سوناك وزيلينسكي يعلنان في كييف عن اتفاق أمني ثنائي "غير مسبوق"


<p class="rteright">المملكة المتحدة هي أول دولة تتوصل إلى اتفاق ثنائي نهائي مع أوكرانيا، بحسب الحكومة البريطانية (أ ب)</p>

أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خلال زيارته العاصمة الأوكرانية الجمعة عن توقيع اتفاق أمني ثنائي مدته عشر سنوات، وصفه الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنه “غير مسبوق”.

وطالب سوناك، الذي أراد توجيه “رسالة” بهذه الزيارة المفاجئة، باستمرار المساعدات الغربية الضرورية لكييف. وأكد أن أي إضعاف لهذا الدعم لن “يشجع” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فحسب، بل أيضاً “حلفاءه في كوريا الشمالية وإيران وأماكن أخرى”.

وأضاف “إذا انتصر بوتين في أوكرانيا، فلن يتوقف عند هذا الحد، وسيعتقد خصومنا في جميع أنحاء العالم أننا لا نملك الصبر ولا الموارد اللازمة لحروب طويلة”، مشدداً أن أوكرانيا “ليست وحيدة” ولن تكون كذلك “أبداً”.

وتشعر كييف بالقلق من تردد حلفائها الأوروبيين والأميركيين، بسبب الخلافات السياسية الداخلية، في منحها المزيد من المساعدات لمواجهة الهجوم الروسي.

 

اتفاقيات ثنائية

من جهته، أشاد زيلينسكي بـ”الاتفاق الأمني غير المسبوق” المبرم مع بريطانيا.

وقال “هذا ليس إعلاناً بسيطاً. إنه حقيقة ستؤتي ثمارها بفضل تعاوننا”. يأتي النص في أعقاب وعود بإبرام اتفاقيات ثنائية قطعتها دول مجموعة السبع في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في فيلنيوس العام الماضي.

والمملكة المتحدة هي أول دولة تتوصل إلى اتفاق ثنائي نهائي مع أوكرانيا، بحسب الحكومة البريطانية. وأعلن سوناك خلال الزيارة عن زيادة المساعدات العسكرية وتسليم آلاف الطائرات المسيرة.

وقال “نحن أحد أهم الداعمين لأوكرانيا، خاصة في ما يتعلق بالمساعدات العسكرية”. وستصل قيمة المساعدات العسكرية البريطانية للعام 2024/2025 إلى 2.5 مليار جنيه إسترليني، بزيادة قدرها 200 مليون جنيه إسترليني عن العامين السابقين.

وبذلك يصل إجمالي المساعدات البريطانية لأوكرانيا إلى ما يقرب من 12 مليار جنيه إسترليني (14 مليار يورو).

وأضاف سوناك أن هذا الدعم يتماشى مع “خطورة الوضع هنا” و”تصميمنا” على دعم أوكرانيا، لافتاً إلى أن هذه هي زيارته الخارجية الأولى هذا العام والأولى لزعيم أجنبي إلى أوكرانيا. ووعد قائلاً “قد يعتقد بوتين أنه قادر على الصمود لفترة أطول منا، لكنه مخطئ”.

وتأتي زيارته غداة تحذير الرئيس الأوكراني من أن أي “توقف” في الدفاع عن بلده لن يؤدي إلا إلى مساعدة موسكو على إعادة تسليح نفسها والسماح لها “بسحق” أوكرانيا.

“أكبر عملية تسليم مسيرات”

والدعم البريطاني الجديد موجه لتوفير صواريخ بعيدة المدى ووسائط دفاع جوي وذخيرة المدفعية ووسائل أمن بحري.

وأوضحت الحكومة البريطانية أن ما لا يقل عن 200 مليون جنيه إسترليني مخصصة “لتوريد وإنتاج آلاف المسيرات العسكرية بسرعة”، ولا سيما “طائرات مراقبة مسيرة، وطائرات مسيرة هجومية بعيدة المدى، ومسيرات بحرية”.

ووفق لندن، ستكون هذه “أكبر عملية تسليم مسيرات إلى أوكرانيا من أي دولة أخرى”، وسينتج معظم هذه المسيرات في المملكة المتحدة.

على صعيد متصل، توجه وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنيه الجمعة إلى كييف حيث يلتقي زيلينسكي لإظهار الدعم الفرنسي لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا.

وقالت مصادر قريبة من سيجورنيه إن وزير الخارجية الفرنسي “في طريقه إلى كييف”.

“تحالف المدفعية”

ويستقبل وزير الجيوش الفرنسي الأسبوع المقبل نظيره الأوكراني لاجتماع يركز بشكل خاص على المدفعية التي تطالب كييف بتعزيزها لصد القوات الروسية.

وسيستقبل سيباستيان لوكورنو في باريس نظيره الأوكراني رستم أوميروف في 18 يناير (كانون الثاني)، حسبما أفاد مكتبه، وذلك بعد زيارة أجراها الوزير الفرنسي لكييف في سبتمبر (أيلول).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المقرر أن يفتتح الوزيران مؤتمر إطلاق “تحالف المدفعية” وهو أحد مجموعات العمل التابعة لمجموعة الاتصال من أجل الدفاع في أوكرانيا، بقيادة فرنسا والولايات المتحدة.

وأشارت وزارة الجيوش الفرنسية إلى أن المؤتمر “يهدف إلى توحيد جهود الدول المشاركة لمساعدة أوكرانيا – على المدى القصير والطويل – في الحصول على قوة مدفعية تتكيف مع احتياجات الهجوم المضاد وجيشها في المستقبل”.

ومن المقرر أن “يزور الرجلان المواقع الصناعية وأن يلتقيا بمجموعات صناعية فرنسية” لمناقشة اقتصاد الحرب والهجوم المضاد.

ويأتي الاجتماع في الوقت الذي تحاول فيه باريس إظهار دعمها الثابت لكييف التي لم يحقق هجومها العسكري المضاد النتائج المرجوة.

الهجمات على القرم هي “البداية فقط”

من جانبه، أكد رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف، في مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية اليومية، أن الهجمات الأوكرانية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا ستتكثف، بينما أقر بأن الحرب البرية تشهد جموداً.

وقال بودانوف في المقابلة التي نُشرت الجمعة “في 2023، جرت أولى التوغلات الأوكرانية في شبه جزيرة القرم المحتلة موقتاً، رغم أن البعض كان يعتبرها مستحيلة. إنها البداية فقط. وهذا يعطي الأمل، خصوصاً للأوكرانيين في شبه جزيرة القرم الذين يعيشون منذ عشر سنوات تحت الاحتلال الروسي وأصيب العديد منهم بالإحباط”.

وأضاف أن “الجزء الشمالي من البحر الأسود يقع تحت السيطرة الأوكرانية، مع منصات استخراج الغاز”. وتابع أن “الممرات البحرية لتصدير الحبوب تعمل من جديد، حتى لو كانت هناك مخاطر بسبب الحرب”.

وتشكل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014 قاعدة خلفية لوجستية للقوات الروسية المنتشرة في جزء من جنوب أوكرانيا، خصوصاً لإرسال تعزيزات وصيانة معدات. وتتعرض شبه جزيرة القرم بشكل مستمر لهجمات أوكرانية بالصواريخ والمسيرات.

وفي شأن الجبهة البرية، رأى رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أن “في كلا الجانبين، جعل الاستخدام المكثف جداً للمسيرات الهجومية، الهجمات الروسية والأوكرانية مستحيلة”، مشيراً أيضاً إلى “كثافة حقول الألغام التي لم يُسجل مثلها منذ الحرب العالمية الثانية”.

معنويات الشعب

ورداً على سؤال عن معنويات الشعب الأوكراني بعد عامين من الهجوم، اعترف بأنه يعاني من “الإرهاق”. وقال “بدأت الحرب منذ عشر سنوات (في دونباس)، وبدأ الهجوم الواسع النطاق منذ العام 2022، ويبدو الإرهاق على المستوى الفردي وفي المجتمع”.

وأضاف “لا أنتقد، إنها ظاهرة مفهومة. لكن نقص الجنود يصبح كبيراً مع أنه لا يثير للقلق”. ويحتدم النقاش منذ أسابيع في أوكرانيا بشأن استدعاء جنود. وأُجل النواب الخميس دراسة مشروع قانون بهذا الشأن مثير للجدل.

ورداً على سؤال بشأن إمكانية إجراء مفاوضات مع موسكو، رأى بودانوف أن “الوقت غير مناسب. فالمفاوضات تبدأ عندما يكون لدى أحد الطرفين على الأقل، أو حتى كليهما، مصلحة، والحال ليس كذلك”.

أوكرانيا بحاجة إلى المزيد من الطائرات الهجومية

وقال قائد القوات البرية بالجيش الأوكراني الجمعة إن كييف تحتاج إلى المزيد من الطائرات العسكرية لدعم المجهود الحربي، مثل الطائرات الهجومية الأميركية من طراز “إيه-10” لدعم المشاة، فضلاً عن الطائرات التي يمكنها إطلاق صواريخ موجهة بعيدة المدى.

وتحدث الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي إلى “رويترز” في مقابلة حصرية بموقع سري بالمنطقة الشمالية الشرقية لمدينة خاركيف المتاخمة لغرب روسيا.

وقال الرجل البالغ من العمر 58 سنة “أود أن أتحدث عن طائرات إيه-10 كأحد الخيارات… هذه ليست آلة جديدة، ولكنها آلة موثوقة أثبتت نفسها في العديد من الحروب، ولديها مجموعة واسعة من الأسلحة”.

وتأتي دعوة سيرسكي بالتزامن مع توقف حزمة أميركية جديدة من المساعدات العسكرية لكييف انتظاراً لموافقة الكونغرس.

ومنذ بداية الهجوم الروسي، ضغطت كييف على حلفائها الغربيين لتزويدها بأسلحة وذخائر متطورة تشمل مركبات مدرعة ودبابات وصواريخ طويلة المدى ومقاتلات.

وشنت أوكرانيا هجوماً مضاداً واسعاً الصيف الماضي، لكنه فشل في تحقيق اختراق كبير للقوات الروسية المرتكزة بشرق وجنوب البلاد. واستأنفت القوات الروسية حالياً الهجوم على بعض مناطق الشرق.

ويشهد خط المواجهة الذي يبلغ طوله نحو ألف كيلومتر (620 ميلاً) حالة قد تصل إلى الجمود، ورغم ذلك قال سيرسكي، الذي أشرف على الدفاع عن كييف في أوائل عام 2022 والهجوم المضاد الخاطف الذي شنته أوكرانيا في منطقة خاركيف في وقت لاحق من ذلك العام، إن تحقيق اختراقات في المستقبل لا يزال ممكناً.

subtitle:
أوكرانيا بحاجة للمزيد من الطائرات الهجومية مع توقف حزمة أميركية من المساعدات العسكرية انتظاراً لموافقة الكونغرس
publication date:
السبت, يناير 13, 2024 – 03:45

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

Recent Posts

ترامب محذرًا إيران: الهجمات المخطط لها “أكثر عدوانية”.. والسلاح الأمريكي في طريقه لإسرائيل

علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العدوان الإسرائيلي على إيران، وقال إنه حان الوقت لإنهاء…

9 ساعات ago

إسرائيل “على أهبة الاستعداد” لضرب إيران.. وترامب: “سترون”

تلقى مسؤولون أميركيون معلومات تفيد أن إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لشن عملية عسكرية ضد إيران،…

يومين ago

إيران تعلن توجيه “أكبر ضربة استخبارية في التاريخ” ضد إسرائيل

أعلن إعلام إيراني رسمي، اليوم السبت، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن جهاز الاستخبارات الإيرانية، شن…

6 أيام ago

الزرارية تحتضن المعرض الجامعي الأكاديمي الأول في مؤسسة سعيد وسعدى فخري الإنمائية

نظمت "مؤسسة سعيد وسعدى فخري" الانمائية في بلدة الزرارية " المعرض الجامعي الاكاديمي الاول "…

أسبوعين ago

جردة حساب: هؤلاء الرابحون والخاسرون

كتب عماد مرمل في للجمهورية أما وأنّ الانتخابات البلدية والاختيارية انتهت، فإنّ القوى السياسية التي…

3 أسابيع ago

خلافات بين أمل وحزب الله

شهدت الانتخابات البلدية الأخيرة في عدد من البلدات الجنوبية خلافات بين حركة "أمل" و"حزب الله"…

3 أسابيع ago