شريفة: لحوار بناء ينزع فتيل التوتر

اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة أن “الحوار هو علة وجود لبنان وأساس صيغته وتركيبته، وقد اعتبره الإمام الصدر بلوحته الحضارية القائمة مائدة حوار معقودة يوميا”.
وقال المفتي شريفة خلال خطبة الجمعة من مسجد الصفا في بيروت، أن “الحوار لا يتجزأ دعوتنا اليه في الداخل هي نفسها في الخارج، باعتبار أن ديننا وأخلاقنا يحتمان علينا ذلك، والحوار لتقريب وجهات النظر بين الاخصام السياسيين، إذ لا عداوة بين ابناء الوطن الواحد ولا بين الدين الواحد وأن القضية الفلسطينية يجب أن تبقى عامل توحيد للعرب وللمسلمين، فإذا اختلفوا على امور كثيرة يجب الا يختلفوا على حماية مقدساتهم ومهد انبيائهم ومسرى رسلهم”.
واعتبر انه “في ظل التربص الاميركي بالشرق الاوسط والنظر الى ثرواتنا بعين اللصوصية الدبلوماسية، فذلك يشكل عاملا اضافيا للتحفيز على حوار جاد وبناء ينزع من خلاله فتيل التوتر بالابتعاد عن الخطابات الجارحة وكل ما يباعد بين اللبنانيين”.
ورأى ان “البلاد ما زالت تسير في نفق معتم دون ادنى بصيص للنور بعد ان اكد سياسيوها للقاصي والداني ان مصالحهم اهم من الوطن والمواطنين” وقال: “الا يحق لنا ان نتسأل الى اين تتجه البلاد؟ والى اين تسير بنا الازمات فسعر صرف الدولار وصل الى عتبة الثلاثين الفا وما تبعه من غلاء لمختلف المواد الغذائية وصولا الى المحروقات والدواء ناهيك عن الاحتكار وشجع التجار”.
وسأل: “لماذا يصر البعض على التعنت واستغلال وجع الناس وحال الارباك السياسي؟ لماذا تغيب المساءلة؟ ولماذا ليست هناك محاسبة ومعاقبة؟ لقد سئمنا سياسة المحاصصة والتعالي عن الناس وآلامها”. وشدد المفتي شريفة “على قضاء نزيه، فالمواطن يحتاج إلى تطمين من خلال قضاء مستقل حيادي”، مستغربا “الاصرار على إقحام القضاء في الأزمة لتضرب الجسم القضائي لجعله طرفا أساسيا في لعبة التجاذبات السياسية”.
أضاف: “ان لعبة العزل السياسي خطرة وقد تجر البلد الى متاريس أخرى لا نريدها ونرفضها، لنلتق على عناوين جامعة تعزز ما يمكن ان يعيدنا الى مسار الضوء للخروج من هذا النفق، ولنترك للاستحقاق الانتخابي ان يعبر عن إرادة اللبنانيين وتطلعاتهم، فالمعركة الانتخابية هي لعبة ديموقراطية يفترض ان تحمل العناوين التي يريدها اللبنانيون ويطالبون بها، لا ان تكون مساحة للتراشق الإعلامي ولتظهير خلافتنا ونشر غسيلنا ورمي التهم بعصبية دون أي منطق عقلاني ووطني”.
وختم: “علينا أن ننطلق في العام الجديد بروح التفاؤل والأمل وقد لمسنا حراكا سياسيا معينا نأمل التأسيس عليه في سبيل خلق ايجابيات تخرج لبنان من الخطر الوجودي الذي يتهدده ولا بد من النظر بعين العقل، وندرك الى اين تسير الأمور وعلى هذه الحكومة دور أساسي في إعادة تظهير صورة لبنان والانطلاق بحلول إجرائية لإنقاذ البلد اقتصاديا واجتماعيا”.
The post شريفة: لحوار بناء ينزع فتيل التوتر appeared first on LebanonFiles.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.lebanonfiles.com