أخبار عربية وإقليمية

"عيون الحرامية" رحلة النقيضين بين رام الله ونابلس


<p>سمي وادي "عيون الحرامية" بهذا الاسم بسبب تكرار عمليات السطو المسلح والسرقة وانتشار ينابيع المياه فيه (اندبندنت عربية)</p>

على الطريق الرئيس الواصل بين مدينتي رام الله ونابلس يقع وادي “عيون الحرامية” محاطاً بجبال بلدتي المزرعة الشرقية وسلواد شرق رام الله، مشكلاً نقطة لربط جنوب فلسطين بوسطها وشمالها، وحتى لبنان وسوريا.

ويشق الوادي ممر للقوافل التجارية والعسكرية قبل أن يتم تعبيده في الثلث الأول من القرن الـ20، ويصبح شارعاً رئيساً للمركبات والحافلات والشاحنات، كما يتميز بأنه غني بأشجار الزيتون بسبب انتشار ينابيع المياه في الجبال الشاهقة بالمنطقة.

ويقع الوادي أسفل الجبال المحيطة به، ولذلك فإن المارين عبره اعتبروه هدفاً سهلاً لقطاع الطرق وعناصر “المقاومة الفلسطينية” منذ الانتداب البريطاني.

وبسبب انتشار عمليات السرقة في محيطه، أقامت السلطات البريطانية في عهد انتدابها لفلسطين مخفراً للشرطة فيه، وبقي حتى نهاية الحكم الأردني للضفة الغربية، قبل أن يتحول إلى حاجز عسكرية للجيش الإسرائيلي حتى عام 2002.

وتعرضت القوات البريطانية في الوادي لأكثر من هجوم مسلح، سقط خلاله عدد من الجنود، بخاصة خلال ثورة عام 1936.

وفي ظل الحكم الأردني أصبح مخفر الشرطة مقصداً لأهالي البلدات المجاورة لتقديم الشكاوى والدعاوى. ومع سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية، احتفظ الجيش الإسرائيلي بنقطة عسكرية دائمة على الطريق بين رام الله ونابلس المعروف بشارع 60.

ويصل الشارع الذي تسيطر عليه إسرائيل ويستخدمه الفلسطينيون والمستوطنون بين محافظة جنين في أقصى شمال الضفة، وحتى محافظة الخليل جنوباً.

وبسبب موقع الوادي وسهولة استهدافه، تكررت الهجمات للمسلحين الفلسطينيين ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بدوره، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس الذي يتحدر من قرية سلواد إن عائلته تمتلك قطعة الأرض المقام فوق جزء منها مخفر الشرطة، مضيفاً أن إسرائيل تمنع عائلته من الاستفادة منها أو فلاحتها.

وبحسب فارس فإن المسلحين من بلدة سلواد والقرى المجاورة اعتادوا على تنفيذ هجمات مسلحة ضد القوات البريطانية خلال ثورة 1936 والنكبة في سنة 1948.

وعن سبب إطلاق اسم “عيون الحرامية” على الوادي، قال رئيس المجلس البلدي لسلواد رائد حامد إنه جاء “بسبب تكرار عمليات السطو المسلح والسرقة وانتشار ينابيع المياه فيه”.

وأوضح حامد أن الوادي “شكل نقطة ربط بين جنوب فلسطين وشمالها ببلاد الشام في القرون الماضية”، مشيراً إلى أنه “احتفظ بأهميته الاستراتيجية حتى الآن بسبب موقعه الجغرافي”.

ولأنه نقطة الربط بين وسط الضفة الغربية وشمالها، فإن الجيش الإسرائيلي يغلق الطريق بصورة متكررة، مما يتسبب في قطع التواصل بين المدن الفلسطينية.

وارتبط اسم وادي “عيون الحرامية” بأشهر الهجمات الفلسطينية ضد الجيش الإسرائيلي في عام 2002، حيث قتل الفلسطيني ثائر حماد 11 جندياً إسرائيلياً، وأصاب 6 آخرين. فمع انقشاع شمس الثالث من مارس (آذار) من ذلك العام، قطع الشاب الفلسطيني ثائر حماد المسافة بين بلدته سلواد أحد الجبال المحيطة بالوادي، وببندقية أميركية من نوع M1 صنعت سنة 1936 واستخدمت في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فيتنام، قنص ثائر الجنود المرابطين على الحاجز العسكري، ومن جاء لدعمهم.

وثبت ثائر بندقيته على جذع شجرة زيتون تموضع خلفها، وأطلق من بندقية 24 رصاصة قبل أن تنفجر، مع أنه كان بحوزته 45 رصاصة، وفق شهادة ثائر من داخل سجنه، حيث حكمت إسرائيل عليه بالسجن المؤبد 11 مرة.

وعن أسباب هجومه المسلح أشار ثائر إلى أنه جاء “بعد أن طفح الكيل من كل ما قام به الاحتلال من مجازر بشعة في حق الشعب الأعزل”، وذلك في ذروة الانتفاضة الثانية. وأوضح ثائر أنه اختار الحاجز العسكري للجيش الإسرائيلي في وادي “عيون الحرامية”، وذلك لأنه “أصبح محطة للإذلال والإهانة والقهر للفلسطينيين”.

وبعد تنفيذ هجومه المسلح، انسحب ثائر من موقعه باتجاه بلدته سلواد، حيث كان يقفز على الصخور، وهو منحني الظهر حتى لا يصيبه رصاص الجيش الإسرائيلي الذي كان يلاحقه.

وتمكن ثائر من الوصول إلى منزله، وممارسة حياته وعمله بصورة طبيعية حتى اعتقاله بعد الهجوم بسنتين ونصف السنة.

subtitle: 
اشتهر الطريق الرئيس في الوادي بعمليات سطو وهجمات ضد البريطانيين والإسرائيليين
publication date: 
الاثنين, يناير 22, 2024 – 16:30

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى