أخبار عربية وإقليمية

"سي أن أن" تنفي و"وول ستريت جورنال" تؤكد تورط إيران بهجوم "حماس"


<p class="rteright">إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل في 10 أكتوبر 2023 (رويترز)</p>

ما هو الدوي الذي يلعبه النظام الإيراني في الهجوم الذي شنته حركة “حماس” على إسرائيل؟ أصبح هذا السؤال الأكثر إلحاحاً في وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة، خاصة بعد أن احتدمت الحرب بين الحركة وتل أبيب. 

نقلت شبكة “سي أن أن” الأميركية، يوم الأربعاء 11 أكتوبر(تشرين الأول)، عن عدة مصادر أن الولايات المتحدة حصلت على معلومات تظهر أن النظام الإيراني فوجئ بالهجوم الدموي الذي شنته حركة “حماس” على إسرائيل يوم السبت الماضي. وبناءً على هذه المصادر، فإن هذه المعلومات قد تلقي بظلال من الشك على نظرية تورط إيران بشكل مباشر في التخطيط أو تمويل أو حتى الموافقة على الهجوم.   

وقد تحدثت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأربعاء، استناداً إلى تقييم أولي لمعلومات رفعت عنها السرية من قبل أجهزة المخابرات الأميركية، بأن طهران كانت على ما يبدو تعلم بمخطط “حماس” للقيام بعملية ضد إسرائيل، إلا أنها لم تكن على علم بالتوقيت الدقيق أو حجم العملية. وكانت الصحيفة نفسها قد ذكرت يوم الأحد الماضي، نقلاً عن قياديين في حركة “حماس” و”حزب الله” اللبناني، أن مسؤولين أمنيين إيرانيين شاركوا في التخطيط للعملية. وفي الاجتماع الذي عقد يوم الإثنين 9 أكتوبر الجاري، في العاصمة بيروت، أعطي الضوء الأخضر لبدء الهجوم. وأضافت الصحيفة أيضاً، نقلاً عن مسؤولين كبار في “حزب الله” و”حماس” أن عدداً من مسؤولي الحرس الثوري قد شاركوا في الجلسات التي شارك فيها ممثلي أربع مجموعات مسلحة مدعومة من إيران منها “حزب الله” وحركة “حماس”، لمناقشة تفاصيل العملية. 

لكن لماذا حصل هذا التناقض؟ وهل كان تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” الذي نشر يوم الأحد مجرد خدعة، كما تساءلت افتتاحية صحيفة “نيويورك بوست”. وهل الاستخبارات الأميركية تقوم بالتستر على دور إيران في الهجوم الذي شنته “حماس” على إسرائيل خدمة للبيت الأبيض؟ وتضيف “نيويورك بوست”: إذا بالفعل كانت الاستخبارات الأميركية تقول إن إيران لم تكن على علم بالهجوم، فتقرير “وول ستريت جورنال” كان يتحدث عن ماذا؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكرت مجلة “نيوزويك” يوم الأربعاء، نقلاً عن ممثل “حماس” في لبنان، أحمد عبد الهادي، قوله إن حركة “حماس” كانت على “تنسيق مكثف” مع إيران قبل وأثناء وبعد الهجوم على إسرائيل. وفي مقابلة له على منصة إكس ورداً على سؤال مجلة “نيوزويك”، قال ممثل “حماس”، إن الحركة نسقت مع “حزب الله” وفصائل أخرى من “محور المقاومة” قبل الهجوم على إسرائيل. 

وقال مصدر مطلع مقرب من حركة “حماس” في مقابلة له مع “رويترز”، “إن السرية التي عملت عليها (حماس) كانت على مستوى عال وأن إيران الذي تعتبر العدو اللدود لإسرائيل والممول الرئيس للحركة من حيث الموارد المالية والتسليحية والتدريب، لم تكن على علم بالهجوم، بل كانت على علم أن (حماس) تخطط لهجوم كبير على إسرائيل فقط. إيران لم تكن على علم بتوقيت وتفاصيل هذ الهجوم”. موضحاً أن “طهران كانت على علم بمجريات التخطيط لهذه العملية الكبيرة، إلا أن مسألة تنفيذها لم يطرح في أي غرفة عمليات مشتركة حضرها قيادات من حركة (حماس) و(حزب الله) وإيران”.  

وفي هذا السياق، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم الثلاثاء الماضي، إن إيران لم تشارك في الهجوم الذي شنته حركة “حماس” على إسرائيل. هذا على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين يتهمون إيران بتقديم الدعم والموارد المالية والعسكرية لـ “حماس” منذ سنوات، إلا أنهم يقولون إنه ليس لديهم أي دليل على وجود علاقة مباشرة بين النظام الإيراني والحركة في هذه العملية.  

في تحليل “نيويورك بوست”، وبالإشارة إلى تعاون أجهزة المخابرات الأميركية مع وسائل الإعلام، أثارت الشكوك في أن تقرير شبكة “سي أن أن” الأميركية، قد يكون نتيجة لتسريب معلومات هادفة تهدف إلى التلميح بأن النظام الإيراني لم يكن له دور في الهجوم الذي شنته “حماس”. 

وقالت “ذا هيل” في تقريرها في أعقاب الهجوم، إن عدد من النواب الديمقراطيين في مجلس الشيوخ طالبوا بتجميد الـ6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية التي أفرجت عنها واشنطن مؤخراً. ونتيجة لما ورد أعلاه، يشتبه في أن الغاية من نشر مثل هذه المعلومات حول عدم مشاركة النظام الإيراني في الهجوم من قبل شبكة “سي أن أن”، كان يتماشى مع أهداف وسياسات البيت الأبيض وإدارة جو بايدن.

subtitle: 
هل "تتستر" الاستخبارات الأميركية على دور طهران في هجوم الحركة على إسرائيل لإرضاء البيت الأبيض؟
publication date: 
الجمعة, أكتوبر 13, 2023 – 02:15

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى