في خضم الأحداث المتسارعة التي تعصف بمنطقة غرب آسيا، يخرج البعض مبتهجًا بأي ضربة تتلقاها إيران، وكأن سقوطها المحتمل هو مكسب مباشر للدول العربية. غير أن نظرة أعمق لما قد يعنيه غياب إيران عن المشهد الإقليمي، تكشف أن الخطر الحقيقي قد يكون على من يهللون لهذا السقوط، لا على طهران وحدها.
إيران ليست مجرد نظام.. بل حجر زاوية في معادلة التوازن الإقليمي
مهما اختلف البعض مع السياسات الإيرانية، إلا أن حقيقة جيوسياسية واضحة لا يمكن إنكارها: إيران تمثل إحدى القوى المحورية الثلاث في المنطقة إلى جانب مصر وتركيا. وأي فراغ تخلّفه إيران لن تملأه دولة عربية، بل سينتج عنه فراغ أمني وسياسي، تملؤه الميليشيات، الحروب الأهلية، والتدخلات الأجنبية، تمامًا كما حدث في العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان.
سقوط إيران لن يكون انتقالًا نحو “شرق أوسط أكثر استقرارًا”، بل نحو فوضى منظمة تعيد رسم خرائط النفوذ والسيادة.
مَن المستفيد الحقيقي من زوال إيران؟
غياب إيران عن المشهد يعني تفكك الدولة، لا سقوط النظام فقط. ومن رحم هذا التفكك، ستنشأ كيانات طائفية متناحرة، تتيح للقوى الكبرى فرض مشاريعها، وعلى رأسها مشروع “الشرق الأوسط الكبير”، الذي يقوم على تفكيك الدول القومية لصالح دويلات وظيفية.
المستفيد المباشر؟
الولايات المتحدة وإسرائيل. فواشنطن لم تدخل حربًا قط إلا لتحقيق مصالحها، كما فعلت في فيتنام، أفغانستان، العراق، وسوريا. وتكرار هذا النموذج في إيران ليس مستبعدًا، بل محتملًا جدًا.
الممرات البحرية على طاولة التفاوض بالقوة
من باب المندب إلى مضيق هرمز، شرايين التجارة والطاقة العالمية تمر من هنا. وإذا ما غابت إيران كقوة مهدّدة، فإن ذريعة “حماية الملاحة الدولية” ستستخدم لتبرير عسكرة الخليج والبحر الأحمر، في محاولة لتطويق الصين ومصر والخليج في آنٍ واحد، وتدمير مشروع طريق الحرير قبل أن يكتمل.
من غزة إلى الخليج: الارتدادات المحتملة
إيران لعبت دورًا رادعًا لإسرائيل. صواريخها ومسيّراتها أحدثت توازنًا نسبيًا، وجعلت إسرائيل تعيش القلق الوجودي ذاته الذي تزرعه في غزة يوميًا. ومع زوال هذا التهديد، ستتمادى تل أبيب في سياساتها، وعلى رأسها مشروع تهجير أهل غزة وتصفية القضية الفلسطينية.
أما في الخليج، فإن الحدود ستكون على تماس مباشر مع فوضى جديدة، شبيهة وربما أخطر من السيناريو السوري والعراقي، لكن هذه المرة بصبغة مذهبية أشد تطرفًا.
إيران.. رأس جسر لمحور بكين – موسكو
من زاوية دولية، إيران تمثّل نقطة ارتكاز لمحور الصين – روسيا في الشرق الأوسط. تفكيكها هو ضربة مزدوجة لطهران وبكين وموسكو، ويمنح واشنطن ورقة ضغط جديدة في صراع الأقطاب العالمي. وهذا يعني أيضًا عودة العرب إلى مربع التبعية السياسية والاقتصادية.
الحرب ليست على إيران فقط.. بل على فكرة “الرفض”
الرسالة أبعد من جغرافيا إيران: كل من يجرؤ على رفع صوته ضد الولايات المتحدة أو إسرائيل، سيكون هدفًا للتفكيك والحصار والدمار. والسكوت على ذلك لن يؤمّن أحدًا، بل يشرعن المنهج ذاته ضد أي دولة أخرى، من تركيا إلى مصر، والخليج.
خلاصة
ربما تختلف المواقف تجاه النظام الإيراني، لكن التفكير في عواقب زوال إيران يجب ألا يكون من منطلق أمني ضيّق أو شماتة آنية. فتفكيك طهران لن يكون نهاية “مشكلة”، بل بداية أزمة شاملة قد تبتلع المنطقة برمتها.
إذا سقطت إيران، لن يكون “النصر” عربيًا… بل أميركيًا – إسرائيليًا، وثمنه سيكون من حسابنا نحن، لا من حسابهم.
علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العدوان الإسرائيلي على إيران، وقال إنه حان الوقت لإنهاء…
تلقى مسؤولون أميركيون معلومات تفيد أن إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لشن عملية عسكرية ضد إيران،…
أعلن إعلام إيراني رسمي، اليوم السبت، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن جهاز الاستخبارات الإيرانية، شن…
نظمت "مؤسسة سعيد وسعدى فخري" الانمائية في بلدة الزرارية " المعرض الجامعي الاكاديمي الاول "…
كتب عماد مرمل في للجمهورية أما وأنّ الانتخابات البلدية والاختيارية انتهت، فإنّ القوى السياسية التي…
شهدت الانتخابات البلدية الأخيرة في عدد من البلدات الجنوبية خلافات بين حركة "أمل" و"حزب الله"…