بمراسم مهيبة في مستشفى الشيخ راغب حرب

اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…

أسبوع واحد ago

تقرير يكشف أسرار الحرب: كيف استخدمت إسرائيل أمنها واستخباراتها ضد حزب الله؟

نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…

أسبوعين ago

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

3 أسابيع ago

مجزرة المسعفين برفح.. الناجي الوحيد يروي ما شاهده من جريمة الاحتلال

أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…

3 أسابيع ago