قبل ظهور بوادر العودة السعودية الى لبنان الى العلن، وبعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى الإمارات العربية المتحدة منذ أيام، تحدثنا عن وجود قناعة لدى بعض الأوساط الخليجية بأن دمشق، في حال عادت إلى القيام بدور أساسي على مستوى المنطقة، هي الوحيدة القادرة على ضبط التوازنات في الساحة اللبنانية، ومن هنا يمكن قراءة الموقف السعودي الجديد، والموقف الخليجي تجاه لبنان بشكل عام.
بداية، لا بد من الإشارة الى أن العودة السعودية الى لبنان ستكون مترافقة مع عودة خليجية، وقد تكون الكويت السبّاقة في هذا الإطار، بحسب مصادر سياسية، وهي التي حاولت طيلة الأزمة البقاء على مسافة قريبة من لبنان، وحاولت رأب الصدع، وبحسب المعلومات فإن الكويتيين لم يتركوا لبنان بشكل كامل، وبالتالي عودتهم ستكون قريبة، ولو أنها مربوطة بعودة الخليج.
هناك من ربط العودة السعودية الى بيروت بملف الانتخابات النيابية، مع العلم أن هذه الانتخابات انتهت قبل أن تبدأ، وغير صحيح أن السعودية تعود لأجل حصد الأكثرية، فلو أرادت المشاركة فيها بفعالية للحصول على الأكثرية لكانت تصرفت بغير ما فعلت، على حد قول المصادر، لذلك فإن العودة السعودية إلى لبنان لا يمكن أن تنفصل بالدرجة الأولى عن التطورات القائمة في الاقليم، لا سيما مع تكريس معادلة الإنفتاح الخليجي على سوريا، الأمر الذي تمثل بالزيارة التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى دولة الإمارات العربية، نظراً إلى أن الرياض تدرك جيداً أن أي إتفاق نووي جديد مع الجمهورية الإسلامية في إيران يعني تعزيز مكانتها على مستوى المنطقة، خصوصاً في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.
بناء على ما تقدم، وفي ظل المعطيات المقلقة على مستوى نتائج الإنتخابات النيابية المتوقعة، تشير المصادر الى انه كان لا بد من أن تعود الرياض إلى بيروت، من أجل عدم خسارة من تبقى من حلفائها بشكل كامل بعد الانتخابات، وبالتالي العمل على الحد من التداعيات التي من المتوقع أن يتركها غياب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن المشهد، نظراً إلى أن الجميع بات مقتنعاً أن تحالف قوى الثامن من آذار مع «التيار الوطني الحر» سيعود إلى الفوز بالأكثرية النيابية.
في هذا الإطار، ترى المصادر انه يمكن القول أن المطلوب هو أن يضمن حلفاء الرياض الفوز بالثلث المعطل، الذي يمنع الفريق الآخر من التحكم بالقرارات المصيرية، على أن تستند هي على ذلك من أجل رسم التوجهات الأكبر، الأمر الذي من الممكن أن يكون عن طريق البحث في كيفية إعادة التوازن إلى الساحة المحلية، وهو ما يمكن أن يكون عبر بوابة دمشق تحديداً، بالرغم من أن هذا الأمر يحتاج إلى بعض الوقت، إذ يجب عودة سوريا الى الجامعة العربية أولا ومن ثم ترتيب أولوياتها.
في قراءة بعض الأوساط المقربة من الدول الخليجية، ان سوريا هي الوحيدة القادرة على إقامة توازن ناعم مع حزب الله ، في ظل عدم قدرة أي جهة على الذهاب إلى إقامة توازن بالقوة، وبالتالي عودتها إلى لبنان ستقود حكماً إلى إضعاف حزب الله بحسب هذه الأوساط، أو على الأقل إلى الحد من نفوذه.
محمد علوش – الديار
The post سوريا تُعيد السعودية الى لبنان… appeared first on LebanonFiles.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.lebanonfiles.com
c54 đang trở thành một từ khóa nổi bật trong nhiều lĩnh vực khoa học…
اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام"، بيانا لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، قال فيه : يطل علينا عيد…
افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في جبيل ان نور حسان الهاشم، جورج ديغول الهاشم، و…
ارتفع اليوم، سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 9 آلاف ليرة و98 أوكتان 10 آلاف ليرة،…
نظم قسم النقابات والعمال في منطقة جبل عامل الأولى في "حزب الله" "اللقاء الاقتصادي الأول…
تنظم دورة تدريبيّة، "لمباريات وظائف الفئة الثالثة في السلك الخارجي"، في مركز التعليم المستمر وكليّة…